فيلم دروب الظّهَرة هو الفيلم الوثائقي الثاني لهيثم الجاسم ، ويتطرّق الفيلم لقصّة عشيرة الحجيرات من الناحية التاريخية، مرورًا بفترة الاستقرار ودخول السلطة المحلية إلى الساحة.

كذلك يبيّن الفيلم الصراعَ الخفيَّ بين الأجيال في العشيرة، وصولا إلى الفترة الحالية التي يتخبط بها الجيل الجديد في كيفية التعامل مع رواية العشيرة، مُلامسًا السؤال المهم فعلًا في هذا الصراع الخفي بين أجيال العشيرة: هل من المهمّ فعلًا تَناقُل الرواية التاريخية عبر الاأجيال؟

شارك في صناعة هذا الفيلم فنانون ومصورون ومنتجون مبدعون من عشيرة الحجيرات، وساهموا في إتمامه وإخراجه إلى حيّز التنفيذ، استمرّ فترة إنتاجه لمدة تزيد عن ثلاث سنوات من العمل مع جميع الأطراف، حتى تم إنجازه أخيرًا في مطلع سنة 2021.





في حديث لنا مع مخرج الفيلم الصحافيّ هيثم الجاسم ابن قرية بئر المكسور، الذي أنتج بالتعاون مع السيد أدهم غدير مدير ستديو زوفة للإنتاج، حول سيرورة العمل على هذا الفيلم، قال لنا: "لقد عملتُ على هذا الفيلم مدة طويلة، ومررنا بالكثير من التجارب التي ساعدتنا على التعلم أولا، وعلى إنتاج حالة إخراجية انتهت بهذا الفيلم، الذي يعكسُ صراعًا قائمًا في جميع الأماكن والقرى العربية المشابهة لقريتنا، إلا أنّه غير مُعلن، ونحنُ بدورنا حاولنا تسليط الضّوء على هذا الصراع، ودأبنا على إظهار الجانب التاريخيّ الذي يُعتبر مهمًا بالنسبة للكبار الذين عايشوا قديمًا تلك القصص والحكايات.



هل هناك مشاكل واجهتكم خلال العمل على إنتاج الفيلم؟

"الصعوبات العادية التي تواجه جميع المنتجين، إلا أننا ورغم الصعوبات، أنتجناه في النهاية وخرج إلى النور.

وأودّ أن أوجّه شكري لكلّ من تعاون لإنجاح الفيلم: المشاركين في الفيلم، الملحّن صالح حجيرات، الفنان فارس غدير، المصورين عبدالله الجاسم، وأدهم غدير الذي قام بتنفيذ الإنتاج ومونتاج الفيلم أيضًا.

كما ونشكر قناة "هلا تي في" والعاملين عليها على بث الفيلم وإيصاله إلى الناس عبر قناتهم الرائدة التي تصل كل بيت في بلادنا وخارجها.



أين تقف صناعة الأفلام الوثائقية حسب رأيك في وقتنا الحالي؟

أظنّ أننا في وضع جيد، رغم كل الظروف المحيطة بنا، أولًا لأن الأفلام الوثائقية تخرج من واقعنا اليومي ولأنها تحاكيهِ بلغة الصورة، نجدُها ما زالت قريبة لعامة الناس، وطبعًا كون الفيلم الوثائقي مُعدّ للتلفزيون والشاشة الصغيرة، فما زلنا نجد إقبالًا ومتابعة لهذا النوع من الأفلام في ظل جائحة الكورونا، وفي ظل انتشار منصات لم تكن متوفرة من قبل في وقت هيمنة السينما والمحطات الرسمية سابقًا.

وما زالت التكلفة الإنتاجية لفيلم وثائقي أقل بكثير من تكلفة إنتاجية لفيلم روائي أو أي "جانر" آخر ممكن ذكره هنا.

إضافة إلى ذلك فإن العمل على فيلم وثائقي يحتاج إلى فكرة ناجحة وتوزيع جيد، وهذه الإمكانية صارت متاحة اليوم في ظل توفُّر منصات التواصل الاجتماعي كاليويتيوب والفيمو والفي أو دي.

طبعًا هذا الأمر نسبي ولا يقارَن بأنواع اخرى في صناعة الترفيه، والتي تجد رواجًا هائلًا على هذه المنصات، رغم أنها في أغلب الأحيان لا تصل إلى مستوى الأفلام الوثائقية من ناحية قيمة المواد المعروضة.

لكن في النهاية الأمر نسبي وما زال يلقى رواجًا على المستوى العام.



هل تحضّر لإنتاج عمل جديد حاليًا؟

أعمل على إنتاج جديد. الرغبة في صناعة أفلام وثائقية لا تتوقف عندي أبدًا، إلا أنها تتأخر أحيانًا. إنتاج فيلم وثائقي يحتاج إلى فكرة جيدة، والفكرة تحتاج إلى دراسة قبل بدء العمل الفعلي، يشمل الأمور التقنية، وحاليًا ما زلتُ في طور الفكرة الجديدة، وحالما يجهز السناريو والإعداد، سنبدأ بتصوير الفيلم وإخراجه إلى حيز التنفيذ. الوقت هو الفاصل والعامل المهم في صناعة أي فيلم وثائقي.



وكم من الوقت يستغرق إنتاج فيلم وثائقي؟

حسب الفكرة والإمكانيات الإنتاجية المتوفرة، إذا كانت الفكرة جاهزة وشخصيات الفيلم متوفرة، فعامل الوقت هنا لمصلحة العمل، بينما في أحيان أخرى نحتاج إلى وقت كثير، قد يمتد إلى سنوات، ولا ننسى أنه في أحيان كثيرة يكون الوقت في الفيلم هو عامل يجب أن ترافقه لكي تصنع فيلمًا ناجحًا.

كلمة أخيرة:

أشكركم على هذا اللقاء، وعلى إتاحة فرصة إظهار فيلمي الجديد عبر منصتكم، كما أشكر كلّ من ساهم في إنتاج الفيلم، ومن دعمني في إنتاجه وإخراجه حتى آخِر مراحل إنجازِه.

---

"دروب الظّهَرة"

من إخراج: هيثم الجاسم

إعداد وبحث: هيثم الجاسم وأدهم غدير

مونتاج: أدهم غدير

تصوير: عبدالله محمد الجاسم وأدهم غدير

موسيقى تصويريّة : الفنان صالح حجيرات

أغنية الختام "يا دروب الظّهرة"

الفنان فارس غدير

كلمات : هيثم الجاسم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]