في أقل من 11 أسبوعا سيحضر الجمهور الإسرائيلي الى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة خلال عامين. اذ لوحظت ظاهرة "الإرهاق الانتخابي" التي تتميز بانخفاض الإقبال. المواطنون الذين شعروا أن النظام السياسي لم يعد يعالج صعوباتهم واحتياجاتهم فضلوا الامتناع عن التصويت حيث برز انخفاض غير متوقع في نسبة التصويت لدى العرب. 39% فقط من المواطنين العرب في إسرائيل قالوا إنهم متأكدون من أنهم سيصوتون مقابل 69% من اليهود. اذ يُنظر إلى الساحة السياسية في إسرائيل على أنها ليست ذات صلة بالكثير من الجمهور العربي، أو أنها ساحة لا يملكون فيها تأثيرًا كافيًا لتبرير بذل الجهد المبذول في ممارسة حق التصويت خصوصا في ظل الخلافات الأخيرة التي كشفت عنها مركبات القائمة المشتركة التي اتهمها البعض بانها غدرت بجماهيرها.

الاختلاف الجوهري بالموقف السياسي الذي ظهر مؤخرًا في المشتركة سبب انخفاض نسبة التصويت

الناشطة السياسية دعاء حوش قالت ل "بكرا": أعتقد أن هنالك سببان رئيسيان لانخفاض نسبة التصويت المتوقعة في الشارع العربي. أولًا، الاختلاف الجوهري بالموقف السياسي الذي ظهر مؤخرًا في المشتركة، فالناس تتوقع أن القائمة المشتركة تقف على أرضية سياسية واحدة، وأن هناك خطوط حمراء وعريضة تتفق عليها الأحزاب التي تشكل القائمة، وتفترض أن هذه الأحزاب تلتزم بما اتفقت بينها.

وتابعت: ما حدث مؤخرًا هو نسف كامل لهذا الاعتقاد، وبروز نماذج سياسية مختلفة كليًا عما تعهدت به القائمة المشتركة منذ تشكيلها. ان تخلي بعض السياسيين عن العقيدة السياسية التي جمعتنا، وهي محاربة العنصرية والعنصريين وعدم مد حبل نجاة بأي حال لهم، كان مشهدًا صادمًا لكثير من الناس وزعزعة للثقة التي بنتها المشتركة خطوة خطوة مع شعبنا على مدار سنوات.

وأضافت حوش ل "بكرا": أما السبب الثاني باعتقادي فهو متعلق ببنيامين نتنياهو والليكود، فقد انتهجوا بشكل واضح نهجًا لتدمير مجتمعنا وافقاره وتحطيم آماله وتعتيم الأفق عليه، من خلال تغييب القانون في القضايا الحارقة كقضية العنف والجريمة واتخاذهم قرارًا واضحًا بتمكين عصابات الجريمة منه واصرارها على عدم حل هذه الآفة سوى ببناء محطات شرطة أكثر لا يكون هدفها محاربة الظاهرة انما فرض السلطة، من جهة أخرى فإن الليكود بقيادة نتنياهو سنّ العديد من القوانين التي تأسس العنصرية كقانون القومية وكاميتنس. نهج الليكود معروف وهو دبّ اليأس في مجتمعنا واحباط اي امكانية للتأثير او تغيير السياسات العنصرية. لذا فإن الأحزاب السياسية بدأت تتجه في الأيام الاخيرة بشكل واضح نحو تبني أكبر للنضال الجماهيري الشعبي بالإضافة للعمل داخل الكنيست واعطاء وزن أكبر له، هناك توجه واضح داخل احزاب برفع التشبيك والتنسيق بين العمل البرلماني والنضال الشعبي خاصة في قضية الجريمة وهي أفضل وسيلة ضغط على الحكومة القادمة أيًا كانت.

الوضع الحالي لدى المجتمع العربية لا يشجع الذهاب في قائمة واحدة

وقال الناشط السياسي باسل دراوشة بدوره حول الامر: الساحة السياسية ستشهد تغييرات في نمط التصويت لدى المجتمع العربي وهنالك مؤشرات الى عودة الاحزاب الصهيونية الى المجتمع العربية الاي قد تحصل على عدد من المقاعد من المصوتين العرب. كل ما يدور داخل القائمة المشتركة والمباحثات الثنائية والخلاف منذ أشهر ابعد الجماهير عن القائمة وأفقدها الرغبة بالتصويت ودعم المشتركة التي بدأت كإرادة شعب وتحولت الى صراع اشخاص وقيادات حزبية وخلافات شخصية ومحاولات لمرحلة العمل المشترك الامر الذي إثر سلبا على انجازات القائمة وحضوركم في الشارع العربي.

