بالرغم من ارتفاع عدد المتبرعين بكلية في السنوات الاخيرة، الا ان زمن الانتظار لزراعة كلية ما زال يتراوح بين 4 الى 5 سنوات.


خلال السنة الاخيرة تم أجراء 50 عملية لزراعة كلية ضمن برنامج التبادل الوطني للمتبرعين بكلية بين الاحياء. لكن ما زال الاف مرضى الكلى في البلاد يحتاجون الى زرع كلية، وغالبا ما تكون رغبة لدى احد اقربائهم بالتبرع لهم وانقاذ حياتهم او التخفيف من معاناتهم. لكن تكمن مشكلة وهي عدم الملاءمة من الناحية الطبية. برنامج التبادل الوطني التابع لوزارة الصحة يتيح اجراء "تبادل" بين المتبرعين والمرضى المسجلين في البرنامج ويزيد من احتمال ايجاد كلية بديلة ومناسبة.


برنامج التبادل الوطني للمتبرعين بكلية بين الاشخاص الأحياء هو برنامج تابع للمركز الوطني لزراعة الأعضاء التابع لوزارة الصحة، وهو الجهة الرسمية الوحيدة التي تركز موضوع التبرعات بالأعضاء وعمليات زراعة الأعضاء في إسرائيل. وهو مخصص لمرشحين لزراعة ولديهم قريب عائلة مستعد للتبرع لهم بكلية، لكن لا يمكن تنفيذ التبرع بينهما بسبب أحد الأسباب التالية: عدم الملاءمة بين نوع دم المرشح للزراعة وبين نوع دم المتبرع. او وجود مضادات لكلية المتبرع في دم المرشح للزراعة.

كيف تحدث الملائمة الطبية؟

أزواج المتبرعين والمتبرع لهم داخل العائلة والذين لا توجد بينهم ملاءمة، مدعوون، في مراحل مبكرة، أيضاً قبل بدء علاجات غسل الكلى، للتسجيل في أحد مراكز زراعة الأعضاء. تقوم مراكز زراعة الأعضاء بتحويل البيانات إلى المركز الوطني لزراعة الأعضاء الذي يدير المجمع (البنك) القطري. في إطار البرنامج يتم تركيز جميع الأزواج (مرشح ومتبرع قريب عائلة)، الذين لا يمكن تنفيذ تبرع بكلية بينهم. ومن خلال برمجة حاسوب خاصة، تقوم بعملية تقاطعات وتعثر على ملاءمات بين متبرعين وبين مرشحين للزراعة من أزواج آخرين. وبهذا تنشأ ثنائيات جديدة: مرشح من ثنائي واحد ومتبرع من ثنائي آخر يوجد بينهما ملاءمة. وهكذا تحدث الملائمة. كما وان هذا البرنامج يزيد من احتمالات ايجاد كلية لأشخاص لم تنجح عملياتهم في السابق.
بحسب هذا النموذج، كلما ازداد عدد المشاركين في البرنامج، كلما ازدادت احتمالات الملاءمة بين المتبرعين والمرضى. على ضوء التجربة الناجحة في دول أخرى من العالم مثل امريكا الشمالية، دول اوروبية عديدة واستراليا تبنت اسرائيل هذه النموذج ونجحت في اجراء 50 عملية لزراعة كلية خلال السنة الماضية.

كيف يتم الانضمام للبرنامج ؟

يتم التسجيل للبرنامج بواسطة الطبيب المعالج المختص بالكلى وبمساعدته تتم تعبئة نماذج التسجيل للثنائي (المرشح للزراعة والمتبرع). يهتم الطبيب بتحويل النماذج إلى المركز الطبي الذي يختاره المرشح للزراعة لغرض استكمال التفاصيل. كما ويتم تحويل النموذج إلى المركز الوطني لزراعة الأعضاء، وإدخال التفاصيل إلى مجمع بيانات محوسب يحوي أزواجاً أخرين من المرشحين والمتبرعين الأقارب الذين لا توجد ملاءمة بينهم. يتم القيام بعملية تقاطع محوسب بين المرشحين للزراعة وبين المتبرعين في المجمع. هذا التقاطع يخلق أزواجاً جدداً من المرشحين للزراعة والمتبرعين الذين ليسوا من افراد الأسرة لكن توجد بينهم الملاءمة المطلوبة للقيام بعملية الزراعة. المرشح للزراعة الذي يعثر له على متبرع ملائم من زوجين آخرين، يتلقى بلاغاً فوريا وتتم دعوته إلى مركز زراعة الأعضاء المسجل فيه، من اجل القيام بفحوصات ملاءمة نهائية مع المتبرع الجديد والحصول على المصادقة النهائية على عملية الزراعة.


