مع اقتراب شهر رمضان عادت احداث العنف الذي توقفت لأسابيع قليلة مجددا لتنخر بمجتمعنا العربي فمن قتيلين في دير الأسد الى قتيل في ابطن، إلى رجل يلقي بزوجته في طوبا الزنغرية، وكأن الجريمة صارت رفيقةً دائمة لمجتمعنا.

شعب يتأرجح بين الطائفية والعائلية والمذهبية

الناشط حسام حايك قال ل "بكرا" في هذا الصدد: اذا اردنا الوصول الى حل في مسألة العنف المستشري في وسطنا العربي، لا بد لنا ان نواجه الحقائق دون تردد. ليس سهلا حصر عشرات العوامل الاجتماعية المؤثرة على هذا العنف المقيت، لكنني سألخص وجهة نظري في بعض النقاط. انعدام الرقابة وكشف جيل كامل من المراهقين لمشاهد عنف حقيقية، كمشاهد الذبح والتعذيب. لا بد وأنها تقلل وقع اي عنف شخصي وتسهل اذية الاخر. هذا قد اتيح، بعد توفر اجهزة التلفون الذكية والتصفح بالأنترنت في عمر مبكر.

وأضاف: علينا أن نعترف اننا شعب يتأرجح بين الطائفية والعائلية والمذهبية. نحب، نكره، نتودد، نعادي، كل ذلك حسب الانتماء. يشتق مما سلف ايضا، عدم تقبل الآخر المختلف، المختلف بالدين، باللون، بالبلد بالمنطقة والعائلة، تحول اسلوب التربية من حكم ابوي سلطوي منفرد الى انفلات كامل بالتربية كتفسير خاطئ لنهج التربية الحديثة الحرة. كل بند من هذه البنود يستحق كامل الجهد والوقت للبحث العميق للدخول لحيثياته وابعاده. ومن هنا يكمن جوهر العلاج بإنهاء اسباب المرض.

حالة رعب يومي

الناشطة الاجتماعية والسياسية رنا زهر قالت بدورها: ببساطة نحن نعيش في حالة رعب يومي. فلا قانون يحمينا ولا دولة تؤمن أمننا. انها حالة انفلات كاملة. لا يعقل ان يسيل الدم العربي بهذه الغزارة ويتم إطلاق النار يوميا بهذه الكثافة والشرطة تكف مكتوفة اليدين!

وتابعت: الشرطة مع كل ميزانياتها الهائلة، وعتادها الثقيل وتكنولوجيتها المتقدمة لا يمكن ان تعجز عن حل المشكلة. لا يمكن ان تعجز عن الوصول لرؤوس منظمات الاجرام والخاوة. فهم معروفون بالاسم. قبل عدة سنوات فقط نشرت صحيفة يديعوت احرونوت تقريرا مفصلا عنهم. لا يعقل ان تنتظر الشرطة بأن يقوم المواطن البسيط الخائف المرعوب من حل مشكلته بنفسه مع هذه التنظيمات، او ان تتريث بينما يقوم المجتمع بمؤسساته المختلفة بالشروع ببرامج توعية، مع ان هذا فعلا مطلوب، ولكن نريد الحماية الفورية. أصبحنا كلنا تحت التهديد المباشر.

ونوهت ل "بكرا": مطلوب من الشرطة التدخل فورا ولم الاسلحة واعتقال مهربي الاسلحة وموزعيها. فورا! في كل يوم انتظار سيسيل المزيد من الدم. يبدو ان الشرطة ببساطة لا تريد ان تحل المشكلة. لا يوجد اي تفسير آخر لهذا التقاعس. الشرطة شريكة في تفاقم الازمة. وعلى مؤسسات الدولة ان تتدخل فورا قبل فوات الاوان.

ما دمنا بانتظار المسيح المنقذ لن يتغير وضعنا

الناشطة النسوية سماح سلايمة قالت بدورها ل "بكرا": ما دمنا ننتظر تشكيل الحكومة والاتفاقيات السياسية المعلنة وغير المعلنة متأملين اقرار خطة مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، ما دمنا بانتظار المسيح المنقذ لن يتغير وضعنا، بعد جريمة اقتناص الاطفال في رهط، قتل الطفل محمد عدس والقاء المرأة من الشرفة في طوبا الزنغرية والقتل المزدوج في دير الاسد واصابة الاطفال هناك في نفس الواقعة.

