بعد خوف شديد، انفجر الطفل الفلسطيني مصطفى حسين ضاحكا عندما اكتشف ان رجالا يرتدون بزات جنود اسرائيليين ومدججين بالسلاح في رام الله ليسوا سوى ممثلين فلسطينيين يصورون مشهدا في فيلم قصير.

وتحلق اطفال ليتابعوا باهتمام مشهدا من فيلم قصير يحمل اسم "الدرس الاول"، للمخرجة عرين العمري، يلعب فيه فلسطينيون ادوار جنود اسرائيليين مؤكدين "سهولة" ادائها بسبب ما "عشناه من قمع الجيش الاسرائيلي لنا".

وقال مصطفى (9سنوات) "شعرت بالخوف الشديد عندما شاهدت جنودا يضربون النساء لكني لم اصدق ان هؤلاء هم فلسطينيون".

ووقفت مجموعة من الاطفال تشاهد عملية تصوير الفيلم ومنهم من اطلق صافراته حينما هاجم الممثلون بلباس الجيش، الباعة من نساء ورجال كانوا يجلسون على جنب الطريق.

ويتناول الفيلم قصة فتاة فلسطينية تعيش مشهد ملاحقة الشرطة الاسرائيلية والبلدية للبائعين عند باب العمود في القدس. لكن هذا المشهد لم يكن بالامكان تصويره داخل مدينة القدس، كما اوضحت مخرجة الفيلم والممثلة الرئيسية فيه.

وتابع عشرات الفلسطينيين بينهم عدد من رجال الشرطة الفلسطينيين الممثلين الفلسطينيين الذين يقومون بدور جنود اسرائيليين اثناء محاولتهم طرد باعة جوالين يبيعون الخضار.

وقالت العمري انه "من المستحيل ان اتمكن من تصوير هذا المشهد في القدس رغم اننا صورنا عدة مشاهد لها علاقة بالفيلم داخل المدينة".

وتابعت العمري وهي من مدينة الناصرة لكنها تقيم في رام الله، انها وجدت تجاوبا كبيرا من الممثلين (الكومبرس)، رغم مشاركة نساء مسنات في المشهد. وقالت "عندما عرضت التمثيل على نساء متدينات وشبان لتقليد دور الجيش الاسرائيلي، وجدت منهم تجاوبا سريعا لم اتوقعه".

واضافت "يبدو ان مشهد القمع هذا يتقنه كل الفلسطينيين لانهم عاشوه اصلا في حياتهم على ارض الواقع".

واحتج احد ممثلي دور جندي اسرائيلي بعد مرة تجريبية اولى للمشهد لان احدى النساء المشاركات في التمثيل ضربته بقوة في ظهرة مستخدمة حبة باذنجان وكأنها كانت تضرب جديا ولا تمثل.

وقال الشاب الجامعي تقي الدين السباتين (24 عاما) من مدينة بيت لحم الذي بدا وكأنه جندي اسرائيلي لكن برشاش بلاستيكي (ام 16) ان هذا العمل السينمائي اول تجربة له.

واكد انه كان "سعيدا جدا حينما عرض عليه تمثيل دور الجندي الاسرائيلي". واضاف "عشنا قمع الجيش الاسرائيلي لنا كل يوم ومن السهل جدا لاي فلسطيني ان يقلد دور الجندي الاسرائيلي بمنتهى البساطة". واضاف "اتمنى ان تظهر صورتي في الفيلم، الصورة الحقيقية للجندي الاسرائيلي الذي لم يرحمنا في حياته".

وتدور قصة الفيلم القصير ( 15دقيقة)، حسب ما روتها العمري حول فتاة فلسطينية تعيش حالة الملاحقات والمداهمات اليومية للجيش الاسرائيلي ثم تقرر السفر الى احدى الدول العربية لتدرس وتبتعد علها تجد حياة افضل.

وفي فرنسا، تلتحق الفتاة باحدى الجامعات الفرنسية، لتتواجه مع طالب اسرائيلي في الصف الدراسي هناك، وتقع بين الفتاة والطالب مشاحنات سياسية حول الموقع الجغرافي لفلسطين او لاسرائيل في المحاضرة الامر الذي يدفع معلمة الصف الى فصل الفتاة والطالب عن بعضهما البعض.

وتقول العمري ان الفيلم يتاثر بسيرتها الذاتية، موضحة انها عاشت احداث الفيلم قبل ثلاثة سنوات.

وتضيف: "ذهبت للدراسة في احدى الجامعات في باريس وكان على الطلاب الجدد تعلم اللغة الفرنسية، وفي الحصة الاولى طلب من كل طالب ان يعرف على نفسه وان يشير الى بلده على الخارطة".

وتابعت "عرف الطالب الاسرائيلي على نفسه وعن بلده اسرائيل التي تعني بالنسبة لي فلسطين".

وتؤكد العمري "وقع شحار بيني وبين الطالب، الامر الذي دفع المعلمة لفصلنا عن بعضنا البعض، بعدما حاولت التوضيح بان المكان للدراسة وليست للخلافات السياسية"
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]