وفي حديث مع د. عبد خلايلة، رئيس وحدة زراعة الاعضاء في مستشفى هداسا عين كارم والذي اجرى قسم من هذه العمليات قال: " شهدنا خلال العام الماضي اكبر عملية "تقاطع" في تاريخ البلاد تخللت زراعة 8 كلى وانقاذ ووقف معاناة 8 اشخاص وشارك فيها متبرعين ومتبرع لهم من العرب واليهود ومتبرعون من تشيكيا. الموضوع قد يبدو مركبا، لكن ببساطة يوجد مرشحين لزراعة ولديهم قريب عائلة مستعد للتبرع لهم، لكن لا يمكن تنفيذ التبرع بينهما بسبب عدم الملاءمة بين نوع دم المرشح للزراعة وبين نوع دم المتبرع، او وجود مضادات لكلية المتبرع في دم المرشح للزراعة. في إطار البرنامج يتم تركيز جميع الأزواج (مرشح ومتبرع قريب عائلة)، ومن خلال برمجة حاسوب خاصة، تقوم بعملية تقاطعات وتعثر على ملاءمات بين متبرعين وبين مرشحين للزراعة من أزواج آخرين. وبهذا تنشأ ثنائيات جديدة - مرشح من ثنائي واحد ومتبرع من ثنائي آخر يوجد بينهما ملاءمة. وهكذا تحدث الملائمة"


وعلى سبيل المثال: احدى الكلى من خلال التقاطعات الناجحة، وصلت الى احمد فرحان الغديفي ابن ال16 عاما من النقب حيث تلقى كلية من الرابي يعقوب ليبي ابن 63 عاما والذي اراد ان يتبرع بكلية لقريبه لكن نصحه الاطباء بالتبرع لأحمد ابن النقب لان نوع دمه نادر ومناسب لجميع المتبرعين وبالمقابل يحصل قريبه على كلية من متبرع اخر. بالمقابل سيدة من بيت حنينا لم تستطع التبرع لزوجها بسبب عدم ملاءمة نوع الدم حيث حصل زوجها على كلية من متبرع هو قريب الرابي يعقوب الياهو الذي تبرع لأحمد من النقب في حين تبرعت هي بالمقابل لشخص اخر. وفي حديث مع فرحان الغديفي اب احمد قال: " تلقينا كلية من متبرع لا نعرفه، وهذا مثير، ينقصنا الوعي في مجتمعنا للتبرع بالأعضاء، لم نستطع انقاذ ابني احمد والتبرع له بكلية لان فصيلة الدم لا تلائم والحمد لله ان المساعدة اتتنا من السماء ومن شخص لا نعرفه".

من جهتها قالت تمار اشكنازي، مديرة المركز الوطني لزراعة الاعضاء- وزارة الصحة: "بالرغم من الارتفاع في عدد المتبرعين بعد موتهم، الا ان زمن الانتظار للحصول على كلية ضمن قائمة الانتظار القطرية يتراوح بين 4-5 سنوات ترافقها معاناة مستمرة خلال اجراء الدياليزا. احيانا لا يستطيع احد افراد العائلة منح كلية لقريبة بسبب عدم الملائمة الطبية حيث يمكن برنامج التبادل التغلب على هذه المشكلة ويحقق رغبة المتبرع بالتبرع ورغبة المتبرع له بالحصول على كلية مناسبة طبيا. كما وأن الانضمام إلى البرنامج لا ينطوي على اية تكلفة أو أية خطورة واذا كان المرشح للزراعة موجوداً في قائمة الانتظار القطرية للزراعة، فإن الانضمام إلى البرنامج لا يخرجه من هذه القائمة ولا يخسر دوره بل يزيد من احتمالات حصوله على كلية ملائمة"




 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]