تستمر ظاهرة العنف في مجتمعنا العربي لتكون وباء يتفشى وينخر به دون أي لقاح او علاج شأن اوبئة أخرى اذا ما قارناه بها.

القيادية النسوية انهار مصاروة قالت في هذا السياق لموقع "بكرا": يجب أن يكون علاج جذري لهاذا المرض الخبيث وان يكون على رأس قائمة الأولويات ويجب أن يشمل جميع الجهات المختصة مثل الحكومة والسلطات المحلية وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الدين والمؤثرين بالمجتمع العربي نفسه، نعي الحلول ليست هينة ولن تأتي بسرعه ولن يجب ان تكون خطه استراتيجية مهنيه مدروسة، إن التطورات الأخير للعنف في المجتمع العربي يتركنا جميعًا مذهولين وصامتين وحتى نقف عاجزين امام هذه الافه التي تحصد كل يوم أرواح الكثير من أبنائنا وتدمر الامل ومستقبل الكثير من العائلات والشباب اليانعين في عمر الزهور، ظاهرة العنف في المجتمع العربي ليست مرض او وباء. إنما العنف في المجتمع العربي هو نتيجة الإهمال وقلة العلاج من جانب جميع الجهات المختصة التي كان من المفترض أن تتعامل معها على مر السنين من الحكومة والسلطات المحلية وقيادة المجتمع وكذلك المجتمع نفسه.

الفقر والبطالة اول أسباب تفشي العنف

وتابعت: أسباب انتشار العنف في المجتمع العربي كثيره. أهمها تدني الوضع الاقتصادي والبطالة والفقر الذي يشجع الانخراط والتورط في السوق السوداء والانجراف مع تيار العصابات المنظمة، كذلك التغير المجتمعي السريع والانجراف نحو العولمة دون فرز الإيجابيات والسلبيات مما أدى الى أزمة حادة بالقيم الاجتماعية،
ونوهت مضيفة: كذلك نقص في المؤسسات واطر الدعم لشرائح المجتمع عامه وشريحة الشباب خاصه، انعدام الامل والآفاق لمستقبل أفضل هذا تسبب بأزمة لدى شريحة الشباب في المجتمع العربي بشكل حاد، خاصه الشريحة التي تمر بمرحلة انتقالية ولم تندمج في التعليم والتوظيف والانخراط في سوق العمل . كل سنة يتخرج الالاف من الطلاب العرب شبات وشباب، ومستقبلهم المهني غامض وغير واضح منذ البداية بسب ان الخيارات المتاحة لهم محدودة جدا. وبعد ازمة جائحة كورونا الوضع الاقتصادي سيئ للغاية والبطالة ألحقت ضررًا بالغًا بالمجتمع العربي، من المتوقع أن تزداد سوءًا. لذلك على الجهات المختصة الإسراع في إيجاد الحلول وطرق الدعم لأبناء مجتمعنا لأننا كلنا مسؤولون عما يجري وسنحاسب عليه جميعا.

تذمر كبير ومجتمع ينزف تربية قيمية

اما الناشط محسن كيال وهو محاضر في العلوم الاجتماعية والتربوية ومدير قسم الاولاد والشبيه في المجلس المحلي جديده المكر سابقا محاضر في التربية وتأهيل مساعدات روضات وبساتين قال: تذمر كبير ومجتمع ينزف تربية قيمية وفي بيئة غير اعتيادية دخيلة على المجتمع بالتزامن مع المدنية وشدة المنافسة على المواقع والرغبة الزائدة في الاستهلاك اسباب ومسببات ودفيئات داعمه وراعيه للذين اضاعوا الطريق وتأهلهم. محطات سموم في كل حارة وعلنية ولا من يحرك ساكنا. انظمه وعمل مؤسسات محليه ناقصه وعشوائية سلطات محليه متآمرة على المواطن وراعيه لعالم الاجرام والعنف والفئوية.
وتابع في هذا الصدد: ابطن ودير الاسد وسواد وحزن والم ولا حلول. شعاراتنا فارغه وكلام يذهب سدى في مهب الريح. ضائقه خانقه ولا حلول ونستمر في وداع شابا تلو الاخر في رحلة اخيرة. حبذا لو كبر شبابنا وازدهروا ونموا بدفيئة حاضنه، خضراء يحلو العيش فيها والتقدم والرقي. نلوم ونندم ونحزن والمشهد ذاته يتكرر وايام وينسى كل شيء وبانتظار القادم. ازمة عاطفية، ارتباك اخلاقي وخيبة امل كبير تفقد المجتمع توازنه.

