من "التقليعات" ألحديثه في المجتمع الشبابي , توجه الشبان إلى نوادي بناء الأجسام لممارسة رفع الأثقال والحصول على بنية جسد لافته ورياضيه , فقد باتت ظاهرة العضلات المفتولة والسترات الضيقة التي يختارونها بالتحديد لتبرز هيئتهم وشكل عضلاتهم ظاهرة منتشرة ورائجة في الأوساط الشبابية بشكل كبير ..
غير أن بعض هذه الهيئات المفتولة لا تكون وليدة التدريب الرياضي وحده , فقد سمعنا عن "هورمونات" و "بروتينات" معينة تعطى للمتدربين من قبل النوادي الرياضية لتتخذ أجسادهم هيئاتها الجديدة في زمن قياسي نسبيا ..
..

ابو الصالح (مدرب في نادي "ابو الصالح" لكمال الأجسام) : الهورمون ممنوع تماما في نادينا لأن له أعراضا جانبية خطيرة ولا تحمد عقباها , غير أننا نبيع "البروتين" لأنه لا يحتوي إلا على مواد غذائية تساعد المتدرب على أخذ حاجته من الغذاء لبناء هيكل العضلة بنجاح , اما حسن قاسم (طالب تسويق) فقال بأنه يتدرب منذ أربعة أعوام بمعدل ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيا , ولم يستعمل "هورمونات" إطلاقا خلال تدريباته ذلك لأنه سمع عن مضارها كثيرا , كما أنه يود بأن يكون بناء عضلاته طبيعيا وخال من الكيماويات , أما عن استخدامه للبروتين فوضح بأن استخدام البروتين بات ضروريا لمن يود بناء هيكل رياضي لأن حاجات الجسم تزداد لكميات كبيره من الغذاء لا تستطيع أن تتناولها طبيعيا وبالتالي تلجأ إلى البروتين الذي يمدك بحاجة جسدك الغذائية لكن بدون أي ضرر يذكر !
وقد وافق علاء ابو نصره (طالب طب بشري) الرأي السابق وأضاف بأنه هو أيضا يتناول البروتين لأنه يحوي مكملات غذائية طبيعيه تساعد جسده على الاستمرار في بناء العضلات وقد أخبرنا علاء أيضا بأن بعضا من أصدقائه تناولوا الهورمونات طمعا في الحصول على هيكل رياضي بدون أي جهد جسماني يذكر , لكنه يعلل بأن هؤلاء لا يمارسون التدريبات بهدف الحفاظ على أجسادهم بل إن لهم أهدافا أخرى مثل لفت الأنظار إليهم خصوصا من قبل الجنس اللطيف .

أما محمد نجم (طالب علوم سياسيه) فقد رفض فكرة البروتين تماما معللا بأنه يتدرب منذ ثلاثة سنوات ولم يستخدم سوى نصف عبوة من "البروتين" وقال بأنه لم يلحظ أي تغيير طرأ على هيئته ولياقته عندما تناولها , وفضل نجم التدريبات الطبيعية بدون أي مكملات او منشطات , لأن الجسد المبني طبيعيا يدوم لمدة أطول ويبقى الإنسان محافظا على صحة ممتازة ولياقة عالية .
واستعجب محمود شحادة (طالب لغات) من ظاهرة نوادي كمال الأجسام , وأضاف بأنه يثق بأن معظم من يتوجهون لهذه النوادي يحملون نوايا بعيدة عن بناء جسد رياضي , كلفت الأنظار مثلاً أو جذب اهتمام الفتيات .
وقد وافق خالد واكد (طالب تصميم داخلي) الرأي السابق مضيفا بأن معظم أصدقائه الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام يتناولون هورمونات ومنشطات مختلفة للحصول على عضلات مفتولة , غير آبهين بمضار هذه المنشطات الخطيرة التي من الممكن أن تودي بحياتهم ..
وعلق زيد أبو شريف (طالب تصميم داخلي) بأن هذه الظاهرة سرعان ما تتحول إلى إدمان عند ممارسيها , فلا يكتفون ببناء العضلات لدرجة معينة لذلك يتجهون إلى المنشطات , للحصول على الهيئة التي يصبون إليها بدون جهد وبوقت قصير ..

وقد وضح لنا الدكتور محمد عوده (أستاذ علم الاجتماع في كلية الجليل) بأن مثل هذه الظاهرة تبقى صحية طالما اقتصرت على التدريب الطبيعي , غير أنها من الممكن أن تتحول إلى هوس بين أوساط الشباب وتؤدي إلى حوادث مؤسفة في حال استخدام المنشطات الكيماوية بشكل غير مدروس , وعلى هذه النوادي أن تكون حريصة جدا فيما تبيعه وتروجه بين الشباب , ولتأخذ بعين الاعتبار اندفاعهم للتميز والذي من شأنه أن يأخذهم إلى درب خطرة ونتائج غير محمودة .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]