كتب د. غزال ابو ريا 

حياتنا من ساعات الصباح مليئة بالصراعات ولنبدأ من تجاربنا الابن يذهب الى المدرسة ويتناقش مع الأم ماذا يلبس، صراعات بين الجيران، صراعات داخل الأسرة، صراعات بين الشعوب، صراعات في أماكن العمل، ولنتذكر الصراع الأول ادم وحوا مع الأمر الإلهي وشجرة المعرفة.

حياتنا كلها مفاوضات، من ساعات الصباح نرسل رسائل، الأب لأبنه، المعلم لطلابه، المسؤول في مكان عمله ويحدث ان نرسل رسالة ومن أمامي لا يفهمها أو لا تصله فلنصل لصراع وأزمة.

مهم ان نفهم الصراع، فلا صراع بدون أسباب وإذا اجدنا فهم الصراع يتحول الى فرصة، نمو فردي وجماعي وإذا اخطأنا التعامل معه أي مع الصراع يتحول الى شلل مجتمعي وتنظيمي.

كما قلت للصراع أسباب، الصراع على الموارد، صراع بسبب المفاهيم والقيم المختلفة صراع حول المصالح.

بما يخص مجتمعنا العربي، في السنين الأخيرة العنف يهدد حياتنا، العنف بكل أشكاله، العنف الأسري، العنف ضد المرأة، العنف ضد المسنين، الحروب، شبكات التواصل الاجتماعية، العنف الإعلامي، القتل ونستفيق صباحا وقتيل هنا وقتيل هناك، ماذا نقول لأم تفقد ابنها وتقوم ليلا لتنظر الى سرير ابنها وحقيبة ابنها وقميص ابنها ودفاتر ابنها.

مجتمعنا العربي بعد ان فقد الأرض التهديد هو العنف واذكر ان اول مؤتمر للعنف كان في شهر أيار 2005 في أم الفحم ومن ذلك اليوم نواجه العنف بكل اشكاله.

السؤال المطروح:
الإصلاح
الديانات جميعها والدين الإسلامي حرص على تأليف القلوب ونهى عن كل أسباب العداوة وأمر بالسعي وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين وحث عليه وجعل درجته أفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة وقال تعالى في سورة الحجرات إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10).

عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصي ويقول " " ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يورث الضغائن بين الناس "


تعريف الإصلاح بين الناس والوساطة:
(الإصلاح بين الناس والوساطة) كلمتان متطابقتان في المعنى الا ان الإصلاح مصطلح شرعي والوساطة مصطلح اداري قانوني وكل منهما يناسب ان يعرف به الاخر.

تعريف الإصلاح في كتب الشريعة (هو السعي والتوسط بين المتخاصمين لأجل رفع الخصومة والاختلاف عن طريق التراضي والمسالمة تجنبا لحدوث البغضاء والتشاحن وايراث الضغائن).
الوساطة هي أسلوب من أساليب الحلول البديلة لفض النزاعات يقوم بها شخص محايد يهدف الى مساعدة الأطراف المتنازعة للاجتماع والحوار وتقريب وجهات النظر وتقييمها لمحاولة التوصل الى حل وسط يقبله الطرفان.

في السنوات الأخيرة هيأت طواقم من الوسطاء وما أود تأكيده كيف نواجه العنف وكيف نأخذ كمجتمع مسؤولية لحياتنا.
1) بناء حصانة مجتمعية وتماسك مجتمعي وان يأخذ الفرد دوره في المجتمع وان لا يعيش في غربة عن مجتمعة.

2) إقامة لجان صلح ووساطة في قرانا ومدننا العربية لمواجهة العنف والتفكك المجتمعي.

3) دور التربية والتعليم في تحضير الطلاب للحياة المستقبلية فطالب اليوم مواطن الغد.

4) مركز للحالات الأسرية في ظل تغيرات سريعة تعصف في مجتمعنا.

5) أهمية المرجعية في كل بلد وبلد.

6) إقامة لجان أحياء في قرانا ومدننا.

7) تعزيز دور اللجان الشعبية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]