قدمت النيابة العامة مؤخرا لوائح اتهام ضد عائلة من سخنين وديرحنا اعتقلت بعد عودتها الى البلاد من العراق وسوريا وهذه العائلة تضاف كرقم جديد الى عدد من العائلات والاشخاص خاصة من شريحة الشباب الذين توجهوا الى دول عربية بهدف عبور الحدود والانضمام الى تنظيم داعش، والعدد يزداد وسط صمت مجتمعي واضح، خاصة في ظل الازمات الاقتصادية المختلفة التي يعاني منها المجتمع مثل انتشار العنف والجريمة وشح اماكن العملة والاحداث السياسية في المنطقة المجاورة، حيث ان جميع هذه العوامل تفتح المجال اما ظواهر سلبية مثل الانضمام وتأييد داعش، وتجعل العرب في الداخل الفلسطيني جزءا مما يحدث في المنطقة وعرضة لأي تغييرات سلبية.

حول اسباب انتشار الظاهرة، وتوجه البعض باعداد متزايدة للانضمام الى صفوف التنظيم الارهابي داعش، رجالا ونساءا، والطرق الامثل لمنع انتشار الفكر الداعشي التحريضي في مجتمعنا تحدث "بكرا" مع بعض النشطاء، دعاة السلام، والمسؤولين.

سهيل خوري: يجب تغيير الخطاب الديني والاجتماعي ، والحث على ضحد العنف ونبذ مثل هذه الاعمال

الاب سهيل خوري عقب قائلا في هذا السياق: الحل هو توجيه شبابنا وتربيتهم على الخير والمحبة والسلام الى جانب ايجاد اطر شبابية ترعاهم، وحثهم على اعمال المحبة والخير والتعايش السليم والحياة الكريمة.

وتابع: ايضًا هناك مسؤولية تقع على القيادات والكوادر المسؤولة عن الشباب كما انه يجب تغيير الخطاب الديني والاجتماعي ، والحث على ضحد العنف ونبذ مثل هذه الاعمال .

رضا جابر:الارشاد الديني الى دين الاخلاق وقبول الآخر وأيضا التوعيه السياسية الى تأطير الشباب في العمل والاهتمام السياسي

بدوره رضا جابر مدير مركز "امان" المركز العربي لمكافحة العنف قال: نحن جزء من العالم العربي وما يحدث فيه له ارتدادات وتأثيرات واضحة علينا. وحالة الضياع والفوضى بكل تجلياتها هنا هي ذات صلة بالحالة العربية ككل. والعنف المستشري بمجتمعنا يجب قراءته ، بالاضافة الى خصوصية حالتنا هنا، ايضا في سياق ما يحدث في العالم العربي.

واضاف: لذلك مجتمعنا لا يمكن الا ان يحصن نفسه ضد ما يحدث هناك بسد الثغرات بداخلة التي تمكن انجذاب الشباب الى ما يحدث هناك. حالة عدم الانتماء وانسداد الافق والعيش في دوامة التناقضات في مجتمعنا يجب ان يتم معالجتها ببرنامج " تحصين الشباب" يتضمن التوعيه، فرص العمل والتأهيل، مراكز جدية لسد الفراغ القاتل، الارشاد الديني الى دين الاخلاق وقبول الآخر وأيضا التوعيه السياسية الى تأطير الشباب في العمل والاهتمام السياسي، القطري والمحلي، كعملية بناء الانتماء الى المجموع والتطور بداخله.

محمد زيدان:وجود الفراغ الثقافي والاجتماعي يعرض الشباب لأدوات غسل الدماغ من تنظيمات تستعمل الدين والاثارة لتجنيدهم

اما محمد زيدان مدير مؤسسة حقوق الانسان عقب قائلا: لا شك ان الحالة المذكورة تثيرالقلق ويجب ان تجعلنا نفكر بشكل جماعي لفهم الموضوع خاصة وأنها ليست الحالة الاولى ولا الوحيدة لمشاركة شباب من فلسطينيي الداخل في تنظيمات داعشية رغم ان عددهم قليل.

وتابع: يبدو ان ذلك يمثل مؤشرا على عدم قدرتنا كمجتمع من تحصين شبابنا ومجتمعنا من هذه الظاهرة ز كما ان ذلك يظهر جزء من الوضع الذي يعيشه مجتمعنا بالحقيقة كنتيجة لعدة عوامل اهمها غياب البرنامج الوطني الموحد الذي يمكن ان يشكل اساسا لتوحيد طاقاتنا وإمكانياتنا ، وتوجيهها بطريقة مهنية جماعية لتحقيق هذا البرنامج. صحيح ان لدينا مؤسسات وجمعيات وأحزاب لديها امكانيات لكنها امكانيات مشرذمة وبرامج متقطعة ومحدودة وطاقات مهدورة ، بل ومتناحرة احيانا ومتعارضة !! الامر الذي يحد من امكانيات تأثيرها بشكل جدي

ونوه قائلا: المشاكل التي نعاني منها كمجتمع مثل العنف الداخلي وغياب الامان تجعل منا مجتمعا ضعيفا ، وغياب الرادع الوطني والأخلاقي تجعل الكثيرين يبحثون عما يحركهم ، ووجود الفراغ الثقافي والاجتماعي – خاصة لجمهور الشباب - يمكن ان يجد جوابه بوسائل التواصل الاجتماعي مما يجعلهم عرضة لأدوات غسل الدماغ من تنظيمات تستعمل الدين والاثارة لتجنيدهم خدمة لأهدافها الارهابية المتطرفة.

