يعاني مستشفى الجليل الغربي في نهاريا من ضائقة مالية، وقد حذر الدكتور مسعد برهوم، مدير المستشفى من عدم تمكن المستشفى من مواصلة تقديم خدماته للمرضى، وذلك بسبب الضائقة التي يعاني منها المستشفى منذ 3 سنوات والتي ألقت بظلالها على طاقم العاملين فيه، حيث لا يستوعب المستشفى عمالا جددًا ولا يقوم بتوظيف عمال بدل عمال تركوا العمل.
الجدير بالذكر أن هذا المستشفى يقدم الخدمات لما يزيد عن نصف مليون مواطن في شمالي البلاد، 50% منهم هم من المواطنين العرب في الجليل، وكان مدير المستشفى الدكتور مسعد برهوم قد بعث برسالة إلى وزارتي الصحة والمالية يشير فيها إلى أن عجز المستشفى قد وصل مبلغ 20 مليون شيكل، وأن وزارة الصحة ترفض سد هذا العجز، الأمر الذي يهدد بشل عمل غرف العمليات وغرف غسيل الكلى، ووفقا لرسالة برهوم فإن العجز نابع من الاتفاق الشمولي الذي تم إبرامه بين المستشفى وخدمات الصحة الشاملة بضغط من وزارة الصحة، رغم تحذيرات إدارة المستشفى أنها ستواجه عجزا ماليا بسبب هذا الاتفاق.
وكشف برهوم أن قسم المالية في وزارة الصحة أوعز إلى محاسب المستشفى بالتوقف عن المصادقة على طلبات شراء وعلى استيعاب عمال جدد في مختلف المجالات ومن ضمنهم: أطباء، ممرضات، وطب مساعد، وحتى عمال يسدون مسد العمال الذين قدموا استقالتهم أو حصلوا على إجازة طويلة. كما لا توجد طلبات شراء لأمور حيوية مثل طعام للمرضى، طعام لعمال المستشفى، وقود ضروري، تصليح معدات طبية هامة، وغيرها.
ويتوقع برهوم أن يشعر الجميع بهذا النقص بعد أيام، وسيتوقف الطعام والوقود، وستتوقف غرف العمليات وغرف غسل الكلى عن العمل.
وفي حديث مع الدكتور برهوم: "نحن في المستشفى نعاني منذ ثلاث سنوات من صعوبات اقتصادية في ميزانية المستشفى، ففي العامين الماضيين استطعنا التغلب على العجز، لكن هذه السنة الوزارة لا نستطيع سد العجز الذي نبع عن الاتفاقيات مع صناديق المرضى المختلفة، والتي أجبرنا على التوقيع عليها، مع أنني حذرت مسبقا من أنها ستولد لنا صعوبات، وهذا ما حصل".
وأضاف د. برهوم: "وزارة الصحة لا تستطيع سد العجز لذا وقعنا في مشكلة، إذ أننا لا نستطيع أن نقدم العلاج للمرضى في حالة عدم حل المشكلة قبل فوات الأوان، لذلك أنا حذرت مسبقا من الوضع الذي يمكن أن نصل إليه، مع العلم أن الكرة في ملعب وزارة المالية وليس في ملعب وزارة الصحة".
وأشار د. برهوم إلى أن المصاعب التي تواجه المستشفى هي في سلك العاملين وليس في مسار تقديم العلاج للمرضى، وذكر أنه لا يسمح بأن يتضرر أي مريض من هذه السياسة، إلا انه يطالب بحل جذري للمشكلة وليس إخماد الحرائق في كل مرة. وقال: "يتم سد عجز 20 مليون شيكل، لكن الأمر أكبر بكثير والمشكلة ليست في مستشفى الجليل الغربي فحسب، بل هي في كل الجهاز الطبي الذي يقف على شفا الانهيار، وذلك منذ قانون الصحة الرسمي، حيث يصل العجز إلى مليار ونصف شيكل، بالإضافة إلى الحاجة إلى وظائف وأسرّة ونواقص أخرى كثيرة، ومستشفى نهاريا واحد من بين هذه المستشفيات المتضررة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]