أثارت دعوة د. سمير محاميد، رئيس بلدية ام الفحم، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى أم الفحم ردود فعل غاضبة وساخطة من قبل أهالي المدينة.

وفي رسالة كتبها المحامي وسيم حصري، إلى رئيس البلدية ونشرها على الفيسبوك قال: الدعوة وسياقها لا تتناقضان فقط مع الثوابت الوطنية المتفق عليها في مجتمعنا، بما يشمل التيار السياسي الذي قّدم الدكتور رئيسًا للبلدية، بل أنهما تتناقضان مع ما نعرفه عن الدكتور سمير نفسه وعن الأنفة والكرامة الفحماويون الأصيلة التي تحلى ويتحلى بها.

وأضافت الرسالة: لقد خُيِّل لي أنّها رسالة مزيفة تسعى للنيل من الفحماويين ومن تاريخ هذه المدينة العصيّة على المقايضات والاستجداء لنيل الحقوق الأساسية، وأولها الأمن والأمان ورفض اشتراط تحقيقه بتلميع نتنياهو ومن يسير في ركبه باستعراض وكاذب لن يحقّق شيئا سوى المزيد من التشرذم والخلاف في وقت نحن فيه بأشد الحاجة إلى الوحدة والتكاتف.

واشارت: كونك رئيسًا للبلدية لا يمنحك الحق في الاستغناء عن التشاور في الأمور المصيرية والسياسية مع شركائك في الإدارة، وفي المجلس البلدي الذي انتخبه الفحماويون قبل عامين، خاصة لأنه لم تكن أنت ولا الفحماويين متماهين يومًا مع مشهد مخزٍ ومعيب مثّلَهُ رئيس بلدية كانت وستبقى قلعة وطنية للجماهير العربية في إسرائيل.

واوضحت: وليس هذا انتقاصًا من واجبك كرئيس للبلدية من طرق الأبواب الحكومية والمطالبة بحقوقنا الأساسية، واعتقد انك تقوم بذلك بقامة مرفوعة ورفضًا مبدئيًا بمقايضة الحقوق بأثمان سياسية أولها إعطاء شرعية لنتنياهو وما يمثله فكر نتنياهو.

وأختتمت بالقول: اسمح لي ان اشاركك واشارك الناس علمًا نافعًا حثتنا ثقافتنا على نشره، وأن أستجلب في هذا المقام استنتاجات خبرة اكتسبتها طوال خمسة عشر عامًا في دهاليز السياسات الحكومية والجماهيرية، وفي عمليات المناصرة والمرافعة أمام المؤسسات الحكومية والعمل الجماهيري المناهض للحكومات التي وقف على رأسها نتنياهو وفي آليات التعامل مع القرارات الحكومية واستنفاذ ما هو جيد منها ورفض ما هو سيئ فيها. وأسمح لنفسي بالقول بأنّ دعوتك هذه لن تجلب ولن تُحسّن ولن تحصّل إنجازات على الصعيد العملي في موضوع الجريمة والعنف؛ لأن ما يدور في أروقة الحكومة الآن بعيدًا كل البعد عن الالتزام بتحقيق إنجازات تحقق هذا وتمنع الجريمة.وإني أعذرك لأنّ مجتمعنا بات يسبح في فضاء الجريمة والإنجازات السريعة، ويتعلق بقش عائم يقذفه إلينا من أدخلنا إلى هذا المستقنع.

رفض

من جانبه قال السيد محمود أديب رئيس اللجنة الشعبية: اللجنة الشعبية في أم الفحم في كل مركباتها، ترفض الزيارة هذا البلد المشهود له بتاريخه وحاضره الوطني، والذي طالما هاجمها وحرض عليها نتنياهو من أجل كسب نقاط على حسابها في أوساط اليمين الإسرائيلي، أيضًا محاولا استغلال أزمة كورونا يطمع في بضعة أصوات محاولا تشويه وجه مدينتنا الحبيبة، الأمر الذي لم ولن ينجح فيه كما لم ينجح من قبل".

وأضاف: ليس خفيا علينا ان نتنياهو يمر بأزمه حقيقيه بعد ابتعاد بعض المقربين منه وتخليهم عنه ،وملفات الفساد التي يواجها بالمحاكم يؤكد انه لا يرى بالمواطنين العرب الا مخزون اصوات يحاول الاستفادة منه.

