ردود فعل متباينة برزت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ان تم امس الاعتداء المبطن على شخص النائب الدكتور منصور عباس خلال المظاهرة الضخمة التي جرت امس في ام الفحم تنديدا واستنكارا لموجة القتل والعنف المنتشرة في المجتمع العربي يضاف اليها تقاعس الشرطة وتخاذل الحكومة في وضع خطة حقيقية لاجتثاث الظاهرة ومكافحتها.

احداث كثيرة إيجابية تعطي الامل منها الكم الهائل من المشاركين الرافضين لنهج الابرتهايد والقمع بأشكال مختلفة ومحاولة القضاء على شعب بطريقة ثعلبية مبطنة من خلال نشر السلاح بين ابناءه وشرعنة القتل والجريمة فيما برزت احداث أخرى كشفت عن عورة مجتمعية بدأت بالظهور في الآونة الأخيرة أساسها واصلها التحريض المستمر على القيادات من قبل كوادر حزبية وحتى قيادات أخرى وتراشق الاتهامات واستمرار المناكفات وعمليات التخويف على خلفية الاحداث الأخيرة وانشقاق الإسلامية عن التحالف الثلاثي، التجمع والجبهة والعربية للتغيير. حيث تم الاعتداء على قيادي بارز في مجتمعنا للمرة الأولى من قبل مجموعة من المتظاهرين. فيما عزا عدد من الناشطين هذا الاعتداء الى تصريحات د. عباس الأخيرة بشأن الاسرى ودعمه للشرطة "كما يرى البعض" من خلال تصريحاته ما دفع عدد من الشبان الاندفاع نحوه ومحاولة الاعتداء عليه بسبب ذلك وطرده من المظاهرة. وسط صمت واضح للقيادات العربية وخصوصا نواب "التحالف الثلاثي" عدا عن لجنة المتابعة التي استنكرت وأصدرت بيانا رافضا لما حصل

من يتحمل المسؤولية هي كل جهة حرّضت حتى اليوم على شخص الدكتور منصور عباس

د. منصور عباس بدوره قال ان محاولة الاعتداء لم تجر من قبل أهالي ام الفحم وانما من خارج المدينة وقال في منشور له بعد الحادثة فورا "من تهجم علي هم قلة تنتمي للأحزاب المنافسة من خارج أم الفحم ولا علاقة لأهل أم الفحم الشرفاء بالموضوع أن أهالي أم الفحم يعرفون كيف يحترمون ضيوفهم، وجميعنا موحدون ضد الإجرام والعنف في مجتمعنا، وضد تقصير الشرطة في عملها، وهذه هي الرسالة الأساس التي ينبغي أن تخرج من مظاهرة اليوم، ومن تهجم علي بعد انتهاء المظاهرة هم قلة قليلة من خارج أم الفحم تنتمي للأحزاب المنافسة لأجندات سياسية ومشبوهة، ولا علاقة للحراك الفحماوي الشريف ولا لأهالي أم الفحم الشرفاء بهذا التهجم. ومن وقف يدافع عني بوجه هؤلاء القلة الغريبة عن أعراف ووحدة مجتمعنا هم أهالي وشباب أم الفحم الأبطال والشرفاء.

وأضاف النائب منصور عباس في منشوره ان من يتحمل المسؤولية هي كل جهة حرّضت حتى اليوم على شخص الدكتور منصور عباس ومن يستمر بالتحريض موجها بذلك أصابع الاتهام نحو قيادات التحالف الثلاثي

الجبهة تطلب من عباس مراجعة دعمه للشرطة وعودة لا يعقب

فيما أصدرت الجبهة الديمقراطية بيانا ترد خلاله على اتهاما عباس جاء فيه "إن ما حدث مع النائب منصور عباس هو أمر مرفوض ومستنكر شكلاً ومضمونًا. نحيي كل من تدخل لحمايته وخصوصًا النائب يوسف جبارين. ونطالب النائب عباس بالتراجع عن اتهاماته المتسرّعة والمبيّتة، والتي يضحدها التوثيق الميداني للحدث. وبغض النظر عن هذا الحدث الهامشي، يبقى الأساس أن على النائب عباس إعادة النظر في نهجه ومواقفه تجاه الشرطة" ما عكس استمرار موجة التحريض على النائب عباس من خلال هذا البيان بينما برزت قبل أيام تصريحات للمهندس منصور دهامشة سكرتير عام الجبهة ووكيل "التحالف الثلاثي" لوسيلة اعلام محلية حملت اتهامات كثيرة للدكتور منصور عباس وانتقدت نهجه ما وصفه كثيرون بالتحريض المبطن.

