هزت أزمة كورونا سوق العمل في إسرائيل، حيث كشف مسح أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي على مدى الأسبوعين الماضيين كيف ساءت حالة العمال في إسرائيل في الأزمة الأخيرة، وإلى أي مدى توجد فجوات بين أنواع العمال في إسرائيل. تم إجراء المسح قبل نحو أسبوعين ويتضمن عينة تمثيلية من 572 موظفًا و188 عاملاً يعملون لحسابهم الخاص.

فجوات


تظهر نتائج الاستطلاع أن 68٪ من العمال اليهود في إسرائيل متأكدون انهم سيعودون لعملهم مع انتهاء ازمة الكورونا، مقابل 42% من العمال العرب، وتتراوح نسبة الاجيرين العرب واليهود الذين خرجوا لعطلة بدون مقابل بين 35% - 40%وان نصفهم يتوقعون انخفاض مرتبهم.
واظهرت النتائج أيضا ان 34% من اليهود يعملون من البيت مقابل 23% من العرب، و25% من اليهود يذهبون الى أماكن العمل مقابل 33% من العرب، واكد 42% من العمال اليهود و39% من العرب بانهم يعملون بنجاعة تامة من البيت كما هو من مكان العمل. وقال 21% من اليهود انه لا يوجد لديه أموال نقدية مقابل 42% من العرب، و72% من العرب اكدوا بانهم لا يستطيعون العيش اكثر من شهرين دون الحاجة لصناديق التوفيرات مقابل 44% من اليهود، 29% من العرب لا يستطيعون العيش شهر مقابل 16% من اليهود .
واشارت نتائج الاستطلاع عن "تفوق" المجتمع العربي على المجتمع اليهودي في قضايا الديون في البنوك والحاجة الى قروض .

الحكومة اهملت المجتمع العربي بتعاملها في كل ما يتعلق بالوضع الصحي

ويقول اريك رودنتسكي باحث في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية: "كشفت الأزمة الحالية ، عن الفجوات بين المجتمع العربي واليهودي، واولها كان تعامل الحكومة في الوضع الصحي بين العرب واليهود، واظهرت نتائج الاستطلاع غبن كبير للمجتمع العربي بما يتعلق في الوضع الصحي، حيث قامت الحكومة في عدة خطوات بما يتعلق بإصدار التعليمات، في المناطق اليهودية، وكان هنالك اهمال كبير للمجتمع العربي، والحق يقال ان مسؤولو المجتمع العربي قاموا هم بالدور للحفاظ على سلامة المواطنين،".

ليس بجديد

وعن الفجوة بين المجتمعين العربي والإسرائيلي، في العودة الى أماكن العمل بعد انتهاء الازمة قال الباحث :" هذا ليس بجديد، وهذا نابع من قلة الثقة في أماكن العمل من قبل المجتمع العربي، وهذا ينبع من ان هنالك عدد كبير من العرب يعملون كمستقلين في الضواحي، وهم متعلقون كثيرا في مركز البلاد، واذا توقف العمل في المركز، فان الضواحي سوف تعاني من هذا فترة أطول بكثير من منطقة الضواحي، اضف لذلك بان شهر رمضان على الأبواب، والعامل العربي ، الذي يريد ان يعود لعمله في فترة الصيام، ويسافر مسافة طويلة الى مكان العمل، ويتعرض في الطريق لحواجز من قبل الشرطة، هذه الأمور قد تمنع العامل العربي العودة الى العمل".

خطاب جانتس الأخير يدل يشير الى بداية التحسن

وأضاف حسب رايي هنا يأتي دور الحكومة في دعم الانفتاح في المجتمع العربي خاصة، في شهر رمضان، والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام، وأيضا على المستوى الكلامي، من الواضح ان الحكومة لديها خطة لدعم العاملين المستقلين، لكن حتى الان لم يتم تطبيق هذه الخطة، مع الإشارة بان اغلبية المستقلين هم من المجتمع اليهودي، ونلمح احتجاجات من قبلهم، لذلك الوضع في المجتمع العربي اصعب بكثير ولكن كلنا امل بان يتحسن الوضع، ولمحنا هذا التحسن في خطاب جانتس الأخير ، الذي ذكر لأول مرة تقريبا موضوع المجتمع العربي، حسب رايي هذا تحسن في الموقف الإسرائيلي تجاه المجتمع العربي".
واختتم قائلا:" الكل متعلق بالعامل النفسي لدى العامل العربي، الذي لا يريد ان يلتقي بحواجز شرطة في طريقه للعمل، وخاصة في شهر رمضان، نضف الى ذلك انعدام الثقة لدى العامل العربي من قضية التشغيل بشكل عام في البلاد"
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]