ظهرت في الآونة الأخيرة حيوانات بحرية كانت قد أزهقت داخل المياه ولفظها البحر نحو عدد من الشواطئ في البلاد منها حيتان وسلاحف بحرية وغيرها، عقب العاصفة الأخيرة التي ساهمت بالكشف عن مخطط تلويثي خطير جدا تعمل عليه شركاء رؤوس المال بالتعاون مع اقطاب حكومية إسرائيلية نتيجته تسرب النفط الى مياه البحر دون ان يعرف اذا ما كان هذا التسرب عرضيا ام متعمدا. وبالتالي تسبب بقتل عدد من الحيوانات البحرية.

في هذه الايام يشارك مئات المتطوعين في حملة لتنظيف شواطئ البلاد من القطران لمنع تسربها إلى المياه الجوفية. اذ يدور الحديث عن تسرب زيت أو نفط من سفينة مرت قبالة السواحل الإسرائيلية. وطال التلوث ما بين 160- 170 كيلومترا من الشريط الساحلي، بدء من مستوطنة "روش هانيكرا" قرب الحدود اللبنانية شمالا، وصولا إلى مدينة عسقلان جنوبا وتستغرق عملية إزالة عشرات الأطنان من القطران وقتا طويلا.

القطران يغطي شواطئ الطنطورة ومعجان ميخائيل ودور وجسر الزرقاء!!

الناشط الاجتماعي ورئيس لجنة الصيادين في جسر الزرقاء سامي علي كتب عبر صفحته في فيسبوك ملوثات تقتل البيئة البحرية وتفضحها العاصفة الجوية.. أين تختفي شركة حماية الطبيعة وغيرها من المنظمات الخضراء عندما يكون مصدر التلوث شركات الغاز واباطرة الاقتصاد والصناعات المدمرة؟! لماذا لا تتحدث عن مصادر التلوث المختلفة التي تغزو البحر، بينما تهاجم وتلاحق الصيادين أهل البحر؟!

المحامية جميله هردل واكيم، مديرة جمعية مواطنين من أجل البيئة قالت بدورها معقبة: الكارثة البيئية التي تشهدها الشواطئ في الأيام الأخيرة هي نتيجة لعدم وجود جاهزية لمنع هذه الحوادث أو على الأقل تقليص حجم الأضرار بشكل فوري حيث كان بالإمكان العمل بشكل فوري بعد مشاهدة بقعة النفط في أعماق البحر عدة أيام قبل وصولها للشاطئ ومنع انتشارها.

مخطط يؤدي الى اضرار بيئية

وتابعت واكيم: من الصعب جدا معالجة كوارث النفط بعد حدوثها ولا يمكن معالجتها بشكل تام على كل الأحوال والضرر منها ليس فقط بيئيا وانما سيمس أيضا بمياه البحر التي أصبحت المصدر الرئيسي لمياه الشرب ولذلك من المهم جدا منعها مسبقا. هذه الكارثة هي انذار للكوارث القادمة التي قد تحدث بعد تنفيذ المخطط لبناء "جسر" لنقل النفط من الخليج الفارسي إلى أوروبا. حسب الصفقات التي عقدت في أعقاب اتفاقيات السلام تعمل شركة EAPC (شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية المحدودة، والمعروفة باسم "كاتزا") في هذه الأيام مع وزارتي الطاقة والمالية الإسرائيلية، على الترويج لخطط لتحويل ميناء إيلات البحري إلى محطة عملاقة للنفط والغاز السائل.

وأوضحت قائلة: وفقا لهذه المخططات سيتم نقل النفط من الخليج الفارسي الى خليج ايلات ومن ثم نقله عبر أنابيب جديدة ضخمة على طول منطقتي النقب وعربة الى عسقلان ومن هناك يتم تحميله على بواخر الى أوروبا. في المقابل سيتم ضخ الغاز المستخرج في المنشآت في البحر الأبيض المتوسط إلى إيلات وهناك ستقام منشأه لتسييله ومن ثم تصديره. تنفيذ هذا المخطط سيؤدي إلى أضرار بيئية لا يمكن إصلاحها جراء إنشاء خط الأنابيب الطويل أو من تسرب النفط من ناقلة أو خط أنابيب - سواء كان عرضيًا أو متعمدًا.

ما الحل لمنع الكارثة المقبلة؟

وحول الحلول قالت: وقف المخطط لنقل النفط من الخليج الفارسي إلى أوروبا عبر ايلات وعسقلان. تعديل قانون النفط ووقف اصدار تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز. تشديد التشريعات والرقابة على كل مشاريع النفط ومنشآت الغاز انهاء التعلق بالنفط والغاز بشكل تدريجي حتى الاعتماد على 100% طاقات متجددة والانتقال الى استراتيجية الكربون «نحو صفر كربون»، أو الحد من الكربون (Zero Carbon).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]