وتابع: لقد أرسلنا رسالة عاجله لبلدية ام الفحم للتراجع عن هذه الدعوة، وعدم إعطائه منبرا لاستغلال جماهيرنا واختراقها ونحن قبيل انتخابات مصيرية لا يملك خلالها أي قدرة على تقديم أي شيء حقيقي لجماهيرنا، ناهيك عن عدم رغبته الا في تقديم المزيد من الميزانيات لأذرعه الأمنية لأحكام قبضتها علينا.

استنكار

اما الناشطة الاجتماعية منال باسم قالت: أن تثير خطوة د. سمير بدعوة نتنياهو في هذا الوقت تثير حفيظة المواطنين وتثور ثائرتهم بالرفض والاستنكار، وخاصه في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها والعنف المستشري بوسطنا العربي عامه وبلدتنا ام الفحم خاصة.

واضافت: استغرب هذه الخطوة وخاصة وان الدكتور قد شهد الاستنكار والشجب للزيارة الاولى قبل فترة حين جاء لمركز التطعيمات ليؤكد على سياسته العنصرية، من خلال طرد الطاقم الطبي للخارج ورفض السماح للكوادر الإعلامية العربية حضور الزيارة، وكان قد برر الدكتور سمير حينها عدم معرفته بالزيارة الا بالدقيقة الاخيرة وانها ما هي الا زيارة لتشجيع التطعيم وتفقد اجوائه وعدم مسؤوليته عنها فما به، الان يدعوه بنفسه لزيارة سياسيه بحت تتناقض مع ثوبتنا الوطنية وتتناقض مع اقواله ايضا.

وأضافت: هل يعتقد د. سمير ان نتنياهو وان كان في الوقت الحالي يخفي انيابه وبراثنه ويستجدي الوسط العربي لشحذ اصواتهم، يمكن ان يعلن عن خطة لمكافحة العنف ؟؟وحتى لو اعلن فيخفى علينا انها وعود كاذبه كسبقتها من الوعود لم ان ننسى وعوده لام قُتل زوجها وولديها (عائلة هيكل)داخل بيتها وامام ناظريه لم انه وعدها ايضا وفي قمة قوته ان يظهر حقها وحق عائلتها؟؟ الحقوق لا تشحذ ولا تستجدى فمع كامل احترامي للدكتور سمير الا انني ارفض هذه الزيارة وارفض شحذ حقوقنا بالعيش بكرامة وبحقنا بالأمن والامان، كأي مواطن من الوسط اليهودي .

وأوضحت: هذه الزيارة لا تحقق اي هدف من الاهداف المنشودة هذه الزيارة ستقلل من قيمة مدينتنا، وتظهرنا بشكل لا نحب بل نرفض ان نظهر به وبالنهاية، لن ينتج عنها الا المزيد من الوعود الكاذبة التي ستضاف لقائمة سابقاتها من الوعود بل وستكون نقطه لصالح نتنياهو ليضيفها الى سجل انجازاته، كيف لا وهي دعوه من رئيس بلدية ام الفحم لزيارة المدينة !.

واختتمت: نتنياهو هو من يسلبنا حقوقنا بالمساواة والعيش بكرامة، وامان ويهدم بيوتنا ولا يمكن حتى وان تظاهر بذلك ان يغير نهجه ومبادئه، وحقنا ان نحافظ على نهج مدينتنا ومبادئها وصورتها وطنيه بمنح شرعيه لنتنياهو وبطانته، بل ودعوته بتلك الطريقة المذلة والمرفوضة بشكل قطعي.

تعقيب البلدية:

وقال د سمير محاميد رئيس بلدية ام الفحم بتعقيبه: فيما يخص توجهنا لرئيس الحكومة بزيارة رسمية لمدينة ام الفحم، فإننا نود التأكيد على عدد من الحقائق إن المخاض السياسي الذي تعاني منه الدولة والذي يستمر منذ سنوات لا يمكن أن يمنعنا من معالجة الأمور الحارقة اليومية التي لا يمكن أن نرجئها حتى يتبين لنا ما تفرزه الانتخابات المتكررة في الدولة.

بالإضافة، آفة العنف والجريمة تنهش بمجتمعنا يومياً ولا تحتمل الانتظار، فهناك صرخات يومية من أبناء مجتمعنا لمعالجة هذا الأمر بأسرع وقت ممكن، حتى لا تقع المزيد من الضحايا لا يخفى على أحد تهرب الحكومة ورئيسها من معالجة هذا الموضوع ورأينا كيف تم إرجاء المصادقة والتصويت على الخطة لأكثر من مرة، هذه الرسالة إنما هي من وسائل الضغط وتوثيق التوجه الرسمي للحكومة ودفعها إلى اتخاذ القرار، فبعد أن عرضنا شفاهياً مطلبنا المبدئي لمعالجة الجريمة والعنف اما رئيس الحكومة خلال زيارته لمركز التطعيم في المدينة، جاءت هذه الرسالة كإجراء بروتوكولي رسمي، بعد حديثنا الواضح أمامه في حينه بما يخص معاناتنا مع العنف.

