من المتوقع أن يعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الخميس، أو في الأيام القادمة، عن تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية، تقام لأول مرة منذ 15 عاما، وذلك بسبب رفض إسرائيل السماح للفلسطينيين في القدس بالمشاركة فيها.

وقالت المصادر القرار يعني منح إسرائيل “فيتو” على عقد الانتخابات الفلسطينية، مع أن الرئيس محمود عباس قد يستفيد من الإلغاء، في ضوء توقعات بخسارة حركته “فتح” السلطة والتأثير لصالح حركة حماس.

وقالت مفوضية الانتخابات في وقت إن 6 آلاف ناخب فلسطيني في القدس عليهم الاقتراع من خلال مراكز البريد الإسرائيلية، بالإضافة إلى 150 ألف ناخب لا يحتاجون لإذن من السلطات الإسرائيلية، وذلك حسب الاتفاقيات السابقة. ومع أن العدد الصغير الذي يحتاج لموافقة إسرائيلية لن يترك أثرا حاسما على نتائج الانتخابات، إلا أن مشاركتهم الرمزية مهمة للفلسطينيين وحقهم في القدس الشرقية.
ويعطي الرفض الإسرائيلي الرئيس محمود عباس المبرر لكي يلغي الانتخابات البرلمانية التي يتوقع أن تخسر حركة فتح فيها بشكل كبير؛ ذلك أن الحركة انقسمت إلى 3 قوائم متنافسة، مما يفتح المجال أمام حركة حماس لكي تصبح أكبر كتلة برلمانية.
وسترحب إسرائيل والمجتمع الدولي الذي يتعامل مع حماس كحركة إرهابية بتأجيل أو إلغاء الانتخابات.
وشهدت المدينة توترا في الأيام الأخيرة، حيث حاولت الشرطة الإسرائيلية منع المصلين من التجمع خلال شهر رمضان، وبعد مواجهات استمرت لأيام، تراجعت الشرطة وقررت إزالة الحواجز الحديدية من منطقة باب العامود.

وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، اليوم الثلاثاء: بأن الحكومة الإسرائيلية أبلغتهم رسمياً بان الموقف الإسرائيلي من إجراء الانتخابات في مدينة القدس الشرقية مازال سلبياً.

وقال، بان ما يشاع على لسان بعض الجهات، بان الحكومة الإسرائيلية قد وافقت على إجراء الانتخابات بما فيها القدس الشرقية عار عن الصحة.

القيادي بحركة فتح والمرشح المقدسي عن قائمة "الحرية" أحمد غنيم، قال: مؤسف جدًا القرار بتأجيل الانتخابات، وموضوع القدس يجب أن لا يقف في وجهنا، فوفق المادة 117 من قانون لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، ووفق بروتوكول الانتخابات البند 4، لا يوجد أي شيء يلزم السلطة بأخذ اذن الاحتلال لإجراء الانتخابات، ولا يوجد حق فيتو لإسرائيل في ذلك، كل ما هنالك أنه ووفق البند 6، يجب ابلاغ لجان من الطرفين حول ترتيبات الإعلانات.
وتابع: باعتقادي كان يجب اجراء الانتخابات، حتى دون اذن إسرائيل، وإذا حاولت منعنا بالقوة، فالرد يكون عليها بالقوة، مثلما حصل في موضوع الحواجز على درجات باب العامود، فقد جسد الشباب مشهد عنفوان وكرامة وكبرياء.
وتابع: ما زلت أتمسك بالأمل، بأن يسفر استمرار الضغط على إسرائيل من قبل الاتحاد الأوروبي وجهات أخرى بتغيير موقفها، لكن علينا كفلسطينيين أن نفهم أن الانتخابات هي حق مكفول لنا، وفق الإعلان العالمي للحقوق المدنية والسياسية، وهو إعلان وقعت إسرائيل عليه، ورفضها الآن للانتخابات هو خروج عن اعلان الأمم المتحدثة هذا.
وأضاف: الشعب الفلسطيني يريد الانتخابات، 93.6% تسجلوا لهذه الانتخابات وهذه نسبة عالية جدًا، وتعكس موقف الشارع الذي يريد أن يمارس حقه، الشارع المحاصر والمحروم من الكثير من حقوقه، من السفر ومن التنقل بحرية ومن زيارة المقدسات، والآن حتى من حقه في الانتخابات، هذا كله سيؤدي إلى انفجار كبير، وتأجيل الانتخابات سيكون ثمنه باهظًا، على الجميع وبشكل خاص على اسرائيل.
وأنهى كلامه: إسرائيل تعاني من أزمة سياسية، النخب السياسية فيها يجرون الشعب إلى انتخابات خامسة لأجل مصالحهم وينكّلون به، وفي نفس الوقت يمنعون الفلسطينيين من اجراء انتخابات معطلة منذ 15 عامًا.



