قررت وزارة التربية والتعليم الغاء امتحانات النجاعة والنماء "الميتساف" الخارجية في السنة الدراسية الوشيكة، والتي يتم خلالها فحص المستوى التحصيلي العام للطلاب في كل مدرسة، وتحديد المستوى التعليمي للمدارس ومستوى اداء الهيئة التدريسية فيها، كما تستخدم هذه الامتحانات لاجراء مقارنة بين المدارس الابتدائية والاعدادية في البلاد.

وتم تفسير قرار الوزير بالغاء "الميتساف" هو الضغط النفسي المتراكم على الطلاب والأهل، ناهيك عن التشكيك في مصداقية الامتحانات بعد ان ثبت ان بعض المدارس اعتادت صرف طلابها الضعفاء من المدرسة يوم اجراء هذه الامتحانات لضمان علامة تدريج عالية للمدرسة نفسها...

مراسل بكرا سلط الضوء اكثر على هذا القرار من خلال اجراء حديث مع عدد من مدراء المدارس الابتدائية في المنطقة.. 

"الميتساف" اصبح هدفا بدل اداء دوره كأداة تقييم من اجل التقويم

مدير مدرسة الامل الابتدائية في عكا عبد الله زيدان قال:أرى أن القرار الذي تم اتخاذه في وزارة التربية والتعليم بشأن إلغاء امتحانات الميتساف الخارجية للعام الدراسي المقبل كان صائبا وفقا للظروف الحالية التي آلت إليها هذه الامتحانات ، وذلك لعدة أسباب أهمها فقدان الهدف الذي من أجله أعدت هذه الامتحانات ألا وهو كونه أداة قياس ، فحص وتقييم من أجل التقويم البيداغوغي ، بل أصبحت تكرس لها العديد من الساعات والحصص ، ويأتي ذلك في الكثير من الأحيان على حساب الساعات التعليمية المخصصة للطالب والمفروض أن تكرس للمواضيع الأساسية ، الأمر الذي من شأنه أن يشكل عبئا على كاهل الإدارة ، المعلمين والطلاب ، لدرجة أصبحت معها هذه الامتحانات هدفا بدلا من كونها وسيلة وأداة مساعدة. نذكر في هذا السياق ما نوه إليه وزير التربية والتعليم بأن إسقاطات الميتساف بصيغته الحالية أثرت سلبا على سيرورة العملية التعليمية في المدارس. شخصيا أرى أنه من الضروري وجود أجهزة رقابة ، قياس وفحص داخل المدرسة وخارجها كجزء لا يتجزأ من سيرورة العملية التعليمية – التربوية في المدارس ولكن بصيغة مقترحة مغايرة لما هو عليه الحال اليوم ، والتي من شأنها فعلا لا قولا أن تنمي الأداء التعليمي بكل مركباته.

منافسة غير عادلة

بدوره فقد قال نزار زرقاوي مدير مدرسة عمر بن الخطاب في مجد الكروم:شخصيا انا من المؤيدين لالغاء امتحانات "الميتساف"، بسبب أداة التقييم غير الموضوعية، وغير المهنية، والتي تؤدي الى عدم قبول الطلاب من فئات وشرائح متعددة الى هذا المسار، وكنا قد لاحظنا في السنوات الاخيرة منافسة غير عادلة وحتى ان بعض المدارس باتت تعمل باساليب ملتوية دون النظر الى النواحي الاجتماعية والقيم الاخلاقية والحسية لدى الطلاب. من جهة اخرى فان امتحانات "الميتساف" شكلت منافسة بين الطلاب والمدارس دون الاخذ بعين الاعتبار روح القيم الاخلاقية وانتقل مجتمعنا في هذا السياق ليهتم فقط في التحصيل وهذه كارثة تربوية حقيقية.

"الميتساف" ساعد المدير في تقييم الطالب وقدراته

أما اسامة عبد الفتاح مدير مدرسة المنارة الابتدائية في عكا فقال:امتحانات النجاعة والنماء تعتبر في نظري من اهم الادوات المتاحة لمدير المدرسة والمعلمين لفحص سيرورة العمل التربوي والمناخ التعليمي في المدرسة، شخصيا انا مع استمرار هذه المنظومة لأنها ساعدت على رفع مستوى الثقافة التربوية في المدارس في عدة مجالات مثل التنويع بمستوى الاسئلة ومحورة التعلم بالاضافة لكشف الطلاب لنصوص متنوعة مثل النصوص المعلوماتية، العلمية والحسية، منظومة امتحانات "الميتساف" اعطت اصحاب القرار في المدرسة اتخاذ قراراتهم حسب معطيات واضحة وعلمية، فقد ساعدت المدير على معرفة مستوى الطلاب، والمناخ التربوي ومواقف المعلمين والطلاب من ظواهر مختلفة داخل المؤسسة، وباختصار كانت مرآة كاشفة وشفافة لكثير من الامور،لكن للأسف الشديد لم تستغل هذه الوسيلة بالشكل الايجابي، وهذا الامر اثر بشكل كبير على نزاهة السيرورة وأصبحت النتائج غير عاكسة للواقع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]