بالنسبة لأغلب الناس، قد لا تسبب بكتيريا "الليستيريا" أكثر من مجرد ألم بسيط في المعدة. أما بالنسبة للنساء الحوامل، الأطفال والمسنين، فقد تكون هذه البكتيريا قاتلة. وفي الحقيقة، فإن هذا النوع من البكتيريا أكثر انتشارا مما اعتقدنا سابقا، بل إنه يختبئ داخل الأغذية المعروضة على رفوف شبكات التسويق.

هذه البكتيريا ذات أصول "ترابية"، أي أنها تتواجد بشكلها الطبيعي في التراب. لكنها تنتقل بواسطة "إفرازات" الحيوانات المصابة أو من خلال ري المحاصيل الزراعية بمياه "المجاري" المصفـّاة. وبخلاف مجمل أنواع البكتيريا التي لا تستطيع التكاثر في درجات الحرارة المنخفضة (كالثلاجات) أو بدرجة عالية من الملوحة، تستطيع بكتيريا "اللستيريا" أن تتكاثر في هذه الظروف، بل إنها تفضلها من أجل التكاثر. ولذلك فإن حفظ الطعام في الثلاجة أو "تمليحها" لا يستطيع أن يكفل نقاءها من هذه البكتيريا.

الأكثر تلوثا، الدجاج

يعاني مرضى "الليسترويوزيس" الذي تسببه هذه البكتيريا، من ارتفاع درجة الحرارة، التعب، آلام البطن، الغثيان وأحيانا الإسهال. غير أن بعض الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة قد يتعرضوا لمخاطر أكبر.

فمثلا: قد يتعرض الأطفال بسبب هذه البكتيريا لتلوث الدم ولالتهاب السحايا. أما النساء الحوامل فقد يتعرضن لإجهاض أجنتهم أو لولادة مبكرة تثمر جنينا مشوها. بالنسبة للمسنين فإن هذا النوع من البكتيريا قادر على أن يسبب التهاب غشاء القلب أو الالتهاب الرئوي.

أما الأخبار المقلقة، فقد وردت من شبكات التسويق تحديدا. حيث تبين المعطيات أن نسبة المواد الغذائية "المصابة" بهذه البكتيريا الخطيرة والموجودة على رفوف هذه الشبكات، عالية جدا بشكل يثير المخاوف.

خلال بحث أجرته وزارة الصحة بين 1998 و 2007، وشمل أكثر من عشرة آلاف عينة غذائية تم أخذها من على رفوف شبكات التسويق، تبين أن عينة واحدة من بين كل ثماني عينات كانت مصابة ببكتيريا "الليستيريا".

أما أكثر أنواع المواد الغذائية تلوثا بهذه البكتيريا من بين المواد المفحوصة، فقد كانت منتجات الدجاج. حيث تم اكتشاف هذه البكتيريا في 27% من منتجات الدجاج. كذلك تم إيجاد البكتيريا المذكورة في عدد آخر من المواد الغذائية كالأسماك، السلطات، اللحوم والألبان.

تبين الأبحاث التي أجريت مؤخرا أن "الليستيريا" تسببت بنحو 470 حالة علاج سريري في مستشفيات البلاد. أكثر من نصف هذه الحالات كانت لنساء حوامل، إذ أن هذه البكتيريا تؤثر على الحوامل بشكل أكبر من تأثيرها على مجمل الناس كما أسلفنا. أما بقية المتوجهين للمستشفيات فقد كانوا من المسنين البالغين أكثر من 60 عاما. المعطيات المثيرة هي أن 70% من النساء اللاتي أصبن بهذه البكتيريا في الثلث الثاني من الحمل أجهضوا أجنتهم.

يقول أحد الأطباء المختصين: "للأسف، فإن وضع الإصابات بهذه البكتيريا لدينا في البلاد لا يشبهه وضعٌ في أي مكان آخر من العالم. ومن أجل الوقاية الحقيقية من هذه البكتيريا، علينا الاهتمام أكثر بغسل الخضار والفواكه قبل تناولها. كما يجدر تنظيف المسطحات المخصصة لإعداد الطعام خصوصا عندما يتم إعداد السلطات بعيد تجهيز الدجاج على نفس المسطح وفي نفس المكان. كذلك يجب على النساء الحوامل اتخذا إجراءات الوقاية وعدم تناول الأسماك وفواكه البحر نظرا لأنها قد تكون مليئة بهذه البكتيريا".

ثلاث خطوات وقائية:

1. الفصل التام بين الطعام المطبوخ والطعام غير المطبوخ

2. غسل الخضار والفواكه بالماء والصابون جيدا، وتجفيفها قبل تناولها أو حفظها في الثلاجة.

3. يجب طبخ لحم البقر، الدجاج والأسماك جيدا حتى لا يبقى بها أي أثر للدم.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]