وتابعت: من يعول على الحكومة والشرطة ووحدة المستعربين الخاصة للقضاء علب العنف فإنه واهم. ان القضاء على الجريمة هو مهمة مجتمعيه وطنيه من الدرجة الاولى وعلينا توليها بأنفسنا وعدم انتظار ميزانيات وخطط حكومية بالمقابل انا مؤمنه ان الانتفاضة الشعبية ضد العنف والجريمة والمظاهرات المحلية في كل البلدات والقرى العربية عليها ان تخرج للحيز العام المشترك لتزعج وتؤلم المجتمع اليهودي.

ما يحدث بالمجتمع العربي يجب ان يقلق مضاجع كل واحد فينا

حسام أبو بكر الناشط الاجتماعي والسياسي قال: ما يحدث بالمجتمع العربي يجب ان يقلق مضاجع كل واحد فينا. ها هي آفة العنف تحصد يوم أمس ثلاثة ارواح لثلاثة شباب وبعض الاصابات. القتل والاصابات هي النتيجة. أصبحت لغة العنف هي سيدة الموقف. كيف لنا ان نلوم أفراد المجتمع اذا كانت القيادات منغمسة بثقافة العنف الكلامي من خلال التخوين والتكفير والتي وصلت الى حد الاعتداءات الجسدية. هل هذا هو النموذج الذي نصبوا اليه بمجتمعنا؟ كيف تستطيع هذه القيادات الحديث عن العنف والتغني بالشعارات الرنانة وهي نموذج سلبي في هذا المضمار؟ اذا اردنا محاربة العنف، علينا البدء بأنفسنا وبثقافة الحديث والحوار بيننا. كما علينا التحقق من الاسباب الاعمق لظاهرة العنف والني تتعلق بأمور جوهرية متعلقة بأمور تربوية ومجتمعية قبل كل شيء، وامور متعلقة بدور الشرطة والمؤسسات بفرض القانون. مواجهة العنف والقتل يجب ان تكون بمسارين: الاول، على المدى القريب، اعلان شبه حالة طوارئ يتم خلالها جمع السلاح، ومواجهة الاجرام المنظم بيد من حديد والثاني، على المدى البعيد، ويشمل خطوات عديدة في مجال التربية والاقتصاد والمجتمع.

التربية السليمة تمنع العنف

وعقب المحامي حسام موعد قائلا: اساس المشكلة هي انعدام التربية بالبيوت لأنه التربية السليمة تمنع العنف لكي نجتث ظاهرة العنف على الاهالي تربيه ابنائها كيفية الاحترام والتسامح والسبب الثاني الشرطة والجهاز القضائي لأنها ليست رادع للمجرمين وهناك جهات بالسلطة معنية بالعنف بالمجتمع العربي من باب " فرق تسُد "

الناشط الاجتماعي والسياسي د. عزمي حكيم قال بدوره: اعتقد اننا قلنا كل ما يمكن ان يقال حول آفة او التي اصبحت معضلة العنف في مجتمعنا. قلنا وحملنا الشرطة المسؤولية! قلنا وحملنا ألأهل البيت، الأحزاب، السلطة! ناقشنا تظاهرنا بخجل! اليوم نحن في حقبه جديده في مرحلة جديدة حيث العنف يطول الاطفال ويطول ممن لا علاقة لهم في عالم الأجرام

