افتتح في برلين هذا الاسبوع المعرض الفوتوغرافي "ترجعوا بالسلامة " للمصور الفلسطيني محمد بدارنه , يأتي هذا المعرض ضمن المعارض التي ينظمها المركز الاوربي لحقوق الدستورية وحقوق الانسان (ecchr) تزامنا مع اطلاق التقرير السنوي لنشاطاته .

اهميه انطلاق المشروع

يعالج المعرض قضية العمال الفلسطينيين مسلطاً الضوء على قضية موت العمال في اماكن العمل بظروف قاسية هذه الظاهرة التي اصبحت مصدر قلق واحد الظواهر المنتشرة حيث يموت في كل عام ما يقارب ٦٠ عامل فلسطيني في المناطق المحتله منذ ال ٤٨ سواء كانو فلسطيين من الداخل الفلسطيني او فلسطينيين من الضفة .

ولد مشروع "ترجعوا بالسلامه " منذ العام ٢٠١٣ وهو العمل الاول من نوعه فلسطينيا الذي يتطرق الى حياة العمال الفلسطينيين , كانت انطلاقته الاولى في دارة الفنون بالعاصمة عمان مرورا الى جنيف (مبنى منظمة العمل الدولية ) والتي قامت على رعاية وتبني المشروع من خلال اصداراتها.

"ترجعوا بالسلامه " بعد ثلاث سنوات

في مداخله لمحمد بدارنه حول استمرارية عرض المشروع بعد ثلاث سنوات أكد على انه ما زالت اهميه لتجديد عرض المشروع هذا العام (2016) ليكون الافتتاح في العاصمه برلين , ويأتي هذا ضمن الأجندة الخاصة للمركز الاوربي لحقوق الدستورية وحقوق الانسان , لما تهتم به من قضايا استغلال العمال في العالم , وأضاف بدارنه "ان هذا المشروع لا يقتصر فقط على العمال الفلسطينيين انما بهدف ان يصبح امميا فما يحدث للعمال في فلسطين يحدث في جميع انحاء العالم " .

شهداء العمل

يقدم بدارنه هذا المشروع لروح من خرجوا لأجل لقمة عيشهم ولم يعودوا الى بيوتهم ولأجل العمال الذين ما زالوا يخرجون متمنين ان يعودوا الى عائلاتهم وبيوتهم سالمين .
مؤكدا على ان هذا المشروع لن يتوقف طالما ان هنالك تهميشا من قبل المؤسسة الاسرائيلية لموت هؤلاء العمال , وعدم معاقبة اي شخص كان شريكا بوفاتهم, اضافه الى ان هذا المشروع يعتبر رساله مباشره موجهه ضد كل من يبنون اموالهم مستغلين شقاء ودماء العمال .

حكايا خلف الكاميرا

يقوم بدارنه من خلال عمله الفوتوغرافي متتبعا لحكايا الناس وهمومهم , "فانا والذين يظهرون في صوري نتشارك بناء العمل البصري لنبني بذلك استوديو مركباته الواقع السياسي والاجتماعي , ان ما اتبعه في عملي الفوتوغرافي هو التراكمية المبنية على الاقتراب من عناصري المتصورة وليس فقط ان اكون المصور المشاهد ".

يهدف هذا المشروع لمنح العمال المساحة ليحكوا عن انفسهم وليشكلوا ابعادا مختلفة لواقعهم الصعب التي تبدأ من خسارة الارض , فهؤلاء العمال تحولوا من اسياد ارض لعمال يبنون دولة الاحتلال التي تقمعهم وهذا بالتالي يمثل الخيار الصعب الذي يواجه العامل الفلسطيني المحروم من الخيارات , فأما بناء المستوطنات للمحتل او الموت جوعاً .

ان خصوصية المعرض باعتقادي هو السردية وبناء القصة وهو ما نحتاجه في العمل الفوتوغرافي الفلسطيني ان نملك القوة في بناء المشاريع المحكية بصريا وليس فقط ان تحصر رؤيتنا البصرية في مشاهد الحرب والصورة الصحفية , ان هذا المعرض هو سرد للحظات امل يعيشها العمال في العودة الى بيوتهم سالمين .

"ترجعوا بالسلامة " يخرج من المربعات التي تضع الطبقات المسحوقة في اطارات الانكسار او اثارة الشفقة , وقد يمكننا من خلال الصور ملامسه قوتهم وكأنهم قرروا ان يظهروا مكامن عزة انفسهم , حتى لؤلئك الذي خيروا اصدقائهم يقابلون هذا الغياب بتجديد الضحكة كما لو كان معهم .

الدور المؤسساتي لحماية حقوق العامل

وقد رحب مدير لمركز الاوروبي لحقوق الانسان( ڤولڤ جان) بالمعرض وأشاد بالمشروع الذي يصب في اهتمامات المركز الاوروبي لحقوق الانسان وأضاف : "ليس من الصدفة ان تقوم منظمة العمل الدولية وهي المنظمة الاهم عالميا في عرض واقتناء هذا المعرض لما يشكله من رؤيا ورسالة واضحة ضد الجرائم المرتكبة بحق العمال ولا سيّما حين نتحدث عن الاهمال والظروف التي تؤدي للموت " . ان المؤسسة تعمل بشكل استراتيجي ودوري لاستضافة المعارض الفنية لان هذا العلاقة بين الفنون والعمل الميداني والحقوقي لها المثير من الاثر حين تعمل معاً .
واختصر للقول : "ان اهتمامنا بهذا المعرض يأتي من عملنا في مجالات المرافعة والدفاع عن مجموعات عمالية في العالم وتورط شرك عالمية في استغلال العمال واذكر على سبيل المثال قضايا قتل العمال في كراتشي وبنغلادش .

يذكر ان المركز الاوربي قام بتبني المعرض واصدار كتابا , ليكون بذلك اول عمل فني توثيقي يستعرض حياة العمال الفلسطينيين

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]