ورث الفلسطيني رجائي صندوقة أبا عن جد منذ أكثر من 130 عاما مهمة إطلاق مدفع رمضان في مدينة القدس، لإخبار السكان بمواعيد الإمساك والإفطار.

حياة مختلفة تماما يعيشها صندوقة البالغ 58 عاما ابن مدينة القدس المحتلة مع حلول شهر رمضان الفضيل، فهو يمتلك فيه أهم وظيفة على الإطلاق ترتبط بها مواقيت الإمساك والإفطار لدى المقدسيين.

ومنذ أكثر من ثلاثين عاما يدأب صندوقة على إطلاق مدفع رمضان الذي ينبّه الصائمين في المدينة إلى حلول وقتي الإفطار وبدء الصيام، ولكن الأمر ليس فقط مجرد تنبيه بل هو جزء من منظومة إرث كاملة تأبى القدس التخلي عنها رغم ضغوط إسرائيل.

وقال صندوقة لـ"الأناضول": "وجود المدفع في القدس يعود تاريخه إلى العهد العثماني أي قبل ما يقارب الـ130 عاما، بل إن كل المدن الفلسطينية كانت تمتلك مدفعا خاصا بها حتى ينبّه الصائمين في زمن لم تكن التكنولوجيا الحديثة موجودة فيه لتفعل ذلك".

وأضاف: "مع احتلال المدن من قبل إسرائيل وظروف أخرى، تم الاستغناء عن المدفع في كل المدن إلا القدس التي رفض أهلها أن يزيلوا هذا الشكل المميز من الثقافة المقدسية الإسلامية".

وقال: "أصررت على مواصلة الحفاظ على هذا الإرث من أجدادي خاصة وأن القدس تتعرض للتهويد في الكثير من المناحي، ففي ظل الظروف التي تمر بها المدينة كان يجب أن أحافظ على هذا الإرث".

وأضاف: "قبل 21 عاما، وبعد عناء طويل، توصلت إلى اتفاق مع السلطات الإسرائيلية على استخدام قنابل صوتية بدلا من البارود من أجل إطلاق المدفع".

ويكمل صندوقة: "بالنسبة لي، فإنه لا يهمني المادة التي تستخدم في إطلاق المدفع بقدر اهتمامي بإطلاق المدفع ذاته من أجل مواصلة الحفاظ على هذا الإرث".

وأضاف: "الحمد لله تمكنت وما زلت من الحفاظ على إطلاق مدفع رمضان في مواعيده".

ومدفع رمضان في المقبرة الإسلامية "مقبرة المجاهدين" في شارع صلاح الدين شرق المدينة، ويحافظ على مكانه هناك منذ العهد العثماني رغم محاولات السلطات الإسرائيلية نقله، فالمكان مرتفع وهو الأقرب إلى البلدة القديمة على تلة تقابلها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]