هادي زاهر
اخي الشاب الدرزي المقبل على الخدمة في الجيش، ارفض الخدمة في جيش الاحتلال، مجالات الحياة وكسب الرزق الحلال غير الملوث بالدماء كثيرة، بالرغم من وضع العرقلة في طريقك وحصارك لتسير في المسار المرسوم.. فتش عن مستقبلك بواسطة مواصلة دراستك، لا تصدق بان السبل ستغلق امامك كما قالوا لك الضباط الذين أُتيح لهم ادخلوا إلى المدارس لإلقاء المحاضرات من اجل غسل دماغك، الحقيقة الصارمة هي ان من يجندك هو من يعتدي عليك، هو الذي صادر ارض الإباء والاجداد، هو الذي يمنعك من البناء بيتك على ما تبقى لنا من ارض، هو الذي يدفع الجنود العرب من مختلف الطوائف إلى الادعاء بانه ينتمي إلى عشيرتك عندما يقوم أحدهم بارتكاب الموبقات، وإذا ما رفعت عنقك بإباء يقولون لك بانك مجرد مرتزق وهذا ما يعود على نفسه باستمرار.
اخي الشاب ان حياتك يجب ان تسير وسط أجواء صحية خالية من العنف، أجواء من الراحة النفسية والاطمئنان، أجواء طبيعية بعيدًا عن الحرب والدمار والدماء والعدوان، طبعا لم يسمعوك مثل هذه اللهجة، قالوا لك ستذهب للدفاع عن الوطن، وهنا نسأل ما هو الوطن؟ اليس الأرض هي الوطن؟ ومن الذي صادرها؟
اخي العزيز حياتك غالية علينا فلماذا تجازف بها ومن اجل مَن؟ مِن اجل من لا يراك عن بعد متر واحد بعد ان تنتهي من خدمتك؟ إن هذه الدولة دولة احتلال والمحتل لا يستطيع ان يفرض سيطرته بدون ان يرتكب عمليات القتل والإرهاب والتي تنعكس عليك أحيانا كثيرة، قد تقتل او تصاب إصابة تجعلك تعاني مدى الحياة وقد خلقت كي تحيا وتسعد وليس من اجل ان يسعد غيرك ممن لا يشبع ولا يقنع.
ستون شابا يهوديا أرسلوا رسالة إلى وزير الحرب ووزير (التربية) ورئيس اركان الجيش أعربوا عن معارضتهم للخدمة في الجيش لان هذا الجيش يرتكب الجرائم ويعتدي على أصحاب الأرض الفلسطينيين، لقد قالوها بجراءة بدون خجل، وضعوا النقاط على الحروف فماذا معك؟ لا تكن كاثوليكيا أكثر من البابا، عليك ان تُفعل المنطق والضمير وتتحلى بالعنفوان المطلوب، بالكبرياء، نحن أبناء هذا الشعب ولا نريد ان نساهم في الاعتداء عليه، كل شعب له الحق في تقرير مصيره ويجب ان لا يُمنع من ذلك، يجب ان لا نُستخدم للاعتداء عليه، ونعود ونسأل: ومن اجل من؟ من اجل من يعتدي ويتنكر لحقوق الجميع دون ان يستثني أحد.. لا اخي الشاب يجب ان نرى الأمور من كافة جهاتها لتتبين لنا الصورة بكل وضوح وعندها لا بد من ان يعمل الضمير، لقد حجبوا عنك الحقائق للتحول إلى كائن متلقي ليس إلا، وهنا يجب ان يأتي دورك.. يجب ان تتمرد.. يجب ان تعرف بان أهلنا في الأراضي المحتلة لهم أبناء مثلك تمامًا، الام هناك لها ابنًا تنتظره تمامًا كما تنتظرك أمك، وله ابًا يحلم بمستقبله ويشتاق إليه، تماما كما يحلم والدك بمستقبلك ويشتاق إليك، له اشقاء وشقيقات وربما له خطيبة او زوجة او أبناء يتحرقون للاجتماع به تمامًا كما يتحرق ذويك لرويتك، اخي المقبل على الجندية لا تكن إمعة في يد أي ظالم، تمرد ودع ضميرك يقودك.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]