وأضاف قائلا: على عتبات بيوتنا مسدسات وفي حدائقنا رصاصات وفي مركباتنا معدات تأخذنا الى عوالم لا نحسبها. نجيد التجاهل ولوم الاخر. نذمهم ونصرخ بوجههم فهم المذنبون وليس اخر. الدولة والشرطة والمعلم والامام والباقي انبياء. البوصلة لم تعد تأخذنا الى بر الامان والقارب تائه والمحطات مؤقته. لا باليد حيلة او الاصح لا بالراس عقلا انما فتور ومبالاة وتجاهل. لكي يشعر الانسان بأمنه وامانه هو بحاجة لمعطف اخلاقي اولا، هذا يعني تربوي وثقافي وقيمي.

ونوه: عندما نستدعي لمحاسبة الذات مقابل الذات ونتحاور ونناقش ونستخلص ونستنتج قد نجد انا الاخر فينا قد نتهمه وقد نذنبه ونلومه ونبقى بعيدا في عشنا الذهبي ودفئنا فأجسادنا ما زالت تقوى على القيام بمهامها. هي تذهب وتأتي، هي تشعر بمتعه الانا وحب الذات، هي الانا والانانية والجدار الوهمي الذي نحسب انه حامينا. نهايات كل اسبوع ورصاصات جاهزة للانطلاق واولئك الناقصون ممن يخططون ويعدون العدة لقتل النفس التي حرم الله لا رادع عندهم مما ذكر من ايمان واخلاق وتربيه صالحه وايضا لا خوف من رحلة قد يقضونها في السجون.
وختاما قال: كيف يستدعى القاتل، كيف يستدعى المقتول؟ كيف يستدعى السلاح وما الذي يؤدي الى وصول شبابنا الى تلك المحطات البائسة لا نلوم احد فالخلاصة انه ما حك جلدك غير ظفرك والالم هو الم صاحبه والجمهور متعاطف دائما وحبات التمر والقهوة الساده وبيوت العزاء سوف لا تغلق ابوابها والسوق مزدهر واستهلاك طالما هم يسرحون ويمرحون ويعدون العدة للجريمة القادمة، وما خفي اعظم.

المسألة تحتاج لسنوات

وعقب الناشط الطرعاني إبراهيم سجراوي قائلا ل "بكرا": المسألة تحتاج لسنوات مسألة تربية وتوعية وثقافة الأهل والابناء أنا اعيش في طرعان في دوامة عنف منذ أكثر من عام راح ضحيتها رجلان في ريعان الشباب. أمر مؤسف وحزين أرى صديقي يشتم ويهدد "المعتدين" شتى الشتائم واللعنات والتشبيهات (خنازير) أمام أبناءه لو أن كل والد أو أم يربون أولاده على المحبة والتسامح ما وصلنا إلى ما نحن عليه! ويتابعونه ويهتمون به والغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص الذين يربون أولادهم على العنف ويعرفون أنّ أولادهم يشاركون في بعض "العمليات" السرية في الليل. يتواجدون في المساجد معظم الصلوات، جاء خمسة رجال إلى النبي محمد وقالوا له: "يا رسول الله فلان معتكفٌ في المسجد منذ شهور" فقال: "ومن يقوم بعالته"؟ قالوا: "نحن يا رسول الله" قال: "كلكم خيرٌ منه"!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]