كتبت سينتيا عواد في صحيفة "الجمهورية": يتّفق جميع خبراء التغذية على أنّ التبّولة هي من أهمّ السَلطات التي يمكن الاستمتاع بها على مدار السنة. وفي حين أنّ البقدونس، والبندورة، والبصل هي مكوّنات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لتحضير تبّولة لذيذة ومغذّية، إلّا أنّ هذا ليس هو الحال مع البرغل الذي أصبح يُستبدل في مطاعم كثيرة بالكينوا. فأيهما الأفضل: التبّولة التقليدية أو الحديثة؟


شدّدت إختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، خلال حديثها لـ»الجمهورية»، على «ضرورة تواجد سَلطات الخضار في كافة الوجبات الغذائية، بما فيها التبّولة، لقدرتها على تزويد الجسم بأهمّ الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة من جهة، وتوفير الشبع سريعاً ولمدّة أطول، بفضل محتواها العالي بالألياف من ناحية أخرى، ما يسمح بالالتزام أكثر بالحمية ويُسهّل عملية خسارة الوزن، لأنّ المعدة تمتلئ بوحدات حرارية أقل، وفي الوقت ذاته لا يتمّ الشعور بالجوع كما هو الحال عند تناول مأكولات تخلو من الخضار».


وفي ظلّ التساؤلات الكثيرة عمّا إذا كان من الأفضل تحضير التبّولة بالبرغل أو بالكينوا، وعن الفارق بين الإثنين، شرحت أبو رجيلي، أنّ «البرغل عبارة عن قمح مجروش وهو سهل الطبخ ومتوافر في كل المنازل، وعند استخدامه في التبّولة يكون عادةً نيئاً. أمّا الكينوا فتنتمي إلى البذور التي تكون أكثر كثافة من البرغل من الناحية الغذائية، وهي تكون مسلوقة وليس نيّئة في التبّولة».

وتابعت: «تحتوي الكينوا على وحدات حرارية أعلى من البرغل في الحصة الواحدة، بحيث أنّ كل كوب من الكينوا المطبوخة يزوّد الجسم بـ228 كالوري، أي ما يوازي تقريباً ضعف السعرات الحرارية المتوافرة في الكمية ذاتها من البرغل المطبوخ، والتي تبلغ 112 كالوري. ناهيك عن أنّ الجسم يحصل على مغذيات أكثر في كل كوب من الكينوا مقارنةً بالبرغل، باستثناء الألياف الغذائية. إذ إنّ كل كوب من البرغل يؤمّن 12 غ من الألياف، في حين أنّ الجرعة ذاتها من الكينوا توفّر 5 غ فقط من الألياف. ولكن في المقابل، أجمعت الدراسات على أنّ تناول كوبين من البرغل يُعادل بقيمته الغذائية كوباً واحداً من الكينوا».

وهذا ليس كلّ شيء! إذ تطرّقت خبيرة التغذية ابو رجيلي، إلى الاختلاف في البروتينات قائلةً، إنّ «كوباً واحداً من الكينوا يحتوي على 8 غ من البروتينات، أي نحو 18 في المئة من الاحيتاجات اليومية لهذه المغذيات. بينما الحصّة ذاتها من البرغل تتضمّن 4 غ فقط من البروتينات. وتجدر الإشارة إلى أنّ البروتينات والأحماض الأمينية في الكينوا هي كاملة، والأهمّ أنّ هذه البذور تخلو من بروتين الغلوتين الذي قد يسبب مشكلات عديدة عند بعض الأشخاص، خصوصاً في الجهاز الهضمي. أمّا البرغل فهو لا يخلو من هذا البروتين على غرار كافة منتجات القمح».

وأضافت: «كذلك تتميّز بذور الكينوا بغناها بالمعادن مثل النحاس، والماغنيزيوم، والفوسفور... وقدرتها على توفير نحو 40 في المئة من احتياجات الجسم اليومية للمعادن. وصحيحٌ أنّ البرغل يحتوي بدوره على الفيتامينات والمعادن، ولكنّ نسبتها تكون أقل من تلك المتوافرة في الكينوا».

إذاً، هل الأفضل استبدال البرغل بالكينوا؟ وفق أبو رجيلي، «يرجع الخيار إلى رغبة كل شخص والهدف الذي يبحث عنه. فإذا كان يريد خفض مجموع السعرات الحرارية الذي يستهلكه يومياً، وتعزيز جرعة الألياف الغذائية بأدنى كلفة مُمكنة، عليه إذاً الالتزام بالتبّولة التقليدية. أمّا لمَن يرغب في تزويد جسمه بكميات أعلى من الفيتامينات والمعادن والبروتينات الكاملة، فعليه التركيز أكثر على التبّولة الحديثة، أي تلك المُحضّرة بالكينوا».

ولكن، وبصفتها إختصاصية تغذية، نصحت أبو رجيلي بـ»تناول التبّولة بِلا برغل وكينوا أو حتى بِلا زيت، والاكتفاء فقط بالخضار! ولمنح هذه السَلطة مذاقاً مُنعشاً ولذيذاً، يمكن تحضير صلصة سهلة وشهيّة جداً، والأهمّ أنّها شبه خالية من السعرات الحرارية، وهي عبارة عن بندورة مطحونة يُضاف إليها عصير الحامض ورشّة بهار وملح. وبذلك يمكن الاستمتاع بسَلطة تبّولة مصنوعة فقط من الخضار، بعيداً من النشويات التي تُضيف إليها وحدات حرارية قد تعوق الأهداف المتعلّقة بالرشاقة».
المصدر: الجمهورية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]