"كلما تعلّمنا التعرف على بعضنا البعض، فهم احتياجات بعضنا البعض، وبناء علاقات طويلة الأمد قائمة على الثقة، هكذا نحوّل إمكانات الاعمال بين الدول الى مستدامة". هذا ما قاله الدكتور سامر حاج يحيى، رئيس مجلس إدارة بنك لئومي، في افتتاحه لمؤتمر "كلكلسيت"، "ريشت 13" وبنك لئومي تحت عنوان " مؤتمر إسرائيل- دبي الأول"، والذي انطلقت اعماله يوم الثلاثاء ويختتم اليوم الخميس، بمشاركة عدد كبير من رجال الاعمال والشخصيات الريادية من إسرائيل والامارات ودول أخرى. كما شارك في اليوم الافتتاحي للمؤتمر رئيس الدولة رؤوبين ريفلين من خلال تقنية الفيديو.

ولفت حاج يحيى ان السلام بين الدولتين، يشير الى أن ما كان يبدو قبل أشهر قليلة فقط حلمًا مستحيلاً، أصبح حقيقة واقعة في ايامنا هذه.

واعتبر حاج يحيى أن اتفاقيتي اسرائيل مع الامارات والبحرين، بموجب "اتفاقيات إبراهيم" كما سُميّت، هي " انتصار لأبناء النور على أبناء الظلام، وأخذ المسؤولية على مستقبلنا".

وأشار الى ان " الظلام يتخذ اشكالًا عديدة ويتجلى أيضًا - في الحرمان، التمييز، الأفكار المسبقة ومقاطعة الآخر. من أجل إبعاد الظلام يجب أن غمره بالنور. حتى شمعة واحدة صغيرة يمكن ان تقوى وتتحول الى شعلة أخوة، احترام متبادل، صبر وسلام إقليمي شامل، الأمر منوط فقط بنا".



بحث آفاق التعاون:
وأشار رئيس مجلس إدارة بنك لئومي، د. سامر حاج يحيى في كلمته، التي القاها بثلاث لغات: العربية والعبرية والانجليزية، الى انه من بين أهداف المؤتمر، توثيق العلاقات الإنسانية واستكشاف آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري، وبحث الفوائد المُشتَركَةِ في مُختلف القطاعات وتبادل الخبرات والتجارب.

الخطاب الكامل بالعربية لـ د.سامر حاج يحيى في دبي

في حَضرةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة نقفُ اليومَ. في حضرةِ قيادَتِها ومَسؤوليها، وشَعبِها، ومُحِبيها. في حضرةِ إماراتِ القيمِ الساميةِ والإنسانيةْ، إماراتِ السُمُوِ والأصالةْ، إماراتِ التُراثِ والثقافةْ، العراقةِ والحضارةْ، التقدُّمِ والتطورِ فوقَ كُثبانٍ رمليةٍ صارت مبانيْ عصرية وحديثة، سبقَها بناءُ الإنسانِ، كعَلَمٍ من أعلامِ النهوضِ والتطورِ في العالمِ بأسرِه. معاليكم، مع حِفظِ الألقابِ والمناصبِ، السلام عليكم في هذا المقامِ الطيّبِ.

أقفُ هنا أمامَ حَضَراتِكُم، بعدِ نَحوِ شَهرَين ونيِّف، من زيارتي الأخيرة لهذا البَلَدِ الطَيِب، في هذا المَحفَلِ التاريخِيِ العَظيم، المُعطّرِ بفخامةِ المكان، موقِفَ شَرفٍ واعتزازٍ، على المستوى الشخصيِ والمهني. أنا سامر حاج محمد حاج سليم الحاج يحيى، ابنٌ لهذهِ الأمةِ العَربيةِ العظيمَة، فلسطينيٌ، مسلمٌ، إسرائيليٌ، أمريكيٌ، رئيسُ مجلِسِ إدارة بنك لئومي، أحد المصارف الرائدة والأعرق في الشرق الأوسط. أنا التوّاقُ دائمًا إلى قيمِ السلامِ والأخوةِ والمحبةِ والتسامحِ بينَ الشعوب، كما أوصت الدياناتِ الابراهيميةِ الثلاث. اللهُ عزَ وجل في مُحكَمِ آياته يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان"ِ (صدق الله العظيم). وجاء في الإنجيل: "انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرٍّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ... طوبى لصانعي السلام، لأنهم ابناءُ الله يُدعَوْن". ويأمرُ اللهُ الشعبَ اليهودي كما نَصَ العهدُ القديمُ: "סוּר מֵרָע וַעֲשֵׂה טוֹב, בַּקֵּשׁ שָׁלוֹם וְרָדְפֵהוּ". هذه هي القيمُ التي طالما تربيتُ عليها وآمنتُ بها - في بيتيّ والديَّ وجديّ في طيبةِ بني صعب، في مدرستي المطران بالناصرةِ، وفي جامعاتي وأماكِنِ عَمَلي في القدسِ الشريفِ، تل ابيب، وبوسطن الأمريكية. فكَبُرَت في داخلي، وكَبرتُ معها.