واضاف: لمعالجة هذه الظاهرة ولتحصين مجتمعنا لا بد من برنامج وطني موحد – يقوم على قيم الهوية الوطنية والإنسانية والتسامح ورفض التطرف والإقصاء والعنف بأشكاله. ومن ثم صياغة الاهداف واجتراء الادوات للتنفيذ ومن ثم وضع الخطط العملية والمشاريع والفعاليات للوصول لكل فئات المجتمع وتجنيد الموارد القائمة والكامنة، والبحث عن ادوات لتعزيز مشاركة الشباب والنساء بشكل فعلي بكل مراحل التخطيط والتنفيذ – وتغيير مناهج العمل لدى كافة المؤسسات وبناء شكل من اشكال التفاعل والتشابك بين المؤسسات الحزبية والاجتماعية والسياسية مع الجمعيات وغيرها من القوى الفاعلة.

جعفر فرح: هؤلاء الشباب مؤشر على حجم أزمة الاف الشباب في مجتمعنا

بدوره جعفر فرح مدير مركز مساواة اكد ل"بكرا" بانه سيتم الاسبوع القادم طرح هذه المسألة خلال اجندة المؤتمر السنوي لمساواة "المكانة القانونية" والذي سيعقد الجمعة القادمة.

واضاف: انضمام شباب وصبايا من مجتمعنا لداعش ظاهرة خطيرة ويجب مواجهتها بجدية، خصوصا اننا نعاني من أزمة عنف وانهيار أخلاقي. الفراغ الاجتماعي والسياسي والثقافي والوطني يجلب الدمار على المنطقة العربية بشكل عام وهؤلاء الشباب مؤشر على حجم أزمة الاف الشباب في مجتمعنا. علينا استعادة المبادرة كمجالس محلية، احزاب سياسية وجمعيات ومؤسسات دينية. لدينا قدرات هائلة ومكانتنا الاخلاقية والوطنية والسياسية لها أهمية خاصة وتأثير على مستقبل شعبنا، المبادرة تتطلب تخطيط وتفكير وجدية في التنفيذ.

عبد الله ابو معروف: الدين افيون الشعوب

النائب الدكتور عبد الله ابو معروف عقب بدوره قائلا: لهذه الظاهرة هناك خلفيات ثقافية اجتماعية اقتصادية، يجب ان يكون هناك برامج محاضرات ومؤتمرات، حملات تحذيرية مختلفة في المدارس والمساجد، حتى نحذر من الاعلام التحريضي، ممكن ان نختصر قضية داعش "الدين افيون الشعوب" اضافة الى اسباب اخرى، لذلك على لجنة المتابعة ان تقوم بحملة توعية بكل المجالات، خاصة بوحود التطرف والتعصب الديني والوضع الاقتصادي العام والاعلام والديماغوغية الموجودة، واختلاف الاراء السياسية في اعقاب ما يحدث في الشرق الاوسط والعالم العربي، الذي يؤدي في نهاية المطاف الى خروج البعض للانضمام الى صفوف داعش، وندعي الى حملة جذرية عن طريق المتابعة والسلطات المحلية في المدارس والمساجد.

سمر سمارة: الفراغ الاجتماعي والثقافي ومنه السسياسي ايضاً وطبعاً الوطني من جلب الدمار الكامل على شبابنا

الناشطة النسوية والاجتماعية سمر سمارة عقبت قائلة:انضمام شباب وصبايا من مجتمعنا لداعش ظاهره خطيره جداً ويجب علينا جميعاً التجند لمواجهتها كاحزاب سياسيه وجمعيات مجالس وبلديات نشطاء سياسين واجتماعيين اهالي ورجال دين حركات اسلاميه دون استثناء احد
ويجب اخذ هذه الظاهره المدمره بجديه ووضعها براس سلم اولوياتنا خصوصاً باننا كمجتمع عربي فلسطيني في اسرائيل نعاني من انهيار اخلاقي وعنف بكل اشكالها وعلى كل الشرائح مستشري في مدننا وقرانا .

واضافت: الفراغ الاجتماعي والثقافي ومنه السسياسي ايضاً وطبعاً الوطني من جلب الدمار الكامل على شبابنا .وانخراط شبابنا بداعش مؤشر مخيف لحجم الازمه التي يمر بها الالاف منهم واكثر ما يقلقنا ان هذه الظاهره لم تنحسر بالفتره الاخيره بين شريحه الشباب فقط الا انها اصبحت تصل لنساء ورجال مع عائلاتهم من الاطفال والفتيات الصغار وهذا مقلق وخطر جداً فما علينا الا ان نبدا بالعمل فوراً وحالاً وسريعاً على ايجاد خطة عمل نخرج بها لمجتمعنا حول خطوره هذه الظاهره وعواقبها نعتمد فيها على القدرات الرائعه الموجوده بين شبابنا.

ونوهت: بالتالي علينا ن نتولى زمام الامور كمسؤولين عن مكانتنا الاجتماعيه الوطنيه السياسيه والاخلاقيه والتي لها تاثير قوي على مستقبل شعبنا بكل شرائحه قبل فوات الاوان

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]