حذرت صحيفة "معاريف" العبرية، يوم السبت، من استمرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التفرد في القرارات الاستراتيجية الحساسة وتهميش طاقم حكومته وخاصة وزيري الجيش والخارجية.

وقال المحلل العسكري في الصحيفة "تال ليف رام" في مقالة نشرتها الصحيفة، ترجمتها وكالة "صفا"، إن "الاستراتيجية الأمنية والسياسة الخارجية يديرها نتنياهو مع رئيس الموساد يوسي كوهن، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات، بينما يتم تهميش دور بقية الوزراء فيما بقي دور الكابينت رمزياً وتآكلت مكانة الجيش.

وبين الكاتب أن منظومة العلاقات في هرم القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلي انحدرت في الأشهر الأخيرة إلى القاع، واتسمت بانعدام الثقة وغياب التعاون وتغييب الوزراء عن القرارات المصيرية الحساسة.

وضرب مثالاً حياً على تهميش الأمن الإسرائيلي بذهاب نتنياهو إلى السعودية مؤخرًا دون وضع المنظومة الأمنية في صورة الأوضاع.

كما يضاف إلى ذلك، وفق المحلل العسكري، قرار وزير الجيش بيني غانتس تشكيل لجنة فحص حكومية للتحقيق في قضية الغواصات الألمانية، حيث تدور شبهات الفساد حول نتنياهو بهذا الخصوص.

وأضاف "الذي يحصل اليوم هو عبارة عن بث تجريبي فقط لما سيحصل ساعة الطوارئ والحرب، مثل مواجهة عسكرية في قطاع غزة؛ فالإدارة الخاطئة لمعركة الجرف الصامد عام 2014 والاتهامات المتبادلة والتسريبات المنهجية والصعوبة في اتخاذ القرار من شأنها أن تبدو كلعبة أطفال أمام ما يمكن أن يحدث في المرة المقبلة".

وبحسب المحلل العسكري الإسرائيلي "يتواجد نتنياهو والموالين له من رئيس الموساد والأمن القومي في كفة، أما في الكفة الثانية فيتواجد وزير الجيش بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي، بينما يتواجد رئيس هيئة الأركان في الوسط بمعية رئيس الشاباك نداف أرغمان.

وأشار إلى أن الاثنين الأخيرين يحاولان الحفاظ على العمل الرسمي إلا أنه من الصعب تجاهل الأضرار المتراكمة على المكانة العسكرية ودور المنظومة العسكرية في اتخاذ القرار".

ولفت "ليف رام" إلى أن نتنياهو يدير استراتيجية الأمن والسياسة الخارجية اليوم عبر "الموساد" والأمن القومي من خلال نزع صلاحية وزارتي الجيش والخارجية، في ظل غياب عمل مؤسسي في المسائل الاستراتيجية.

قال إن هذا الأمر بدا جلياً في اتفاقيات السلام مع دول الخليج وصفقة السلاح بين الولايات المتحدة والإمارات.

ونبه إلى أن نتنياهو بزيارته السعودية، التي تصنف كدولة معادية، دون إعلام المؤسسة الأمنية، خالف البروتوكولات الأمنية السائدة منذ قيام الكيان ويهدد بتآكل دور المؤسسة الأمنية بشكل غير مسبوق، محذراً من انكشاف عورة هكذا علاقات في أي مواجهة قادمة.

ع ص/م ت/أ ج

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]