وتابع: القائمة المشتركة بمركباتها الاربعة تتحمل المسؤولية عن الوضع الراهن بخصوص نتائج الاستطلاعات التي تؤشر الى انخفاض وتدني نسبة التصويت لدى المجتمع العربي وحتى تغيير نمط التصويت والتوجه للأحباب الصهيونية. القوائم الجديدة التي تنشط بمشاركة قيادات سياسية واجتماعية ونشطاء من الوسط العربي في عدة مجالات لديها حظوظ بعبور نسبة الحسم اذا ما تم تشكيل قائمة واحدة ذات توجه يرتكز بالأساس على القضايا المحلية للجماهير العربية وكانت في قيادتنا وتركيبها شخصيات لها رصيد شعبي محلي وقطري يكون بإمكانها جذب الناخبين وتكون تشكيلتها من كل المناطق الجغرافية الامر اضافة الى ادارة حملة انتخابات قوية تشعر المصور ان الحديث عن قائمة جديدة جدية لها حظوظ بعبور نسبة الحسم وليست قائمة حرق اصوات.

ونوه الى ان القائمة الجديدة اذا ما تحالفت مع مركب او مركبين من القائمة المشتركة فإنها ستحدث تغيير في الوضع الراهن ومع ادارة حملة انتخابية ذكية وقوية بإمكانها رفع نسبة التصويت لدى المجتمع العربي. على إثر ما وصلت اليه الاوضاع والخلافات الظاهرة والمخفية في القائمة المشتركة اعتقد أنه امن الانسب الذهاب في قائمين منفصلين تشارك فيهم ايضا القوائم الجديدة ويتم اجتماع شخصيات مستقله لها رصيد شعبي وجماهيري. الوضع الحالي لدى المجتمع العربية لا يشجع الذهاب في قائمة واحدة لان المشتركة لن تحصد الثقة التي حصلت عليها في الانتخابات الاخيرة وعليه يجي التفكير مليا في كيفية رفع نسبة التصويت لدى الجماهير العربية واعادة التنافس بين الاحزاب الامر الذي قد يعيد للانتخابات هيبتها ويشجع التصويت.

كما تطرق دراوشة الى الحديث الذي يدور حول انضمام شخصية عربية مركزيه لها دورها ورصيدها الى الليكود او ترشيحه ضمن قائمة الليكود هو مؤشر خطير وإذا صحت الاقاويل قد يؤدي إلى تغيير جذري في تصويت الجماهير العربية وحصول الاحزاب الصهيونية على نسبة عالية من الاصوات في المجتمع العربي. ميرتس اكتشفت ان نجاحها في هذه الانتخابات منور بترشيح مرشحين عرب في مواقع متقدمة وستتعزز قوتها بشكل كبير في الوسط العربي في هذه الانتخابات.

لا اعلم كيف لنا ان نضعف أنفسنا بأنفسنا في ظل استشراس صهيوني

الناشطة السياسية دكتورة رنا زهر عقبت قائلة: اسابيع معدودة تفصلنا عن معركة انتخابية جديدة خلال فترة قصيرة دون ان نرى حراكا ملحوظا في مجتمعنا العربي. الضبابية تخيم على وحدة القائمة المشتركة والتصريحات المتناقضة من اطرافها العديدة تزيد الطين بلة، والاستطلاعات تعكس هذه الصورة القاتمة. ان يعبر فقط 39 بالمائة من الناخبين العرب عن نيتهم التصويت بالتأكيد بينما يتأرجح الباقون، هو نتيجة حتمية للإرهاق الذي اصاب جمهور الناخبين من كثرة الانتخابات المعادة (4 بالإضافة الى انتخابات محلية خلال سنة ونصف) وهي ظاهرة معروفة، ومن احباطهم لعدم لمسهم لنتائج مرجوة في اهم المجالات لدى المواطنين العرب، كالعنف والازمة الاقتصادية، رغم تحصيل بعض الانجازات للقائمة المشتركة، وامتعاض من امكانية تفريق المشتركة على اثر تصريحات وتصرفات النائب دكتور منصور عباس والقائمة الموحدة التي يقودها. برأيي، ان وصولنا ل 15 مقعدا في الانتخابات الاخيرة كان انجازا كبيرا وبارقة امل للمواطنين العرب، وبعض الداعمين اليهود ايضا، بإمكانية التأثير.

