من حارث عيسى – الطيرة

بعد جهودٍ مُضنية امتدت لأسابيع وأشهر، وبعد أيام طويلة مليئة بالتحدي والإقدام، تمت العروض الأولى لمسرحية "نحن وفوكهونتس جون" من قِبل مجموعة من طلاب ثانوية الطيرة مع مجموعة من الطلاب اليهود كانوا قد شاركوا للمرة الأولى في مشروع جمعية أولاد السلام التي من أهدافها تعميق العمل المشترك وتقريب وجهات النظر بينهم من أجل السلام.
المسرحية عُرضت على مسرح الأشكول بايس في مدينة الطيرة يوم الاثنين 22/3/2010 حيث تمّ تقديمها عدة مرات على مدار اليوم لطلاب المدارس، والعرض الأخير كان في الساعة السابعة مساءاً، حيث حضرها رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي مع نائباه المحامي سامح عراقي والدكتور وليد ناصر، بالإضافة لجمهور غفير ساند وصفق طويلاً لهؤلاء الممثلين ولتجربتهم الأولى التي كانت موفقة إلى حدٍ كبير كما ذكر الجميع.
قبل عرض المسرحية ألقى رئيس البلدية مأمون عبد الحي كلمة مُقتضبة رحب فيها بالحضور، وحيّ هذه التجربة المثيرة المشتركة مُتمنياً متابعتها والسير قُدماً باتجاه كل ما يقربنا من بعضنا البعض لتحقيق السلام، كما تمنى للممثلين النجاح والتقدم، وشكر الأهالي الذين دعموا وساندوا أولادهم لتحقيق ذاتهم ووفروا المناخ المطلوب لنجاح عرض هذا اليوم.
السيدة سامية أبو خيط مُركزة التربية الاجتماعية في ثانوية عمال الطيرة ومرافقة هذا المشروع تحدثت عن هذه التجربة بالقول:
"المشروع بدأ من شهر 12 السنة الماضية حيثُ توجهوا إلينا من جمعية "أولاد السلام" الذين يؤمنون بالسلام والحوار مع الآخر لتنفيذ عمل مسرحي مُشترك لطلاب مدارس الثانوية في الطيرة مع أقرانهم من الوسط اليهودي، بدورنا بدأنا بالبحث عن ممثلين بين طلابنا للوقوف أمام ممثلين يهود وطبعاً دون أية خبرة مُسبقة لديهم وقد تمّ اختيار 10 طلاب عرب و6 من الطلاب اليهود بعد صعوبات كبيرة واجهتنا من الأهل عرباً ويهوداً، تمّ تدريبهم والعمل معهم بشكل متواصل وفي ظروف صعبة وفي فترة امتحانات، وقد كانت البروفات مُكثّفة جداً بسبب ضيق الوقت وتتنقّل بين الطيرة وكفار سابا.
المسرحية بحد ذاتها تجربة فريدة من نوعها وممتعة بسبب مزج اللغتين العبرية والعربية بشكلٍ جميل حيث تكلّم العرب بلغتهم وأجابوا اليهود بالعبرية، وقد تمّ توزيع الشخصيات الرئيسية في كل مرة بصورة مُختلفة، فنجد أحياناً أنّ البطلة فوكهونست تتكلم العربية وأحياناً العبرية، ولم تكن هنالك مشاكل حقيقية تُذكر مع وجود مخرج عربي متميز هو "شادي فخر الدين" ومُخرجة يهودية "مليس لوين"، وأنا أعتقد أنّ هذه التجربة يُمكن أن تتكرر بنجاح، مع وجود مثل هؤلاء الطلاب المتميزين الذين يحتاجون للرعاية والاهتمام والمتابعة مع وجود الإرادة القوية. طبعاً ستكون لنا عروض متعددة في الفترة القادمة في كفر ياسيف وحيفا وكفار سابا، ومن الممكن أن يسافر الطلاب للخارج لعرضها في مناسبات مُتعددة. وهنا لا بد من ذكر هؤلاء الطلاب الذين قاموا بأداء الأدوار المتميزة من الطيرة وهم :
أحمد فضيلة، أسيل بشارة، يوسف منصور، محمد مطر، محمود بشارة، سجود عراقي، عبد بشارة، عفاف سلطان، فداء طنايب".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]