والملفت ان النائب ايمن عودة رئيس القائمة المشتركة لم يستنكر الاعتداء عبر صفحته في "فيسبوك" كما اعتدنا عليه في احداث مشابهة عكس ما قام به رئيس لجنة المتابعة محمد بركة حيث قال من خلال بيان تم نشره وتعميمه "تستنكر لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بشدة، الاعتداء الذي تعرّض له عضو الكنيست منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، في ختام مظاهرة أم الفحم الكبرى، أمس الجمعة، ضد استفحال الجريمة، وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية معها.

وتابع البيان: ان الاعتداء على أي مواطن مرفوض قطعا، وكم بالحري عندما يجري الحديث عن منتخب جمهور وعضو قيادي في لجنة المتابعة العليا، فالاعتداء عليه مدان وهو اعتداء على ما يمثله.

وقالت المتابعة، إنها ترفض كل اشكال العنف المجتمعي، وهي تخوض نضالات شعبية ميدانية، ضد استفحال الجريمة والعنف، وتواطؤ الشرطة معها. ولا يجوز أن يصل الخلاف السياسي في داخل مجتمعنا إلى العنف الجسدي او الكلامي، كما حصل أمس ضد النائب عباس.

يجب وضع حدّ للتحريض المتبادل بين الأحزاب السياسية

ناشطون طرحوا أسئلة كثيرة حول محاولة الاعتداء خلال مظاهرة مجتمعية ضد العنف استنكروها الى حد بعيد ورفضوها بصرف النظر عن مواقف وتصريحات د. منصور الا انه يبقى قيادي بارز في مجتمعنا وله حرمته ويمنع الاعتداء عليه كما يمنع الاعتداء على أي شخص فقال المحامي علي حيدر: "من الممكن الاتفاق أو الاختلاف مع الدكتور منصور عباس، وممكن معارضة أو موافقة برنامجه، بل من الضروري مناقشة مشروعية منهجه المقترح. ولكن من الممنوع والمستنكر والمرفوض الاعتداء عليه وعلى أي من قياداتنا السياسية. من معرفتي العميقة بأهالي أم الفحم، على مختلف تياراتهم السياسية والاجتماعية ومشاربهم فهم لا يقومون بمثل هذا العمل، ومن قام بهذا لا يمثلهم، ولا يمثل الحراك الفحماوي ولا أي من أبناء مجتمعنا العربي. يجب وضع حدّ للتحريض المتبادل بين الأحزاب السياسية، لأن ذلك لا يخدم إلا من يريدون لنا السوء، ويجب تصويب الاحتجاج والتظاهر ضد من يتحملون المسؤولية أي الحكومة والشرطة وعصابات الإجرام"

ووافق رأيه الناشط رياض هبرات وقال: "انا لست من عشاق الانتخابات ولا أنتمي لأي قائمة او حزب ولكن ومن خلال اطلاعي على صفحات التواصل يجب ان ننتبه بان ما حدث بأم الفحم قد اخذ زخما كبيرا جدا، طبعا انا اشجبه واشجب اي اعتداء على اي مرشح من كل القوائم او اي انسان عادي. فان الهدف من هذا الاعتداء كان اثارة الفتنة بين ابناء هذا الشعب البطل وبالأخص بمدينة ام الفحم والتي تعتبر مدينة الابطال ومدينة تخرج الاسلاميين وكذلك مدينة تخرج الوطنيين من باقي احزابنا العربية. اخي الكريم ان اردت المقاطعة فهذا شانك فلا تهاجم من قرّر التصويت، وان اردت التصويت فلتحرص ان يكون صوتك اما للموحدة او للمشتركة فقط.

القيادات التي تكيل بمكيالين ليست القيادة التي يحتاجها مجتمع

وقال رضا جابر مدير مركز امان لمكافحة العنف: "أقرأ ردود الفعل للأحزاب بموضوع الهجوم على للدكتور منصور وأكاد أفقد ما تبقى لي من ثقة بها. كأن الحدث عابر بدون اي محاولة المساءلة وأخذ بعض المسؤولية او حتى الإدانة بدون كلمة، ولكن! لو ان الحدث كان عكسياً وانسان من الحركة الاسلامية فعل ذلك لكانت الردود مختلفة تماما بنبرتها وحدتها وتعميمها. القيادات التي تكيل بمكيالين ليست القيادة التي يحتاجها مجتمع يريد من يقوده بأمانة ووضوح.