ونوهت: لا اعلم كيف لشعب يعاني الويلات من سياسات التمييز والقمع، ان يضرب وحدته بنفسه وهو يعلم كل العلم ان ضرب الوحدة هي هدية لليمين ولنتانياهو نفسه. لا اعلم كيف لنا ان نضعف أنفسنا بأنفسنا في ظل استشراس صهيوني على الصوت العربي من عدة قوائم قديمة وجديدة، والتي بكثرتها ايضا ستضعف الصوت العربي. سيكون على القائمة المشتركة ان تعمل جاهدة لإعادة وحدة الصف، وكسب ثقة الناخبين مجددا. عليها ان تخوض حربا شرسة على كل صوت وصوت هذه المرة عل وعسى تستطيع ان تحافظ على قوتها رغم صعوبة الامر.

هذه النّسبة تعكس قلق المجتمع العربي مما يحدث مؤخرا

الناشطة السياسية وعضو الكنيست سابقا نيفين أبو رحمون عقبت بدورها على هذه المعطيات ل "بكرا": أعتقد أن هذه النّسبة تعكس قلق المجتمع العربي مما يحدث مؤخرا ومن انعدام الأمن والأمان الشخصي، لم تعد هنالك ثقة في المؤسسة الرسمية ولا في الشرطة، قلقون من أجل حماية أولادنا، هذا الوضع هو سبب رئيسي في هذا التراجع، ولكن باعتقادي ما حدث مؤخرا بين مركبات المشتركة سبب آخر يضاف الى استياء الناس من العمل السياسي والعمل الوحدوي. هذا يحتاج الى جهود كبيرة من أجل استعادة الثقة بين الناس، وخوصا العمل على ضمان الأمان في بلداتنا وهذا يتطلب رؤية سياسية كاملة تعتمد على إلزام الشرطة على ان تقوم بعملها ولكن أيضا الى جانب المسؤولية الذاتية لنا كمجتمع. وضوح الرؤية السياسية والاجتماعية هي حاجة قصوى في هذه المرحلة من أجل مستقبل العمل السياسي في الداخل.

دعمنا المشتركة وغدروا بنا

بدوره رأى الإعلامي والصحفي وزعيم حزب كرامة ومساواة احمد السيد ان الحالة التي اسمها "القائمة المشتركة" -كما وصفها- فقدت ثقة الجمهور وتبين حجم الصراع بين مركباتها، وان الصورة البراقة التي أظهروها للناس ما هي إلا التفاف على الحقيقة للحصول على الأصوات تحت شعار "وحدتنا بقوتنا".

وتابع: الجماهير العربية كانت وتبقى مع العمل الجماعي الوحدوي سعياً لتحصيل حقوقهم، لكن تكرار الصراع كل مرة عشية الانتخابات وتجدد الخلاف على توزيع المواقع والمحاصصة، جعل الكثير يستاء من هذا الواقع المؤلم، وبين لهم ان الهدف لم يعد خدمة الناس بقدر تحصيل مقاعد لكل حزب وصولاً الى الميزانيات التي يستحوذ على حصة الأسد منها أصحاب الأحزاب، ثم يتم توزيع الفتات للنشطاء. كافة الاستطلاعات تبين تراجعاً غير مسبوق في قوة المشتركة وذلك ينذر ان المقبل سيء خاصةً وأن السباق بين الأحزاب لإظهار "منجزاتهم" الوهمية جعل الكثير من الناخبين يدركون حجم التضليل الذي مارسته المشتركة بحقهم.

وبعد تكشف الأمور والتراشق غير المسبوق بين المركبات بات مطلوباً وبشكل سريع تشكيل قائمتين تتفقان على فائض أصوات بينهما، وفتح الباب لضم كافة الأحزاب غير الممثلة. أما بخصوص تشكيل قوائم جديدة، فهذا جيد وانا مع التعددية وبدأنا في تشكيل حزب كرامة ومساواة، لكن هذه الأحزاب من المستحيل ان تجتاز نسبة الحسم إن لم تتوحد في قائمة واحدة تطرح نهجاً جديداً وإلا فستبقى الأمور على حالها وسيعاقبنا الجمهور أشد عقاب بالتوجه لأحزاب صهيونية، هنا علينا تحمل المسؤولية والتنازل عن كبريائنا.

وكشف قائلا: نحن في حزب كرامة ومساواة طرحنا البديل لكننا لم نستطع خوض الانتخابات، وفي الأخيرة وقعنا اتفاقاً نحن والقومي العربي مع المشتركة ودعمناها دون تمثيل على ان يتم النظر في التمثيل الانتخابات القادمة وان نكون المركب الخامس من المشتركة، لكن كما توقعت لم ينفذ بند واحد من الاتفاقية وأداروا ظهورهم لنا.