وتابع: هذا التوجه جاء في ختام رسالة طويلة ومفصّلة حول آفة العنف والجريمة التي تعصف بالمجتمع العربي، وتوجهنا كان واضحاً، أن تكون هذه الزيارة ذات فائدة وذات فاعلية ومصداقية عملية، لمواجهة ومحاربة آفة الجريمة والعنف نؤكد أننا مع مطالب شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ومع ثوبتنا الوطنية والدينية والأخلاقية، التي لم ولن نتخلى عنها، ونقف إلى جانب شعبنا ومجتمعنا في محنه وأزماته، ولن نتنازل قيدَ أنملة عن حقوقنا ومطالبنا، لن نسمح لأحد أن يوظفنا لمصالحه وأهدافه الانتخابية التي نرفضها جملة وتفصيلاً.

وأختتم: نوجه رسالتنا لكل من يحاول الاصطياد بالمياه العكرة، والعمل على تشويه مواقفنا، بدلاً من التناصح والحوار، ونؤكد لهم أننا رضعنا حليب الوطنية والمحافظة على أرضنا ومقدساتنا وثوبتنا الدينية والأخلاقية والتاريخية، من صدور أمهاتنا منذ ولدنا.

بيان اللجنة الشعبية

وفي بيان اللجنة الشعبية في أم الفحم، جاء: تم تداول رسالة وجهتها بلدية أم الفحم، لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لزيارة مدينتنا الحبيبة أم الفحم، تدعوه فيها لزيارة المدينة والإعلان عن مخطط لمكافحة العنف وعليه رأينا من واجبنا التوجه اليكم بما يلي :

* إن أي مخطط حكومي لا بد أن يمر بعدة تصويتات في الكنيست والحكومة حتى يتم إقراره، وليس قرارا فرديا لنتنياهو، ناهيك عن ان الأخير يصرح منذ سنوات عن خطط وقرارات لم يطبق منها شيء.
* خلال الأسبوع المنصرم، كان من المفروض إقرار خطة حكومية لمكافحة العنف من خلال التصويت عليها، الا ان نتنياهو ذاته قام بسحبها وإرجاء التصويت عليها علما انها لا تأتينا الا بالمزيد من الميزانيات للشرطة للإمعان في قمعنا وقهرنا وهدم بيوتنا وتوزيع الغرامات على مرتكبي مخالفات هامشية مثل مخالفات السير.
* من نافل القول أننا على اعتاب انتخابات للكنيست الاسرائيلي، وهذه الفترة بطبيعتها ستكون موسما للحجيج للبلدات العربية وتوزيع الوعود بدون رصيد كما اثبتت التجربة لكافة السياسيين، فما بالك عندما يدور الحديث عن أكبر الكاذبين، الفاسد بنيامين نتنياهو.
* إن كل المذكور أعلاه يضاف لكون الشخص، احد اكثر رؤساء حكومات إسرائيل تحريضا على العرب وتربصا بهم، بل وتنفيذا لمخططات كثيره ظالمة مثل مصادرة اراض الروحة وهدم البيوت ومخطط برافر الاقتلاعي وقانون كامنتس ومنع الأذان، وحظر الحركة الاسلامية الاقتحامات اليومية للأقصى وغيرها الكثير.
*واما على الصعيد الفلسطيني فإن حكومات نتنياهو المتعاقبة هي الاكثر امعانا في مصادرة الارض الفلسطينية وبناء المستوطنات،
ليس خفيا علينا ان نتنياهو يمر بأزمه حقيقيه بعد ابتعاد بعض المقربين منه وتخليهم عنه ،وملفات الفساد التي يواجها بالمحاكم يؤكد انه لا يرى بالمواطنين العرب الا مخزون اصوات يحاول الاستفادة منه،
بناء عليه، تدعوكم اللجنة الشعبية للتراجع عن هذه الدعوة، وعدم إعطائه منبرا لاستغلال جماهيرنا واختراقها ونحن قبيل انتخابات مصيرية لا يملك خلالها أي قدرة على تقديم أي شيء حقيقي لجماهيرنا، ناهيك عن عدم رغبته الا في تقديم المزيد من الميزانيات لأذرعه الأمنية لأحكام قبضتها علينا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]