كشف موقع "واينت" العبري أنّ عضو الكنيست الليكودي فطين مُلا، أجرى محادثات مع جهات رسميّة في السلطة الفلسطينية تتعلق بدعم وتعزيز قوة نتنياهو في انتخابات الكنيست المقبلة.

وقد أثار هذا النشر عاصفة من ردود الفعل في أوساط الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، إذ هاجم جدعون ساعر، رئيس حزب "الأمل الجديد"، نتنياهو واتهمه بمحاولة دعوة قيادات منظمة التحرير الفلسطينية للتدخل في الانتخابات الإسرائيلية، معتبرًا ذلك بمثابة "انحطاط جديد"، وقال "لا توجد لدى نتنياهو خطوط حمراء، وهو يغلّب مصلحته الشخصية على المصلحة الوطنية، ولذلك هو لم يعد مؤهلا ليشغل منصب رئيس حكومة إسرائيل".

ووصفت المرشحة الثانية في قائمة "يمينا"، أييلت شكيد، في تغريدة لها على تويتر، هذا الأمر بـ"الإفلاس الأيديولوجي لحزب الليكود". فيما قال اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير، الداعم لنتنياهو: "إذا كان الحديث صحيحًا فهو عار، وإنه لأمر خطير أن نطلب الدعم من "مخربين".

وقد نفت مصادر في الليكود هذه الادعاءات، وقالت "الجميع يعرف أن السلطة الفلسطينية تفضل أن يكون يائير لبيد رئيس الحكومة الإسرائيلية وليس نتنياهو"، هذا رغم أنّ فطين ملا، الذي يشغل منصب نائب وزير في مكتب رئيس الحكومة، أكد إجراء هذه المحادثات، لكنه قال لموقع "واينت" إنها "كانت على نار هادئة ولا أستطيع أن أفصل أكثر من ذلك".

وأكدت مصادر فلسطينية في رام الله لموقع "واينت": إنّ السلطة الفلسطينية أجرت في الأسابيع الأخيرة اتصالات سريّة مع الليكود تتعلق بدعم رئيس الحكومة نتنياهو عبر التواصل مع "عرب إسرائيل" وتشجيعهم على دعم الليكود. وأضافت المصادر المذكورة أنّ هذه الاتصالات لم تثمر وقد توقفت مؤخرًا، لأسباب فنيّة على ما يبدو، تتعلق بالترتيبات الأمنية المرتبطة بالدخول الى مدينة رام الله.

ووفقًا للمصادر، فإن نائب الوزير فطين مُلا هو الذي مثل الليكود في هذه الاتصالات، فيما مثلت الجانب الفلسطيني عناصر من اللجنة المسؤولة عن التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، والتي يقف على رأسها عضو قيادة فتح، محمد المدني، أحد المقرّبين الى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس (أبو مازن).

وعمّمت "لجنة التواصل الفلسطينية مع المجتمع الإسرائيلي" بيانًا ردّت فيه على ما أسمته "الخبر الذي ورد في الإعلام الإسرائيلي في اللغة العبرية والعربية"، قالت فيه:
"منذ تشكيلها عام 2012 ولجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي تلتقي مع مندوبي مختلف الأحزاب الاسرائيلية ورسالتها لم تتغير أبدًا، وهي الدعوة لإنهاء الاحتلال وحث كل من تلتقي بهم من الإسرائيليين على العمل من أجل إنهاء الاحتلال كمقدمة أساسية وضرورية لحل الصراع بقيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967".

وأضاف البيان: "رأينا مرارًا في الحملات الانتخابية المتكررة في إسرائيل مظاهر عديدة للنيل من الخصوم الاسرائيليين على أيدي منافسيهم الاسرائيليين وفي كل مرة تحاول مختلف الأطراف الزج بالجانب الفلسطيني في هذه الحملات. فهل كلما أمطرت السماء في رام الله يرفع الاسرائيليون المظلة في تل أبيب؟".

وأشار بيان لجنة التواصل الى أنّه: "كانت هناك أمثلة لا حصر لها كيف أن جهات إسرائيلية أرادت الوصول الى رام الله والالتقاء بلجنة التواصل لكن السلطات الاسرائيلية لجأت في اللحظة الأخيرة لمنعها من دخول رام الله، متسترة بذرائع أمنية لكن الغرض الأساسي كان وما زال منع اطلاع المجتمع الاسرائيلي على حقيقة الموقف الفلسطيني الرسمي الذي ينادي بحل الصراع على قاعدة الاعتراف المتبادل بين دولتي فلسطين وإسرائيل، وليس على أساس إدامة الاحتلال ومعه الصراع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]