رد النائب منصور عباس على الانتقادات الموجهة ضده، في بيان جاء فيه: "باختصار وببساطة: أولاً نريد قائمة مشتركة، ثانياً نريدها قادرة مؤثرة، ثالثاً نريدها أن تمثل هويتنا ولا تتناقض مع عقيدتنا، رابعاً نريدها أن تعمل بأسلوب حكيم وتبتعد عن الشعبوية والمزاودات".

لا بدّ أنّ الأحداث الأخيرة تولّد الكثير من النقاشات، ولا بدّ أن البعض ما زال مستمراً بنفس النهج بتزوير الحقائق أو إخراج بعض التصريحات عن سياقها أو بقصّ مقطع هنا يشمل عدم وضوح في التعبير وترويجه كتصريح خطير. واليوم يحاولون أيضاً إحداث بلبلة حول كلّ ما يخص استمرار القائمة المشتركة، ولهذا أضع أمامكم هذه التوضيحات لكي تكون القول الفصل، ولوضع النقاط على الحروف:

أولاً: نحن في الحركة الإسلامية وأنا شخصياً منصور عباس، نريد لمشروع القائمة المشتركة أن يستمر، وكنا أول من نادى بأهمية وحدة الأحزاب العربية عبر القائمة العربية الموحدة، وكنا أكثر الحريصين على القائمة المشتركة، وليتذكر مَن يهاجمنا اليوم أو يعتبر نفسه حريصاً أكثر منا؛ كيف تصرّفنا عندما حدثت إشكالية التناوب؟ وكيف تصرّف غيرنا؟ وليتذكر كلّ من يهاجمني بهذا الأمر أنني كنت قد تنازلت عن المقعد الثاني، والذي هو من حق الحركة الإسلامية، وقدمته لحزب التجمع في سبيل إنهاء إشكال لسنا طرفاً فيه من أجل إقامة القائمة المشتركة.

ثانياً: نريد للقائمة المشتركة أن تكون قادرة على تحقيق مطالب الشعب الذي انتخبها، وهذا لن يحدث إذا استمررنا بأسلوب المعارضة والوقوف على دكة الاحتياط، ما أقوله وطرحته هو تغيير لموضعة العرب في الخارطة السياسية في الدولة، ما كنت قد قلته بكل بساطة: إننا كعرب لسنا بحاجة إلى أن نكون جزءًا من المعسكرات الإسرائيلية الثلاثة، لا يمين، ولا يسار، ولا مركز، بل نحن بحاجة إلى أن نكون معسكرًا بحد ذاتنا يقف على الحياد من خلافاتهم، وأن نتحرك بقراراتنا وفق مصلحة مجتمعنا وشعبنا دون المس أو التنازل عن ثوابتنا، وهذا ما قد يجعل المشتركة قادرة على تحقيق مطالب الشعب الذي انتخبها. وليعلم الجميع بكل وضوح أنا لا أعول على رئيس الحكومة الحالي، ولن أعول على أي رئيس حكومة قادم، ولكن أعول على قدرتنا في إتقان فن الممكن السياسي وتحصيل موارد لمجتمعنا في كل ظرف وكل زمان من خلال خطاب واقعي ومسؤول.

ثالثاً: تحدثت في النقطة السابقة عن الأسلوب السياسي للقائمة المشتركة، وفي هذه النقطة سأتحدث عن أسلوب النائب العربي بشكل عام. أعلم أن هناك من ينتقد أسلوبي، وهناك من لا يغفر لي أنني أضع "الايچو العربي" جانباً، عند حديثي مع وزير أو رئيس حكومة، وأعلم أن هناك من يحاول أن يضع هذا الأسلوب في خانة غير المقبول حين يقارنه بأسلوب "العرب الأقوياء"، ولكن سامحوني أنا لست ذاهباً للبرلمان للعربدة أو الصياح أو شتم أحد، ولا أعتقد أن أسلوب الشعبوية سيُوصِل مجتمعنا إلى بر الأمان، وعلينا عند تشكيل القائمة المشتركة أن نتفق على الابتعاد عن هذا الأسلوب الشعبوي لما فيه من ضرر لمجتمعنا.

رابعًا: كلّ ما يخص الثوابت والهوية، نحن في الحركة الإسلامية لن نكون شركاء في قائمة مشتركة تصوّت أو تتصرف بشكل مناقض لعقيدتنا، ولو كلفنا الأمر العودة إلى مؤسساتنا والعمل خارج البرلمان في خدمة مجتمعنا مثلما نفعل على مدار السنة.

باختصار وببساطة: أولاً نريد قائمة مشتركة، ثانياً نريدها قادرة، ثالثاً نريدها أن تمثٌل هويتنا ولا تتناقض مع عقيدتنا، رابعاً نريدها أن تعمل بأسلوب حكيم وتبتعد عن الشعبوية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]