رد القيادة السياسية مُخجل!

وقال الناشط والمحامي يحيى دهامشة: " رد القيادة السياسية مُخجل! من اعتدى على الدكتور منصور معروف، ومعروفة انتماءاتهم السياسية، وكون من وقف مع الدكتور منصور معدود عليكم هذا لا يعفيكم من مسؤولية أن من اعتدى محسوب عليكم أيضا. ما حدث بالأمس في مظاهرة لمكافحة العنف هو نتاج تحريض أرعن على مدى الشهور الأخيرة، شاركت فيه قيادات وفئات سياسية معروفة، وواضح من ردها على أحداث الأمس أنها حتى الان لم تستوعب دورها وقاصرة عن القيام به.لا جرم أننا في وضع من هذا النوع، من تردي في الأخلاق وانحدار إلى عالم الإجرام بوجود هذه القيادات".

ممكن ان نصل الى الاغتيال

بينما رأى اخرون ان محاولة الاعتداء طبيعية جدا بعد التصريحات الداعمة لنهج الحكومة الإسرائيلية على حد تعبيرهم والتي ادلى بها عباس مؤخرا حيث قال الناشط عمار أبو قنديل: " القيادي الذي يتكلم باسم الشعب عليه ان يتوقع كل شيء من الشعب! القيادي الذي يسيء لأجزاء من الشعب عليه ان يتوقع كل شيء من الشعب! القيادي الذي ينادي بنهج جديد بتمثيل الشعب عليه ان يتوقع رفض جزء اخر! القيادي الي يتودد للشرطة باسم الشعب عليه ان يتوقع جزء رافض هذا التودد! القيادي الذي يصف الأسرى "مخربين" ويعتبر المظاهرات شعارات، وعليه فقد رأى أبو قنديل ان الطرد طبيعي، هتافات "برا، برا" شرعية ومش عنف! بالمقابل العنف من قبل فرد واحد باستعمال اليد مرفوض!

فيما رأى اخرون ان ما حصل امس هو امر خطير جدا وسابقة سيئة تحصل في مجتمعنا ممكن ان يؤدي الى اغتيال بحال لم تتم معالجتها بالطريقة الصحيحة ربما من خلال سيطرة القيادات الحزبية على كوادرها.

لعبة التكفير والتخوين في القائمة المشتركة، قيادات غذت الظاهرة وقادتنا الى الشرذمة

في حين اعرب مختصون عن استيائهم واعلنوا توقعاتهم سابقا عبر "بكرا" بانه في حال استمر التحريض والتخوين سيكون ما حصل امس للنائب عباس نتيجة طبيعية، أخصائيون حيث يرون ان المناكفات وتراشق الاتهامات والتخوين ساهمت وسببت الانقسام والشرذمة اذ برزت بين مركبات المشتركة من خلال كوادرها لا سميا وان القيادات غذت هذا الفكر ومنهم من رأى بأن القيادات الضعيفة هي من ساهمت وفتحت المجال امام هذه الظواهر الخبيثة.

شعب لا يتقبل الرأي الاخر

د. جودت عيد كاتب ومحاضر في العلوم الاجتماعية عقب بدوره قائلا ل "بكرا": لقد اثبتت الحالة المجتمعية التي نعيشها بأننا شعب لا يتقبل الرأي الاخر الذي يختلف عنا. وبالتالي الرد لكل من يخرج عن بديهيات مجتمعية عصبية او قبلية او فئوية فيجب محاربته ورفضه ولكن لا يوجد ذريعة متينة فلا يبقى غير التخوين والاتهام بالعمالة والاسرلة والصهينة هي الاداة الوحيدة للتهجم وللحط من قدر من يختلف عنا بالراي. مع هذا فان الحالة هلامية لان كل موضوع الاندماج او عدمه صارت وجهة نظر لتخدم الحالة الانية في حين كان هناك تحفظ من الانضمام والعمل مع احزاب يهودية واعتبر غير مقبول اليوم نجد تبريرات وتفسيرات تشرع ذلك. ومن هنا نرى الأحزاب العبرية اليوم أصبحت تسعى الى تجنيد أي شخصية تراها مناسبة والاخيرة مستعدة للانخراط في صفوفها ولا يتم تخوينها حتى وان كان تاريخ ذاك الحزب حافلا في اضطهاد وقهر البيت الفلسطيني في اسرائيل. ما يحصل اليوم ظاهرة وكأن الامر يقلب على المجتمع نفسه وأصبح وكأنه شرعيا انضمام شخصيات و"قيادات" الى أحزاب صهيونية، ونرى التهافت على الوظيفة اكبر من العمل القيادي او الايديولوجي الذي انتهى في طيات المصلحة الشخصية اولا او المصلحة المتوخاة من الانضمام لحزب قوي وله تأثير. لذلك قد يكون عدة اسباب منها تغييب التعددية من خلال تركيبة حزبية تجمع تضاد وبالتالي قهر المنتخب الذي لا يجد تمثيلا له. من البداية كانت احدى أخطار تشكيل المشتركة هي تحويلنا الى حالة فئوية نتبع الحزب الواحد مما يزيد من اقصائنا او التعامل معنا بحذر وعدم صدق في النوايا.

