يعدّ متحف "ريكس" Rijksmuseum (المتحف الوطني)، من مناطق الجذب الأكثر قصدًا في أمستردام، إذ زاره نحو 2.67 مليون زائر سنة 2019. وهو يروي قصّة 820 سنة من التاريخ الهولندي، ويأوي مجموعةً ضخمةً من الفنون والآثار النادرة في البلاد. في عداد المجموعة الرائعة للمتحف، مليون قطعة أثريّة تمتدّ تواريخها منذ القرن الثالث عشر وحتى عصور حديثة، بالإضافة إلى أكثر من 8000 لوحة لمعلّمين كبار موزعة على 250 غرفة في المبنى مترامي الأطراف.

في الآتي، محطّات في المتحف، في جولة سياحية افتراضيّة:

"المراقبة الليلية"

اللوحة "التحفة" لرامبرانت (1606-1669) ترجع إلى سنة 1642، وتُصنّف بأنّها من الأكثر شهرةً في أعماله، وقد شكّلت نقطة تحوّل في مسيرة الفنّان، فقد طلب إليه عمدة أمستردام وقائد الحرس المدني فرانز بانينك كوك رسمها لتُظهر الجماعة المُسلّحة التي كانت تتولى الدفاع عن حيّ، وتبدو فيها فتاة صغيرة. وللوحة المرمّمة مكانة معتبرة في "المتحف"؛ يبلغ طولها أربعة أمتار، وعرضها أربعة أمتار ونصف المتر، ووزنها 337 كيلوغرامًا.

إشارة إلى أنّ المدير السابق للمتحف Wim Pijbes (1961) قال عن أعمال رامبرنت بالمتحف، بأنّها "لوحات الرسّام الأكثر طلبًا، وبالمقابل هي الأقلّ عرضًا في العالم".

"خادمة الحليب"

اللوحة التي تحمل توقيع يوهانس فيرمير (1632-1675)، وترجع بحسب "المتحف" إلى سنة 1658، ولو أنّ مراجع أخرى تتحدّث عن تواريخ أخرى لها، كانت الوحيدة لخادم منزلي حين كشف النقاب عنها، وهي واحدة من أكثر لوحات فيرمير شهرةً، ولا تنافسها إلا الفتاة ذات القرط اللؤلؤ المعروضة في "متحف ماورتشوس" بلاهاي. درجات لوحة المتحف الهولندي اللونيّة العائدة إلى ملابس خادمة الحليب، من أزرق وأصفر، ولعبة الضوء الطبيعي، كلّها التفاصيل تدفع بأجيال من مؤرّخي الفنّ إلى التعليق على واقعيّة العمل.

"البجعة المهدّدة"

تحمل اللوحة توقيع جان أسيليان (1610-1652)، وهي كانت أوّل قطعة اشترتها لجنة المتحف، أضف إلى ذلك أنّه تُأوّل البجعة التي تدافع بشدّة عن عشها على أنّها ترمز إلى رجل الدولة الهولندي يوهان دي ويت الذي قاتل ضد أعداء الدولة. وبالتالي، أصبحت البجعة مُذّاك رمزًا للمقاومة الوطنيّة الهولنديّة.

بيت الدمى

من معروضات متحف "ريكس"، ثلاثة منازل للدمى العتيقة، بما في ذلك المنزل الذي ألهم رواية جيسي بيرتون The Miniaturist (المنمنم) في سنة 2014. علمًا أنّ هذه المنازل تعكس كيفيّة تأثيث وتزيين بيوت الأثرياء، في قرون غابرة (أقدمها في القرن السابع عسر). تتزيّن المنازل بأثاث من الزجاج والفضة والمنسوجات...

مرافق "المتحف"

مرافق "المتحف عديدة، ومنها الحديقة التي تتضمّن أعمالًا لبيير كويبرز (1827_1921)، والأخير هو مصمّم المتحف. هناك، يلفت وجود التوباريز وأحواض الزهور الملوّنة والمستوعبات المائيّة، مع الإشارة إلى أنّ هناك شجرة ضخمة تطل على مناطق اللعب والمنشآت، بالإضافة إلى المعارض المؤقتة في الصيف. إلى الحديقة، يجذب الممرّ الذي يسمح لراكبي الدراجات بالتنقّل، وتأمل هندسة المكان! يربط ممرّ متحف "ريكس" بين نصفي الردهة، مع ألواح زجاج تسمح بإعطاء لمحة عن التصميم الداخلي الكبير للمتحف.

المكتبة، بدورها، مثاليّة لعشاق الكتب لمحتواها القيّم (أكثر من 35 ألف كتاب ومخطوطة، بالإضافة إلى العديد من العروض الرائعة التي تنظّم فيها، وتتناول تطوّر الفنّ والثقافة في هولندا)، بخاصّة أنّها تضمّ مجموعة من نصوص تاريخ الفنّ في هولندا الأكثر قدمًا وشموليّة. كان صمّمها كويبرز بصورة بديعة، وهي ترحّب بالزائرين لتصفّح الرفوف والدراسة والقراءة، كما لمشاهدة مجموعة المتحف التي لا نهاية لها عبر الإنترنت على الألواح الإلكترونيّة الخاصّة بالمكتبة، ولا سيّما مجموعاتها من الحرف اليدوية التقليديّة والنحت من العصور الوسطى وأنماط الفنّ الحديث.

وثمّة حصّة لبراعم التذوّق؛ على الرغم من وجود عدد وافر في اللوحات التي تتطلّب وقتًا طويلًا لتفحّص تفاصيلها، لا يفوّت زائرو المتحف الجلوس في مطعم RIJKS داخله، والحائز على نجمة "ميشلان". يمثّل المكان شهادةً على الإبداع الهولندي، فلوائح الطعام مستوحاة من النكهات التي أثرت في المطبخ الهولندي عبر التاريخ. يقوم الفريق أيضًا بدعوة طهاة ضيوف بارزين بانتظام إلى المطبخ.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]