تصويت المجتمع العربي هو الفيصل

الناشط السياسي غسان منير بدوره رأى ان تصويت المجتمع العربي في الانتخابات للكنيست ال 23 وحصوله على 15 مقعدا اثبت للقاسي والداني ان تصويت المجتمع العربي هو الفيصل. وفقط اصواته يمكنها حسم نتيجة الانتخابات بدون توصية او ائتلاف وانما فقط نتيجة للتصويت بنسبة عالية الامر الدي سيحدث تغيير في الخارطة السياسية ويمنع اولاً من نتنياهو، المحرض الكبير علينا ومن سن القوانين العنصرية ضدنا، من اقامة حكومة 61 وبالتالي الخروج من الحلبة وممكن السجن

ونوه: ما كتبه موقع N12 هو ما فهمته الاحزاب اليهودية لا سيما الليكود الذي سعى ويسعى الى خفض نسبة التصويت عند العرب او تفتيت القائمة المشتركة واحباط الناس من الخروج والان ممكن لنا ان نفهم سبب ما حصل في المشتركة من محاولة تفتيتها ودب الفتنة بين مركباتها وممكن ان نفهم سبب توجه نتنياهو المتملق والمباشر للعرب لجذب اصواتهم وزعزعة مكانة القائمة المشتركة. كما قلت سابقاً الموقف الصحيح هو عكس ما يريده نتنياهو والموقف الصحيح هو الوقوف معاً متجمعين ضد من يعادينا ويريد هدم بيوتنا ويرخي الحبل لعصابات الاجرام وفلتان السلاح.

بلا شك ان نسبة التصويت في المجتمع العربي في انتخابات الكنيست القادمة ستنخفض

ونوه الناشط السياسي غسان عبد الله قائلا: بلا شك ان نسبة التصويت في المجتمع العربي في انتخابات الكنيست القادمة ستنخفض، وطبعا هناك عوامل كثيره ستؤدي الى هذا الانخفاض، اولها المناخ السياسي العام وخاصة المناخ الذي يسود الشارع العربي حيث هناك حالة من الاحباط واليأس على اثر الجدل والنقاشات السياسية رغما انها مشروعه وصحيه الا انها اضفت أجواء ضبابيه مما جعلت جماهيرنا العربية تتيه في دوامة من الصراع على مصير وسيرورة القائمة المشتركة بعد ان فقدت هيبتها ومكانتها بعض الشيء.

واعتقد: برأيي وبالرغم من هذه الازمه تبقى المشتركة هي الامل والبوصلة للأقلية الفلسطينية في الداخل ويبقى خيارنا السياسي والاستراتيجي الاول والثاني هو المحافظة على القائمة المشتركة والواجب الوطني والاخلاقي يملي علينا نحن المركبات الأربعة ان نتخطى كل هذا الجدل وهذه الاسقاطات والترسبات وان ننطلق الى الامام تحت برنامج سياسي واضح ومتفق عليه دون الالتفات الى الخلف. ومن جهة اخرى احتمالية انخفاض نسبة التصويت قد يكون بسبب ازدياد وتيرة العنف والاجرام الذي بات يهدد مجتمعنا العربي وينهش به كالسرطان، وبالتالي هذا ينعكس على نفسية الناخب العربي ويدب فيه حالة من الاحباط واللا مبالاة وخاصة ان جهاز الشرطة والاذرع الامنية لا تعمل من اجل القضاء على الجريمة وتواطئ مع المجرمين وعصابات الاجرام، وهنا اضيف ان الالتفاف حول المشتركة وانعاشها نعطيها الدعم والنفس من اجل الاستمرار بمشروعها للتصدي والوقوف بوجه هذه الظاهرة المقيتة ورفع صرخة عالية ومدوية.

وتابعت: طبعا هناك ايضا عامل الكورونا حيث ان هذه الجائحة تنتشر كالهشيم بالنار وتمنع التحرك الطبيعي وخاصة في ظل الاغلاقات وإذا استمرت هذه الجائحة حتى يوم الانتخابات حتما ستساهم في انخفاض نسبة المقبلين على صناديق الاقتراع اما بالنسبة لسؤالك حول القوائم الجديدة وحظوظها! حقيقة حتى اللحظة لم يعلن رسميا عن وجود قوائم جديده ولا اعتقد بانها ستخرج الى النور وفي حالة ان اقيمت مثل هذه القوائم فحظوظها اجتياز نسبة الحسم ضئيلة جدا وعليه لن يكون لها اي تأثير على القائمة المشتركة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]