مع انعدام وجود قيادة وفكر بديل وفي ظل الغياب والوهن السياسي نلجأ الى الأحزاب اليهودية ومنها العنصرية

وتابع د. عيد: المشتركة ساهمت في السكتروليالية بحيث وكأنه يتوجب على كل فلسطيني في الداخل ان ينتخب المشتركة، مما ادى الى تفاقم الاحباط فيما بعد بسبب التوقعات الوهمية من قائمة غير ثابتة وغير قوية بتركيبتها القيادية الميدانية. في هذه الانتخابات التحول الذي حصل وبحث الكثيرين عن احزاب يهودية هو بسبب غياب القيادة وضعف أحزاب المشتركة وضعف الروابط الموجودة في الأحزاب والتراخي التي اوصلتنا الى الحالة القبلية التي نعاني منها بشكل دائم والحالة المجتمعية التي تذهب الى التعصب والتعنت والفئوية. مما اضفى صبغة غير جدية للعمل البرلماني ما حدا الى الاعتقاد ان كل شخص يمكنه ان ينضم الى دائرة العمل في الكنيست ويكون موظفا منتخبا دون توفر اي بعد او تجربة او عمق قيادي. بالتالي هذا التدني يسهم في ان تصبح مسألة التخوين والتجريح في الاخر أسهل لأنه لا وزن حقيقي او قيمة للعمل البرلماني في ظل فشل الاحزاب العربية بالذات وعدم اثبات قدرة او حضور لافت او "كاريزماتي" يقف سدا امام اي محاولة تخوين او ذم او قهر. لان الجميع يرى انه يناسب البدلة وبالتالي من الناحية الاجتماعية لم تعد هناك قيمة للقيادة، فالكل يستطيع الوصول الى الكنيست من خلال حزبه دون عمل ميداني او صفات قيادية او قاعدة متينة للعمل السياسي. على القائد ان يتحلى بصفات ومعايير معينة ولا نجد للأسف من يتحلى بهذه الصفات حاليا، وكلما انتقدنا قياداتنا ايضا نتهم بالصهينة وباننا نجيد جلد الذات. مع انعدام وجود قيادة وفكر بديل وفي ظل الغياب والوهن السياسي التراكمي خلال العقد الاخير نجد ان الاحزاب اليهودية وحتى العنصرية منها التي لم تستقبل عربا تفتح ابوابها امام شخصيات عربية تناسبها او جرى العمل على تحضيرها منذ سنوات لتدخل المعترك السياسي وفق اجندة حزبية ليست بالضرورة تخدمنا كأقلية او ترتقي بالتمثيل الاجتماعي الذي يتماشى مع روايتنا وفكرنا ومطالبنا.

