رغبة الطفل أو شهوته الجنسية تولد معه، ولكنها تولد صغيرة وبسيطة وبريئة ثم تكبر وتنمو حتى تتحول من قطة مغمضة العينين إلى وحش كاسر له أنياب وأظافر.

ومن الممكن ان يستثار الطفل جنسيا وهو في مهده، ولعل الكثير من الأمهات قد لاحظت هذه الإثارة عند الاقتراب من أعضاء الطفل التناسلية أثناء الحمام أو تغيير الملابس.

ومن المتعارف عليه طبيا أن الطفل منذ بداية العام الثاني من العمر يبدأ بالتعرف على أعضاء جسمه بالتدريج، ويبدأ بالتعرف على وظيفة كل عضو، فيبدأ مثلا يبدأ بمعرفة أن العين للرؤية، والأذن للسمع والأرجل للمشي وهكذا.

ومن الممكن أن تمر سنوات، قد تطول أو تقصر، دون أن يعي الطفل أن أعضاءه التناسلية ليست مخصصة للإخراج البولي فقط، بل قد يحدث وبالصدفة البحتة، أو بفعل فاعل أن تتعرض هذه الأعضاء للاحتكاك الشديد أو المداعبة القوية، ويترتب على ذلك إحساس لدى الطفل بالنشوة، وتتولد لديه الرغبة في معاودة الحصول على هذا الإحساس من حين لآخر ويصبح الموضوع عادة وقد يتحول إلى نوع من الإدمان.

ولما كان الطفل البريء لا يعي أن هذه الممارسة تدخل في نطاق الممارسات الممنوعة وغير المرغوبة من قبل الكبار، فإنه يمارسها في البداية بطريقة علنية، وعندها تقوم القيامة وتحل الندامة ويندفع الكبار للتصدي للطفل ومنعه من هذا الفعل الفاضح على حد تقديرهم بالقوة الجبرية ويقع الطفل المسكين في حيرة من أمره بين رغبته البريئة ورفض الكبار لهذه الرغبة، وشيئا فشيئا يفهم الطفل أن هذا العمل مرفوض من قبل الكبار، وأنه يدخل في قائمة الممنوعات، فيلجأ إلى ممارسته سرا ويتحول الموضوع تدريجيا من العادة العلنية إلى ما يسمى بالعادة السرية، حيث يختلي الطفل بنفسه ويبدأ بالعبث بأعضائه التناسلية بعيدا عن أعين الكبار وتدخلاتهم في شؤونه الشخصية.

قد نلاحظ أن أغلب الأطفال الذين يعتادون مثل هذه الأعمال هم من الأطفال الذين يعانون من قلة الاهتمام، وقلة الرعاية، وقلة الحنان كأن يكون الطفل عضوا في أسرة كبيرة أو تكون الأم مشغولة بعمل أو وظيفة ولا وقت لديها لمراقبة أطفالها والاهتمام بهم
ويخطئ كثير من الناس عندما يظنون أن الطفل لا يملك شهوة ويربطون هذا الأمر بالبلوغ، والحقيقة أن الرغبة تولد لدى الطفل منذ الصغر وهذا الكلام ثابت في علم النفس، فهناك فصول كاملة تتحدث عن الرغبة الجنسية للطفل وعن استمناء الأطفال.
وقد فسر العالم النفسي فرويد جميع النشاطات في هذه الحياة بأنها تنبع أساسًا من الرغبة الجنسية وقد ذكر بأن الرغبة الجنسية تتواجد عند الطفل في السنتين الأوليين في فمه، ولذا هو يطلب الرضاعة من ثدي أمه، ثم تنتقل بعد ذلك إلى منطقة المستقيم، حيث يحدث له اللذة عندما ينجح في التحكم في عملية التبول والتبرز، ثم تنتقل من السنة الثالثة وحتى الخامسة إلى منطقة الفرج وهذا الكلام وإن كانت عليه انتقادات كثيرة، فهو لا ينفي وجود رغبة جنسية عند الطفل قد تبدأ منذ السنة الثالثة.

وذكر بعض علماء النفس أيضًا أن الطفل يولد وهو يشعر أن له ذات متحدة مع العالم، وعندما يشعر أنه والعالم كيانان منفصلان، وأنه له ذات وإرادة منفصلة يبدأ في استكشاف أجزاء جسده وحدود هذا الجسد، ومن بين الأجزاء التي تثير اهتمامه سواء عنده أو عند الأطفال الآخرين هي منطقة الفرج، حيث يشعر بلذة عند مداعبتها وقد يؤدي ذلك إلى ما يعرف باستمناء الأطفال أو الاستمناء المتبادل مع الأطفال الآخرين.

وقد ذكر أيضًا في بعض التحليلات، من باب العلم بالشيء، أن الطفل قد يشعر أحيانًا بالرغبة الجنسية تجاه والدته، وقد يدفعه ذلك للغيرة من والده، ويتولد من ذلك الشعور بالذنب ونشأة الضمير، ولهذا أن تهتم الأمهات بعدم التكشف الزائد أمام أبنائهن بحجة أنهم محارم وأطفال لا يدركون، بل ينبغي أن تحرص الأم على وجود حد أدنى من التحشم أمام أبنائها حتى ولو كانوا أطفالاً صغارًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]