مع اقتراب الانتخابات، نلاحظ ازدياد بظاهرة التهجم على من اختاروا ان يترشحوا ضمن احزاب جديدة او ضمن احزاب يهودية، وأحيانا تصل هذه التهجمات الى حد استعمال الفاظ نابية وتشهير وتخوين. ما وصفه بعض الناشطين بالنهج غير الأخلاقي منهم حسام أبو بكرا حيث أضاف ل "بكرا": ما يحصل غير تربوي أيضا ويعكس حالة من العنف الكلامي الذي قد يصل الى عنف جسدي، ويعطي شرعية للعنف المستشري. للأسف هذا يعكس حالة من عدم تقبل الآخر المختلف، وعدم احترام الحريات الشخصية وعدم احترام الاختيار الديموقراطي.

بلطجة سياسية

وتابع: لأسفي الشديد هذا نوع من البلطجة السياسية، ومحاولة من بعض الفئات للتحكم بالرأي العام واحيانا، اعطاء غطاء لفشل بعض الاحزاب او الشخصيات السياسية عن طريق تحويل الرأي العام نحو سلبيات الآخر وتهيج المشاعر، وكأن الساحة السياسية هي حكر على جهات معينة. نعم للنقاش الحضاري، والاختلاف بالرأي ومناقشة التوجهات وابراز الاختلاف، ولكن من خلال احترام القيم والحريات. والانكى من ذلك، ان نفس الاشخاص الذين يشتمون ويتهجمون عندما يكون الأمر ذاته موجها لهم، ينتقدون أسلوب التهجم، وبهؤلاء يصلح استعمال الآية الكريمة، قوله تعالى: "كبر عند الله مقتا ان تقولوا ما لا تفعلون". من هنا، ادعو الجميع على ادخال اجواء المنافسة الحضارية، وبث روح التعددية وجعل الانتخابات عرس ديموقراطي يعطي المواطن مساحة وفسحة من حرية الاختيار لبناء الثقة بالقيادات..

مهاجمة الاحزاب الجديدة هي نتيجة لوم وفشل، بدأنا الانحدار في الهاوية

عبد الهادي خروب مستشار تنظيمي وناشط اجتماعي وسياسي قال في هذا الصدد: مهاجمة الاحزاب الجديدة هي نتيجة لوم وفشل، بدأنا الانحدار في الهاوية عندما بدأت الاحزاب بمهاجمة بعضها داخل إطار المشتركة. المشتركة كانت ارادة شعب. مجتمعنا العربي سأم تسجيل المواقف والجعجعة وفي الانتخابات الاخيرة كان الهدف تمثيل اكثر وتأثير مترجم على جميع مناحي حياتنا. للأسف كانت ولا تزال خيبة أمل كبيرة وهذا يترجم في عدد المقاعد التي تحصل عليها المشتركة في الاستطلاع الاخير.

وتابع: المشتركة ليست حكرا لاحد وهي إطار ممكن ان يضم العديد من الاحزاب. التعددية مهمة وشرعية. مهاجمة الاحزاب الجديدة مرفوضة وغير اخلاقية من يبادر ويشكل الاحزاب الجديدة هم ابناء شعبنا والذين بمعظمهم انتخبوا المشتركة مؤخرا والذين ارادوا ويريدون التأثير ووضع المواطن أولا من هذه الاحزاب ايضا حزب معا والذي يهاجمه بعض ناشطين الاحزاب من التجمع والجبهة. والسؤال لماذا؟ هل هي حالة هلع و "فش غل"؟ اين المحاسبة الذاتية؟ اين الانتقاد البناء؟ هل افلست بعض الاحزاب سياسيا واخلاقيا؟ هل تعاني هيستيرية كل من ليس معي هو ضدي؟ 

ونوه: ان الخلاف الدائر بين مركبات المشتركة والاحزاب أرهق المجتمع العربي سياسياً، وشوه صوره العمل الجَماعي والوحدة، وأن ما يهم المواطنين العرب في البلاد ليس الخلافات على المواقع في المشتركة ولا تقسيم الأموال بين الفصائل المتناحرة داخلها. "ما يريده المواطن هو التركيز على القضايا التي تهمه، والتي يجب ان تكون اولوية قيادته ايضاً. المواطن العربي يبحث اولاً عمن يخدمه في ايجاد الحلول المؤسساتية لموضوع العنف، وللأوضاع الاقتصادية المتردية، وللقضايا المسكن، ولبيئة مجتمعية وخدمات تعنى بشؤون الشباب والنساء والمسنين في مجتمعنا".

وأضاف قائلا: نريد سياسة نظيفة، نريد التركيز على الأهداف، وعدم الضياع في أروقة التخوين، والمزايدات، والفلسفات الفاضية". كما يتوجب اقامة إطار المشتركة من جديد بحيث يضم كل الاحزاب والاطر السياسية والاحزاب الجديدة التى انبثقت من ابناء شعبنا. اعادة هيكلة إطار المشتركة من جديد ولا سيما ان هنالك احزاب بدأت ترصد قوة انتخابية في الشارع وأبرزها حزب معا لعهد جديد بوجوه وطاقات شبابية جديدة. نحتاج الى ثورة من الثروات البشرية والهامات. مجتمعنا وشعبنا يملك الكثير ويستحق أكثر من ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]