المحلل السياسي والناشط المقدسي، راسم عبيدات قال: الادعاء بأن القدس هي سبب تأجيل الانتخابات كلمة حق يراد بها باطل، نعم القدس مهمة جدًا للانتخابات ولكن هنالك أسباب أخرى للتأجيل، وهم يستخدمون موضوع القدس للتغطية على هذه الأسباب، فالأحزاب السياسية الكبرى، وخصوصًا فتح، ستتضرر في حال أجريت هذه الانتخابات، لأن هنالك 3 قوائم منبثقة عن فتح، وبالتالي فإن قوة قائمة فتح المركزية ستضعف بشكل كبير، وحماس أيضًا التي كانت تود أن تتفق مع فتح على أن يستمر محمود عباس في الرئاسة دون ترشيح أحد ضده مقابل ضمان مكانة خاصة في منظمة التحرير وفي المجلس التشريعي، ولكن بعدما صار الحديث عن ترشح مروان البرغوثي، صار هذا الاحتمال صعبًا.
وأضاف: ومن ناحية أخرى فإن القوى العربية في المنطقة، مصر والأردن تحديدًا، والولايات المتحدة وحتى إسرائيل، جميعهم لا يريدون حصول انتخابات وتغيير في المنظومة الحاكمة، خوفًا من وصول حماس إلى مراكز القيادة وخوفًا من وصول جهات أخرى من فتح وغيرها التي قد لا تتعامل مع هذه الدول بالشكل الذي تريده .


وأضاف: وهنالك أيضًا الأحزاب الصغيرة، التي تعي بأن هذه الانتخابات قد تتسبب بخسارتها وبالتالي بتقليص دورها السياسي والاجتماعي، والبقاء على الوضح الخالي أفضل بالنسبة لها، نحن نعيش أزمة سياسية عميقة، وإسرائيل مستفيدة من ذلك، وبالنسبة لإسرائيل كل شيء يعزز الانقسام جيّد، وكل شيء يقود إلى مصالحة بين الأطراف الفلسطينية المتخاصمة، سيء وخطير لها، وبالانتخابات قد تكون كذلك، لذلك هي غير معنية بها.




أما المرشحة عن حزب الشعب الفلسطيني، فدوى خضر، وهي مرشحة عن دائرة محافظة القدس، فقالت: باسم كتلة اليسار الموحد، كان لها موقف معلن منذ عام 2019، أن لا انتخابات بدون القدس، ولكن قرار تأجيل الانتخابات يجب أن يكون بالتشاور مع كل الأحزاب والقوى، وليس قرارًا فرديًا، خصوصًا وأننا قمنا بدورنا بتجهيز عدة اقتراحات لموضوع الانتخابات في القدس لطرحها، وهي خيارات منطقية وتمكننا من إجراء الانتخابات وفي القدس ورغم كل الإشكاليات.

وتابع: شعبنا يعيش مرحلة فراغ خطيرة، نعاني من غياب المشرع الفلسطيني، والانتخابات هي استحقاق هام لحل الكثير من الإشكالات والقضايا، إضافة للجانب السياسي، فنسبة البطالة المرتفعة، وهروب الاستثمار إلى الخارج والأجور المنخفضة والفصل التعسفي والتضييقات والاحتلال، كلها أمور تجعل الشارع يغلي، وتجعله متعطشًا للانتخابات.

وتابعت: لدينا أمور كثيرة سنطرحها فور دخولنا للمجلس التشريعي، تتعلق بالجيل الشاب بمعظمها، منها حتى تخفيض سن الترشح من 28 إلى 18، وغيرها، لأننا نرى مدى غليان الشارع وحاجته إلى التغيير ونشهد ذلك كل يوم، وفي أحداث القدس الأخيرة وفي نسبة المتسجلين الى الانتخابات.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]