نشر موقع "نواة" التونسي تحقيقا مطولا كشف من خلاله عن تطبيع اقتصادي تونسي مع إسرائيل، مشيرا إلى أن المبادلات بلغت ذروتها في سنة انتشار وباء كورونا.

وقال كاتب المقال "في تونس، هنالك من يصف سنة 2020 بسنة الكورونا لما خلفه هذه الوباء من آلاف الضحايا وتأثيره المدمر على الاقتصاد بكلفة تراوحت بين 7 و8 مليار دينار.. إلا أن وباء كورونا لم يكن الوحيد الذي وسم سنة 2020 فقد شهد هذا العام أعلى نسبة مبادلات تجارية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ فتح مكتب الاتصال والعلاقات الدبلوماسية الإسرائيلي في تونس سنة 1996 وصلت لــ94%".

وأضاف "بحسب موقع رصد السفن العالمي vesselfinder فإن آخر دخول لسفينة تجارية قادمة من إسرائيل كان بتاريخ 05 مايو 2021، لتغادر في 22 من الشهر نفسه وهو مايعني أن السفينة قضت 17 يوما في ميناء رادس ما بين انتظار وتفريغ وترصيف".

مالطا 

وأشار الكاتب إلى أن السفينة كانت تحمل اسم "إيكاترينا" Ekaterina وترفع العلم المالطي للتمويه، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي تدخل فيها لميناء رادس محملة ببضائع إسرائيلية وتغادره مشحونة ببضائع تونسية، فقد سبق وأن دخلت لتونس في 31 مارس 2021.

وكشف موقع "الكتيبة" التونسي بتاريخ 20 مارس 2021 عن عبور العديد من الحاويات من ميناء رادس في تونس وصولا إلى ميناء أسدود التابع لدولة الاحتلال الإسرائيلي، محملة بالكسكسي الذي يصنع من قبل شركة رندة التونسية.

وأشار الموقع إلى أن هذه المبادلات التجارية السرية تشكل أحد أوجه التطبيع الاقتصادي المسكوت عنه بين مؤسسات تونسية وشركات إسرائيلية استفادت من غياب إطار تشريعي يجرّم مثل هذه العلاقات.

هذا، ونشر موقع "نواة" العديد من الأرقام والبيانات التي تعكس حجم التطبيع الاقتصادي، بين تونس وإسرائيل في العقود الأخيرة ليصل إلى ذروته السنة الماضية، حيث بلغت قيمة البضائع التي قامت بلادنا بتصدريها إلى إسرائيل 18.248.000 مليون دولار، ما يقارب 49.5 مليون دينار تونسي لسنة 2020 لوحدها، بحسب بيانات نشرتها منظمة الأمم المتحدة.

وجاء في الاحصائيات والبيانات التي نشرها موقع "نواة نقلا عن موقع مركز التجارة الدولي (وكالة للتعاون التقني لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ومنظمة التجارة العالمية) أن واردات إسرائيل من الملابس والإكسسوارات مثلا بلغت قيمتها 7.647 مليون دولار، ما يقارب 20.8 مليون دينار تونسي.

صادرات تونس 

كما بلغت قيمة صادرات تونس من الآلات والمعدات الكهربائية والصوتية لإسرائيل 4.272 مليون دولار، ما يقارب 11.5 مليون دينار تونسي، كما ارتفعت صادرات الشحوم والزيوت الحيوانية أو النباتية والدهون الغذائية بين سنتي 2016 و2020 بنسبة 164 % إلى 2.017 مليون دينار.

ولم تكن سنة 2020 الوحيدة التي عرفت أرقاما مرتفعة في تطبيع العلاقات الاقتصادية، وإن كانت الأعلى في حجم التطبيع، إذ عرفت سنة 2012 في فترة حكومة الترويكا برئاسة "حركة النهضة" صعودا غير مسبوق في قيمة التبادل التجاري بين تونس وإسرائيل، لتبلغ قيمة الصادرات التونسية 15.014 مليون دولار مقابل واردات بقيمة 308 آلاف دولار.

وأفاد الموقع بأن ذلك يأتي في سياق تنكر فيه الدولة التونسية من خلال وزارة خارجيتها، إنشاء أية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن وزير التجارة وتنمية الصادرات التونسي محمد بو سعيد، أنكر في جلسة مساءلة أمام البرلمان، علم وزارته قيام بعض الشركات التونسية في مجال صناعة الأغذية بتصدير منتجاتها إلى إسرائيل وكأن إدارة الموانئ والديوانة وأجهزة الرقابة التجارية تتبع دولة أخرى أو أنها مؤسسات تعمل لحسابها الخاص.

المصدر: موقع "نواة" التونسي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]