أعلنت منظمة الصحة العالمية قبل أسبوع أن انتشار مرض أنفلونزا الخنازير قد بدأ بالتراجع خلال الفترة القصيرة الماضية، وأن التقديرات بشأن شدة انتشارة كانت مبالغ بها قليلا. إلا أن عددا من الباحثين الإسرائيليين كان لهم رأي آخر، وحاولوا تفسير هذا التراجع بطريقة أخرى. فقد قال الباحثون إنهم استطاعوا تحليل نمط تصرف فيروس الأنفلونزا واكتشفوا بأنه أكثر نشاطا خلال الفصول الحارة، وأقل نشاطا في الشتاء. وهذا هو السبب الحقيقي، كما قالوا، وراء الانخفاض. لذا علينا أن نتوقع عودة الانتشار السريع والواسع لأنفلونزا الخنازير في فصل الربيع وما بعد.

وقد وجد الباحثون ارتباطا، على ما يبدو، بين انخفاض درجات الحرارة مع بداية فصل الشتاء، وبين تراجع نسبة الإصابة بالمرض. كما أنهم اكتشفوا أن هذا الفيروس ينشط بشكل كبير وفعال في درجات الحرارة المرتفعة. وقد فحصوا خلال هذا البحث "دالة" انتشار المرض في كل من بريطانيا، المكسيك، الأرجنتين وأستراليا، فتبين أنه خلال شهر تشرين الثاني، في الوقت الذي كان من المفترض أن تصل درجات الإصابة بالفيروس إلى مستويات أعلى، تراجعت بشكل مفاجئ وحاد في مجمل المناطق الشمالية من الكرة الأرضية، بما فيها إسرائيل.

وقال الباحثون، إنه على ضوء كون الفيروس المذكور جديدا وغير معروف، بالإضافة لحلول فصل الشتاء الذي ترتفع خلالة الإصابة بالأنفلوزا العادية، كان من الطبيعي التوقع أن يصبح هذا المرض وباءً حقيقيا، غير أن المفاجأة جاءت على شكل تراجع حاد و"ذاتي" لانتشار الفيروس خلال فصل الشتاء.

وأكد الباحثون أنه في حال تم تأكيد استنتاجاتهم هذه، فإننا بانتظار موجة انتشار متجددة لفيروس الأنفلونزا والإصابة بالمرض مع بداية فصل الربيع الذي باب يطرق الأبواب. وقال أحد الباحثين إن "طور النشوء" الذي أدى لإيجاد هذا الفيروس، لم يمنحه القدرة على الإيذاء فقط، بل منحه بعض الصفات التي يمكن للبشر اعتبارها "إيجابية"، إحداها هي عدم نشاطه خلال الفصول الباردة. وأضاف: "من الممكن أن يعاود الفيروس نشاطه مع ارتفاع درجات الحرارة وفصل الربيع، إلا أن الأمر الطيب هو أنه لم يعد فيروسا جديدا ومجهولا، وقد تلقى عدد كبير من المواطنين تحصينات وتطعيمات ضده، الأمر الذي سيمنع انتشاره بشكل كبير كما كان في بداية نشوئه".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]