بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف، والذي نظم دوليًا بتاريخ 25.11.20، نظمت جمعية "نساء ضد العنف" ومركز "إعلام" وجمعية "حقوق المواطن" ندوة خاصة أستعرض خلالها وضع ومكانة النساء العربيات في إسرائيل على مستوى الحقوق في ظل أزمة كورونا، العنف، والإعلام.

نظمت الندوة في مركز "إعلام" في الناصرة، وأدارتها الإعلاميّة سجى الكيلاني التي شددت على أهمية الموضوع وأشارت أنّ المعطيات الأخيرة تشير إلى ارتفاع حاد بعدد النساء الضحايا والمعنفات، سواءً جسديًا أو كلاميًا أو إقتصاديًا أو جماهيريًا، مما يستدعي الاهتمام بهذه الظاهرة والعمل على إجتثثاها، كما والتعامل مع العنف بشكل عام من خلال بناء خطة استراتيجية موسعة، وسط غياب تام من قبل المسؤولين الحكوميين في التعامل مع الظاهرة.

وأكدت كيلاني أنّ للإعلام دور مهم جدًا في محاربة الظاهرة وأنّ التعاون ما بين الجمعيات النسوية والحقوقية والإعلام يجب أن يكون هدفًا يرافقه خطة عمل تعاونيّة متكاملة، خاصة في الوقت الذي تحوّل الإعلام به إلى المربي الأول والمغذي للوعي الشبابي.

هناك حاجة للعمل على مناهضة النساء على كافة المستويات

تحدثت في الندوة نائلة عواد- مديرة جمعية نساء ضد العنف التي استعرضت معطيات مهمة تتعلق بالعنف ضد النساء لهذا العام، خاصة في ظل تفشي جائجة الكورونا، وشددت على أنّ هنالك علاقة طردية بين الإعلام ومناهضة العنف ضد النساء، حيث تلعب المصطلحات الإعلامية دورًا مهمًا في التثقيف المجتمعي وبناء الوعي الذاتي للأفراد، خاصة الشباب منهم.

وأكدت على أنّ هناك حاجة للعمل على مناهضة النساء على كافة المستويات، حكوميًا وجماهيريًا وإعلاميًا، على أنّ يكون الإعلام شريكًا في صناعة وبناء الخطاب المناهض للعنف والتمييز وإقصاء النساء وابرازهن بأدوار نمطية كما والمناهض لسلوكيات ذكورية لطالما سعت المؤسسات النسوية على محاربتها.

وشددت عواد أنّ شراكة الإعلام في مناهضة العنف هو مسؤولية وطنية، تتجاوز الأهداف الربحية التي ترغب بالترويج للنساء بأدوارهن النمطية.

العنف الجسدي ضد النساء هذا العام ارتفع إلا أنّ العنف الاقتصادي تجاههن

في مداخلتها أكدت الإعلامية سماح بصول- المنسقة الاعلامية لجمعية حقوق المواطن أنّ انتشار فيروس الكورونا كشف الكثير من التقصير والتمييز في التعامل مع النساء، حيث تميزت هذه الفترة بعددٍ من قوانين الطوارئ التي مست بالمكان الأول بالنساء، لا سيما النساء العربيات.

وقدمت بصول امثلة حول قانون الطوارئ والمس بالنساء العاملات اللاتي كن من أبرز ضحايا "العطل غير مدفوعة الثمن" والفصل من أماكن العمل، كما ومس بالعاملات الحوامل والنساء اللاتي يتلقين علاجات خصوبة.

وأوضحت أنّ العنف الجسدي ضد النساء هذا العام ارتفع إلا أنّ العنف الاقتصادي تجاههن سجلة قفزة نوعية أدت إلى توسع الفجوات أكثر، مما يستدعي إلى تجنيد كافة الأطر لمحاربة ذلك، ومن بينها الإعلام.

الدليل سيكون ركيزة لعدد من المحادثات مع الزملاء الصحافيين للعام المقبل

وفي مداخلتها، استعرضت الصحافية خلود مصالحة- مديرة مركز إعلام معطيات عن تعامل الإعلام العربي المحلي مع الجريمة والعنف ضد النساء، وتطرقت إلى مشروع خاص بدأ العمل قبل عام تقريبًا جمع الزميلات الصحافيات في حراك لمواجهة العنف ونتج عنه دليل لصحافة حساسة للنوع الاجتماعي.

وفصلت في مداخلتها المعنى والهدف من تطوير هذا النوع من الصحافة، والمعروف دوليًا، واسقاطات ذلك على مهننة إعلامنا المحلي وإنصاف نسائنا.

وتطرقت إلى أمثلة عينية عن الدليل، موضحة أنّ الدليل الذي تم العمل عليه بالشراكة مع جميعة "نساء ضد العنف" سيكون ركيزة لعدد من المحادثات مع الزملاء الصحافيين للعام المقبل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]