نجحت جائحة “كورونا” في جعل اشهر فنادق القدس العربية “الاميركان كولوني” العريق معزولا منذ حوالي تسعة اشهر وذلك لاول مرة منذ تاريخ انشائه في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي على يد اسرة اميركية من عائلة فستر .

يذكر ان الفندق موصدة ابوابه حاله كحال حوالي 24 فندقا في القدس العربية تعيل مئات الاسر الفلسطينية .

وتبدو بناية الفندق التاريخي بتصميمه العربي الجميل والذي تم تشييده على ايدي احدى الاسر المقدسية من الفروع الحسينية عام 1860 م ، شبه موحشة تتراقص بين ظلال اشجارها صور اشباح وهمية بسبب اختفاء وغياب الحركة الدائبة التي كانت لا تهدأ بين جنباته طوال العام صيفا وشتاء .

ويقول محمود منى مدير مكتبة الاميركان كولوني :” طالت عتمة الفندق الذي لم يسبق ان اغلق ابوابه سوى لايام بسيطة كما في حربي عام 1948 و 1967 ، ولكنه الان يتشح بعتمة الاغلاق الطويل بعد ان كان يضج بالحركة من قبل السائحين من جميع انحاء العالم يأتونه وهم مأخوذين باجوائه الشرقية الساحرة ويمضون أسعد وأجمل الاوقات بين ردهاته ذات الاصالة العابقة برائحة التاريخ البعيد .”

وعبّر منى عن استيائه من تفشي الجائحة التي حرمت معيلي اكثر من 70 عائلة مقدسية تعتاش من الفندق واكثر من 800 اخرى تعيش على السياحة الفندقية في مدينة القدس التي تلقت ضربة قاصمة جراء توقف الحياة السياحية عماد الاقتصاد المقدسي . فالكورونا هي الخنجر المغروس في اجسادنا ، كلما طالت زاد الالم وتعمق الجرح . ولكنه عبر عن امله في نفس الوقت ان يعم النور والبهاء من جديد سماء الفندق واروقته وردهاته وغرفه المعتمة وان تعود حركة الحياة لهذا الصرح السياحي المقدسي العتيد .

ويرى امجد بركات في محل سنتواري للعائلة في الكولوني، ان الفندق لم يعد كما كان يعج بالحياة ويضج بالحركة التي لم تكن تهدأ ولا تتوقف عن الجريان كنبع الماء الصافي ، حيث همدت فجأة بدون سابق انذار . وكل يوم يمر علينا نزداد ألما ووجعا لافتقاد روح الحركة ولتراكم الالتزامات المادية الكبيرة علينا ، فمصدر دخلنا الوحيد هو السياحة التي باتت عودتها مثل حلم بعيد المنال في ظل استمرار تفشي الجائحة وعدم النجاح في صدها حتى الان .

يذكر ان فندق الاميركان كولوني هو من اهم المعالم المقدسية التاريخية ، حيث شهد وما زال احداثا هامة نظرا لموقعه على خط التماس والهدنة منذ عام 1948 وبسبب بنائه القديم ذا الطابع والتصميم الشرقي المتميز وما يحيط به من حدائق واشجار ضخمة توحي بالامان والبهجة وتنشر العطر المقدسي المميز .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]