أسباب فشل العمل الميداني القيادي

وأوضح قائلا: ازدياد قوة اليمين والتعصب ضد الاقليات والاحتراب الداخلي للأحزاب العربية وضعف اليسار وانعدام تمثيل عربي في اليسار والتعامل الفوقي والرافض لدى بعض الاحزاب والتخوين الازلي كأداة محاكمة كلها تصب في فشل العمل الميداني القيادي وفشل التمثيل او التأثير لصالح هذه الاقلية المهملة ونجد ان المشاكل بتفاقم، العنف بتفاقم، الجهل، مشاكل المسكن، شح الميزانيات، ثغرات التعليم وغيرها من القضايا العالقة. كل هذا نتاج سيرورة عدة سنوات اوصلنا الى فراغ قيادي وفكري واحباط سياسي مجتمعي ايضا كأقلية فلسطينية مهملة، وأيضا كجزء من التركيبة العامة في إسرائيل. لا يوجد طروحات جديدة ولا شخصيات مقنعة تكسب ثقة الناخب وبالتالي صار الانتخاب هو حالة فردية وفق اعتبارات ليست بالضرورة موضوعية او سياسية ولذلك نعود مرة اخرى الى التخوين فالشخص الذي يرشح نفسه او الحزب لا يحصل على شرعية مجتمعية لذلك أصبح التخوين أسهل. ووصلنا الى درجات التراشق والدونية لأننا مجتمع يعاني من مشكلة من ناحية التعامل مع بعضنا البعض والاحترام وأصبح الشارع اكثر تطرفا وعدائية يعتمد ويمارس التراشق وعدم الموضوعية دون التردد في البحث عن المصلحة الشخصية والاستعداد لتغيير المواقف وفق المصلحة الفردية دون الاخذ بعين الاعتبار اي بعد ايديولوجي فكري او سياسي ميداني يخرجنا من دائرة الاهمال والاجحاف الممنهج ويخدم مصلحتنا كأقلية وطن اصلانية لها تميزها وخصوصيتها وروايتها وثقافتها.

لعبة التخوين خطيرة على الأمم تشجع على الفرقة وعلى الاحتراب الداخلي

د. نهاد علي- رئيس قسم المجتمع العربي في مؤسسة شموئيل نئمان ورئيس قسم التعددية الحضارية في أكاديمية الجليل الغربي وجامعة حيفا رأى ان ظاهرة التكفير والتخوين ليست بجديدة على السياسة العالمية وليست حصرا على السياسة المحلية حيث استعملت شر استعمال منذ الحملات الصليبية على الشرق وقد اجاد الوصف الفيلسوف ابن خلدون عندما قال الصراعات السياسية لا بد لها من نزعة قبلية او دينية لكي يحفز قادتها اتباعهم على القتال والموت فيتخيلون انهم يموتون لأجلها" طبعا لا اقصد هنا الموت بمعناه الحرفي بل المقصود اخراج الاخر من دائرة الشرعية وقتله اجتماعيا.

وتابع: في السنوات الأخيرة ظاهرة التخوين كانت حاضرة في الانتخابات الرئاسية الامريكية وقد اجاد استعمالها الرئيس السابق دونالد ترامب عندما خون كل من خالفه او عارضه الرأي وقد استعمل نتنياهو نفس الوسيلة عندما همس في اذن احد رجال الدين السياسيين "لقد نسوا كيف يمكن ان تكون يهوديا" في إشارة واضحة بان كل من ليس يمين فهو خائن. هذا الواقع ليس غريبا على واقعنا السياسي العربي والفلسطيني من تخوين وتكفير بين فتح وحماس بالأساس وباقي الفصائل وداخل الفصائل.

وقال: اما في حيزنا الخاص فقد دلينا بدلونا ونسعى من اجل شطب الاخر وافقاده الشرعية الوطنية او الدينية ونلاحظ في الأيام الأخيرة ارتفاعا بهذا الشأن بعد تفكك القائمة المشتركة ظهور أحزاب جديدة واختراق مجتمعنا الفلسطيني من قبل الأحزاب الصهيونية اعتقد ان ظاهرة التخوين هي جزء من لعبة العنف حيث يحاول كل طرف فرض اجندته على الاخر ويحاول ارغامه على تقبل قواعد اللعبة التي يفرضها القوي او من نصب نفسه كوصي على التعريفات وبيده السلطة للتخوين والتكفير كما يحلو له.

وأضاف د. علي: لعبة التخوين خطيرة على الأمم حيث تشجع على الفرقة وعلى الاحتراب الداخلي وعلى اتخاذ العدائية كأيديولوجيا تؤثر الى حد بعيد على الأقليات القومية المستضعفة والمظلومة كحال الأقلية الفلسطينية في الداخل، فحذار من هذه اللعبة المقيتة لان اسقاطاتها خطيرة جدا علينا لا سيما في ظل استمرار غليان وشراسة العنف والعواصف الاجتماعية الثقافية السياسية التي تعصف بنا.


ودعا قائلا: دعونا نأخذ التسامح منهجا وتقبل الاخر طريقا والايمان بقدسية الوطن والدين محرابا، لا مكان بيننا للمخونين ولا المكفرين ولا من جعلوا السياسة عقيدة ودين، التكفير والتخوين خطان احمران لذلك دعونا ندير معركة انتخابية شريفة شفافة بعيدة عن الفرقة والتفريق هدفها الصالح العام لمجتمعنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]