وها نَحنُ اليومَ هُنا، في أعقابِ توقيعِ اتفاقيةِ السلامِ، طامحينَ آملينَ أن يَعُمَّ المنطقةَ بأسرِها، السلامُ العادلُ والشامل. فأينَما حلَّ السلامُ حلَ الوئامُ، الاستقرارُ، والازدهارُ الاقتصاديُ. نحن هنا في غايةٍ سامية - هي تعميقُ روابِطَ الأخوةِ، الصداقةِ، التسامحِ والإنسانية- أولا، ومن ثمُ طامِحينَ أن نستفيدَ من تجارُبِكم المُلهِمة، وأن نقدّمَ تجارُبَنا الثرية. نحن هنا لاستكشافِ آفاقِ التعاونِ الاقتصادي والتجاري، ولبحثِ الفوائِدِ المُشتَركَةِ في مُختلفِ القطاعاتِ. بنك لئومي كان رائدًا في توقيعِ اتفاقياتٍ مَعَ أوساطٍ إماراتيةٍ مصرِفية وتِجارِية، متصدرة محليًا وعالميًا، لفائدةِ جَميعِ زبائنِنا. كما استقبَلنا إخوةَ اماراتيين في بِلادِنا لنُوَطِّدَ عُلاقاتِنا الاجتماعية والاقتصادية.

معاليكُم، السادة الكرام مع حفظِ الألقابِ، بل اسمحوا لي أن أدعوكم إخوَتي فأزدادُ بكم فخرا. تجارِبُ الإماراتِ تُثرينا، تُعلمُنا، وتُلهِمُنا أنه، في سَبيل ارتقاءِ القِمَم عَلَينا شَحذ الهِمَم. فبعد زيارتي الأولى، ألهمتني هذه البلاد أن اتعمقَ أكثرَ في تاريخِيها وحاضِرِها، فبَدَت لي مسيرةً متكاملةً لا تتوقفُ عن النموِ، لِما تشهَدهُ من مشاريعَ عمرانية، اقتصادية، إنسانية، وثقافية. أوليتُ اهتمامًا برؤيتِها وتخطيطِها دائمًا للمستقبلِ، وخُطواتِها السبّاقةِ في قطاعاتٍ كثيرة. تابعتُ تَوْقَها المُستَدامَ للتقدمِ أكثرَ، مما وضعَها بينَ مصافِ الدولِ المتطورة والريادية; فصارت ولا تزالُ من أكثرَ الاقتصاداتِ قوةً في العالمِ. لقد تابعتُ اهتمامَ واستثمارَ دولة الإماراتِ بالإنسانِ، وثقافتِه وتطويرِ قُدراتِه. وكان لافتًا دورَ المرأةِ الإماراتيةِ الكبير، التي ربّت وطوّرت الأجيال، وتطورت وارتقت في المناصب في مُختلفِ المجالات (كأمل القُبَيسي- أول امرأةٍ إماراتيةٍ وخليجيَةٍ تصلُ للبرلمان؛ أو شَمَا المزروعي، الشابة الإماراتية التي شغَلت منصبَ وزيرة شؤون الشباب، وهي في عُمرِ 22 عامًا، لِتكونَ بذلك أصغرَ وزيرَة في العالمْ). وكما قال المغفورِ له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نْهَيّان: ": "لقد علمَتنا الصحراءُ أن نَصبِرَ طويلاً حتى ينبُتَ الخيرُ، وعلينا أن نَصبِرَ ونُواصلَ مسيرةَ البناءِ حتى نُحققَ الخيرَ لوطنِنا". فطوبى لمن نهضوا بهذهِ الدولةِ منذُ بنائِها، ولمَن يواصلونَ اليومَ دربَ النهوضِ والارتقاءِ بها، فهيَ مثالٌ على الإصرارِ، العزيمةِ، التخطيطِ، والعلمِ من أجلِ تحقيقِ اهدافِ وأحلامِ أبنائِها وبناتِها، التي تُعانقُ عَنانَ السماءِ.

تحياتي لكم لحُسنِ إصغائِكم. تحياتي لأبو ظَبي، لدُبي، الشارقة، وعَجْمْان، تحيةً لأم القيوَين، رأس الخيمة، والفُجَيرة، لحُسنِ ضيافتِكُم واستقبالِكُم لنا. فلنَنعم بالسلام، طامحينَ آملينَ، أن يَعُمَّ المعمورة بأسرِها، وأن نَنسُجَ من خُيوطِهِ نورًا يضيءُ ظُلماتِ طُرُقاتِنا.

وبأبياتٍ لصاحبِ السُمُوِ، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أختمُ:

نحنُ القصيدُ ونحنُ اللحنُ والوترُ *والقولُ والفِعلُ والإنجازُ والظَفَرُ

لنا الصدارَةُ في عِلمٍ وفي عَمَلٍ * في كلِ يومٍ لنا مجدٌ ومفتخرُ

نُنافسُ الكونَ لا تنفكُ رايتُنا * خفاقة ً حِينَما الراياتُ تنكَسِرُ
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]