تصدر هاشتاج انقذوا "حي الشيخ جراح" قائمة الموضوعات الأكثر تداولا في فلسطين والأردن على تطبيق توتير بعد ساعات قليلة على بدء نشطاء ووسائل اعلام وأهالي الحي بحملة للنشر لإنقاذ الحي من التهويد.

وكانت الحملة قد انطلقت في تمام الساعة التاسعة مساءا بتوقيت القدس المحتلة للتضامن مع أهالي حي الشيخ جراح المهددين بالتهجير.

وأكدت الناشطة منى الكرد وهي احد المتضررات على ضرورة الاستمرار بالحملة خلال الأيام القادمة لحين تحقيق مطالبنا ووصول صوتنا للعالم وخاصة الأردن وان التغريد على السوشال ميديا غير كاف داعية للتواجد يوميا في حي الشيخ جراح لمؤازرة سكانه.

ويواجه أهالي حيّ الشيخ جرّاح، الواقع شمال البلدة القديمة للقدس، منذ العام 1972 مخططاً إسرائيليّاً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم. وفي هذه الأيام تكثفت الإجراءات الإسرائيليّة لتنفيذ هذا المخطط وفرضه واقعاً على الأهالي، خاصةً بعد صدور قرارات متتالية من المحاكم الاسرائيلية لصالح الجمعيات الاستيطانيّة التي تقود هذا المخطط.

قصة الحي

بدأت قصة الحي، وتحديداً قصة أرض "كرم الجاعوني" فيه، عام 1956، عندما وُقعت اتفاقية بين الحكومة الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ونصت على إسكان 28 عائلة فلسطينيّة من اللاجئين الذين هُجّروا عام 1948، مع الحفاظ على حقوقهم بالعودة إلى قراهم الأصليّة التي هُجروا منها. حسب الاتفاقية، لكل عائلة قطعة أرض من "كرم الجاعوني"، وفوقها بيت خاصّ لها، وبعد مرور 3 سنوات من السكن يتم تطويب الأرض بأسماء العائلات، وهو الأمر الذي لم يحصل أبداً، وتستغله الجمعيات الاستيطانيّة لادعاء ملكيّتها لهذه الأرض.

تهجير العائلات


منذ عام 1972، وهو العام الذي بدأت فيها مطالبات الجمعيات الاستيطانية بإخلاء الأهالي من بيوتهم، نجح المستوطنون بالسيطرة على 4 منازل ونصف المنزل، وتهجير عدد من العائلات. وفي مطلع عام 2021، أصدرت المحكمة المركزيّة قراراً جديداً يمهل عائلات الجاعوني والقاسم واسكافي والكرد حتى الثاني من مايو/ أيار القادم لإخلاء منازلهم، ويُمهل عائلات الداوودي والدجاني وحماد حتى أغسطس/آب القادم. إضافة إلى ذلك، أصدرت المحكمة قراراً بإخلاء عائلة الصباغ.

انحياز تام

بالمحصلة تواجه 28 عائلة فلسطينيّة، أي حوالي 550 فرداً خطر التهجير والترحيل من القدس خلال الأشهر القليلة القادمة، خاصّة مع الانحياز التام للمحاكم الاسرائيلية تجاه المستوطنين ورفضها المتتالي للنظر في ادعاءات السكان ومطالبهم. تخطط إسرائيل لبناء مستوطنة على أنقاض هذه البيوت الفلسطينيّة، بحيث تتصل مع محيطها الاستيطاني بدءاً من الجامعة العبرية شرقاً، مروراً بمستوطنة "كرم المفتي"، ووصلاً إلى شارع (1) وأحياء غرب القدس، وذلك على حساب محو الوجود الفلسطينيّ وتهجير أصحاب البلاد الأصليين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]