وتابعت: فالجنود او من يسمون بالجنود اليوم لا هم لهم غير تنفيذ العملية بدون اي حساب من سيكون الضحية وهذا الذي يشكل الخطر الأكبر على الجمهور المسالم. للأسف نحن بحاجه للانتظار حتى مرور جيل كامل ممن تشوهت اخلاقهم وتربيتهم واعادة تربية الأجيال القادمة. لا توجد لدي حلول ولا خطط للخروج من هذه المعضلة وأقولها بصراحة انني حتى اصبحت اخجل من ان اكتب عن الموضوع لان العنف أصبح والموت أصبحا جزئ من حياتنا اليومية. فلا امل من شرطه ولا من حكومة وحتى فقدنا الأمل من مؤسسة المحاكم التي اصبحت ايضا شريكة بميوعة قراراتها بكل ما يتعلق بالعنف والأجرام في مجتمعنا. واعود واكرر للمرة ألألف ان البيت هو الأساس فالمجرمون لا يخرجون عبثا من بيوت عادية انهم يتربون هناك في هذه البيوت ويلقون بهم الى شوارعنا ومدننا وقرانا ليعبثوا بنا ويقرضون اجواء الرعب في كل حي وكل زاوية من زوايا هذا المجتمع الممزق أصلا.

تجاوزنا الخطوط الحمراء

الصحفي رياض الحاج قال لـ "بكرا": للأسف الشديد تجاوزنا الخطوط الحمراء منذ زمن طويل فيما يتعلق بظاهرة العنف والجريمة، الحلول المطروحة لكبح ظاهرة العنف والجريمة، على القيادات العربية رؤساء مجالس وبلديات تهديد بتقديم استقالتهم لوزارة الداخلية خلال شهر بحال لن تقوم وزارة الأمن الداخلي بتنفيذ خطة محاربة العنف والجريمة ومحاربة العائلات الضالعة بالأجرام والجنائيات، مظاهرات يوميه أمام بيت وزير الامن الداخلي وأمام مقر الشرطة القطري بالقدس، مطالبه باستقالة مديري مراكز شرطه فشلوا بكبح العنف والجريمة ببلدان عربيه. ومطالبه ضباط الوية بالاستقالة بفشلهم بمحاربة الجريمة والعنف استمرار الاحتجاجات الجماهيرية على المفترقات والطرقات وأغلاق شوارع رئيسية.

تعقيب الشرطة

الرائد وسيم بدر الناطق بلسان الشرطة عقب بدوره لـ "بكرا": تقوم الشرطة بالتحقيق خلال الايام الحالية بهدف تقديم المشتبهين الى العدالة. من الجدير بالذكر ان الشرطة تقوم بالتحقيق في كل حالة عنف او جريمة قتل بشكل جذري وتستثمر قدرات وموارد كبيرة بهدف كشف الحقيقة. ستواصل الشرطة العمل لتقديم كافة المشتبهين بارتكاب جرائم قتل الى العدالة. للأسف الشديد نشهد احداث عنف واطلاق نار في بلدات المجتمع العربي في اسرائيل من حين الى اخر , غالبيه الاحداث على خلفية نزاعات داخلية التي تنزلق الى العنف. تعمل الشرطة بعزم واصرار على مدار السنة للحد من الاتجار واستخدام السلاح غير القانوني في كل وقت ومكان وتقوم خلال نشاطها اليومي والمبادر به بضبط اسلحة ووسائل قتالية غير قانونية. ضبطت الشرطة منذ بداية هذا العام الاف الاسلحة والوسائل القتالية غير القانونية والقت القبض على الاف المشتبهين وقدمت مئات لوائح الاتهام ضدهم.

وتابع: ننوه ان الشرطة قامت خلال السنوات الاخيرة بتعزيز قواتها في بلدات المجتمع العربي ومع ذلك فان تطبيق القانون وحده لا يكفي للحد من ظواهر اجتماعية غير مقبولة. التغيير الجذري هو فقط الذي يأتي من داخل المجتمع العربي من خلال التربية والثقافة والتعاون مع الشرطة وادانة العادات السلبية واتحاذ خطوات فعالة من جانب القيادات مما سيؤدي الى التغيير المنشود. ستواصل الشرطة نشاطها للحد من اعمال العنف في المجتمع العربي بالرغم من جميع الصعوبات بالتعاون مع جميع الجهات المستعدة للعمل من اجل اجتثاث ظواهر العنف، حتى لو تعرضت لانتقادات التي من المفضل ان تكون موجهة اصلاً إلى داخل المجتمع العربي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]