هوس جديد يسيطر على العالم، لعبة " البوكيمون جو" التي وخلال أيام عدة انتشرت وبشكل اشبه بالخيال لتدخل العالم من أوسع الأبواب، تلك الظاهرة التي باتت حديث الناس في البلاد وعرضها، وكما هي العادة فان للأمة العربية وخاصة العرب في الداخل الفلسطيني حصة الأسد من تلك العبة التي اخذتهم الى عالم غريب .

لعبة البوكيمون جو المستوحاة من المسلسل الكرتوني "البوكيمون"، والتي تم العمل على تطويرها الى لعبة بات يستخدما مئات الملايين حول العالم، بحيث عُرف أن مخترعها الأصلي هو الياباني ساتوشي تاجيري، والذي لطالما كان لديه حب جمع الحيوانات والحشرات في صغره، وان اللعبة طرحتها شركة نينتندو اليابانية، وشركة نيانتيك.

اراء الناس في الشارع العربي حول لعبة البوكيمون جو تضاربت، منهم من رأْى فيها خطرا يهدد الشباب ومنهم من وجد فيها متعة وتشويق، وعليه تحدث مراسلنا الى عدد من الشخصيات الذين كان لهم رأيا في لعبة البوكيون جو .

ايجابيات وسلبيات 

الخبير في مجال الحاسوب والانترنت المربي عبدالله خلايلة قال: انتشار هذه اللعبة بسبب التكنولوجيا الجديدة التي نستعملها، هذه اللعبة اعتمدت على تكنولوجيا ar اي الحقيقة المعززة، اي دمج ما بين الواقع والخيال، وشيء اخر هو الخروج من الحيز والبيت والبحث خارجا مما ادخل الشباب في حالة من المغامرة والمخاطرة من اجل تجميع النقاط.

وقال خلايلة: لهذه اللعبة هناك إيجابيات وسلبيات، ومن ايجابياتها انها لعبة استطاعت اخراج الافراد من الخمول الى البحث والتفتيش، لم تقتصر كباقي الالعاب على الحيز المحدد بل اخترقت الأماكن، اما سلبياتها فهي اختراق للخصوصية، يمكن الدخول الى حساب البريد واختراق معلوماتك الشخصية ومنها الصور والافلام، معرفة مكانك في كل قت .

وأضاف خلايلة: من الناحية السلوكية نلاحظ تشويش في التصرف، فعدم فهم قصد الباحث يؤدي بنا الى رد فعل سلبي تجاه الباحث عن البوكيمون، هنالك احتمال للوصول الى اماكن خطرة وقت البحث، حوادث الطرق، سرقة ومعرفة تفاصيلك وتحركاتك وبحثك. اضف الى ذلك مسالة الإدمان، الادمان على ممارسة اللعبة وترك الاشياء الهامة من اجل البحث عن البوكيمون، فمثلا ترك العمل يؤدي الى خسارة، والتفكير المستمر بمكان الشخصية يزيد من الادمان والسلوك السلبي.

السلبيات أكثر من الإيجابيات

الشاب محمد جمال زعبي قال: انتشار ظاهرة تطبيق البوكيمون جو هو انتشار عالمي وليس فقط عربي، واعتقد ان الانتشار السريع خلال اسبوع هو من اللهفة الزائدة، والاهتمام بهذا التطبيق كأي تطبيق اخر كالفيسبوك او الواتس اب، ومن منا لم يستعمل الفيسبوك او الواتس اب والخ من التطبيقات لتي بدأت بنشر بعض الحوادث والامور الظريفة مما ادى ذلك الى اهتمام كل شخص يحمل الهاتف الذكي او اي شخص يحب الالعاب .

وقال الزعبي: انا شخصيا لا اهتم بالألعاب او اي اهتمام بهذه التطبيقات، اما السلبيات لهذا التطبيق هي اكثر من الإيجابيات او حتى الايجابيات معدومة كليا، على سبيل المثال، تعلق الانسان بالهاتف الذكي ونسيان نفسه وانغماسنا بعبودية التكنولوجيا الحديثة، وأيضا الهوس لدرجة انك تمشي في الشوارع وانت في هذيان كامل كل تركيزك في التطبيق وعندما تجد عدة اشخاص ينظرون في الهاتف ويلاحقون بوكيمون اي شخصية غير موجودة فإنك سوف تعتبره شيئا من الجنون، وأيضا تضييع الوقت الذي من المفترض ان يكون اثمن شيء بحياة الانسان وكيف للإنسان ان يضيع الساعات في تطبيق لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا حتى كسب المعرفة او الثقافة او ان يقدم شيء للمجتمع او يفيد البشرية .

وأضاف زعبي: الخطورة الاكبر هي اهتمام الشباب بأشياء تافهة، بل الموجع الاكثر هو ترك كل ما هو مهم كالقراءة والرياضة والاجتماعات واللحظات الحميمة التي نحتاجها كبشر، نحن نواجه مشكله كبيرة وواضحة في مجتمعنا وننجرف نحو الامور التي لا تقدمنا او ترفعنا الى الاعلى، والرابح الوحيد من هذا التطبيق او التطبيقات هي الشركات التي صممت التطبيقات.

فقط سلبيات

الشابة اسلام عصفورة قالت بدوره: ان لعبة البوكيمون قد اجتاحت مجتمعنا العربي في غضون أيام قليلة، حتى حصدت شعبية خيالية في العالم وفي بلادنا تحديدا، إلا أنني أعتقد أنها مضرة جدا ومن المفضل عدم ممارستها لما تحويه من مخاطر، وأحيانا هذه اللعبة قد تخترق خصوصيات الآخرين، حيث سمعت أن هناك مستخدمين لهذه اللعبة قد دخلوا إلى منازل أشخاص آخرين لمجرد رغبتهم في الإمساك بقطع البوكيمون، وأيضا تعرض حياة اللاعبين للخطر والكوارث حيث عرفت انه قد وقع حادث بسبب هذه اللعبة جراء استخدام سائق لهذه اللعبة الامر الذي افقده تركيزه في السياقة ما أدى الى تسببه في وقوع حادث طرق ، عدا عن الإدمان الذي قد يصيب الشخص الممارس لهذه اللعبة ، في النهاية أن هذه اللعبة خطيرة ويجب أن نحذر منها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]