يعقد المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا (كابينيت كورونا)، اليوم الثلاثاء، جلسة للتباحث في إعادة فتح المدارس، وكذلك توسيع دائرة التعليم في المدارس بالمرحلة الابتدائية، وأيضا لطلاب صفوف الحادي عشر والثاني عشر بالثانويات ممن سيتقدمون لامتحانات البجروت. وحتى الآن يبقى جهاز التعليم في انحاء البلاد كافة ما عدا التعليم الخاص مغلقا حتى بعد غد الخميس حيث صادق كابينت كورونا الليلة الماضية على تمديد الانظمة الصحية الخاصة بجهاز التعليم بيومين إضافيين وسيعود كابينت الكورونا الى الاجتماع اليوم لبحث هذه المسالة بحيث من المقرر ان يناقش الية جديدة لاستئناف الدراسة في مؤسسات التعليم تقضي بان يعاد بعد غد الخميس فتح الصفوف الأوائل حتى الرابع ورياض الأطفال في التجمعات السكنية والخضراء والصفراء فقط. وتتم دراسة شمل التجمعات السكنية البرتقالية في الالية استنادًا الى نسبة الأشخاص الذين سيتم تطعيمهم باللقاح ضد كورونا.

الى ذلك اعربت رئيسة نقابة المعلمين عن معارضتها لإعادة الطلاب الى مقاعد الدراسة قبل ان تتضح الصورة الوبائية وتطعيم المعلمين واتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة.

ضبابية وقلق

المربية والعاملة الاجتماعية تغريد ذيبة بدورها عقبت ل "بكرا": جائحة كورونا ما زالت تلقي بظلالها الثقيلة عالمياً وتؤثر على جميع المجتمعات قاطبةً، بالحيز الصحي، العاطفي، الاجتماعي، الاقتصادي والتعليمي. وما زالت الضبابية تلوح بالأفق وما زال القلق سيد الموقف. حيث أن أزمة كورونا أصبحت واقعاً يؤرق منامنا ويقض مضاجعنا ،ويزعزع شعورنا بالأمان وفقداننا للسيطرة خاصةً في ظل حالة الارتباك والتخبط المستمر بنهج الحكومة والمؤسسات الرسمية بكل ما يتعلق بإدارة أزمة كورونا ،من إغلاقات مستمرة وعدم مصداقية وانعدام الشفافية التي لا تخلو من المناكفات والمآرب السياسية ،بدءاً برئيس الحكومة نتانياهو الذي تغنى وتباهى قبل شهرين تقريباً معلناً أن دولة إسرائيل في الطريق الصحيح للجم والحد من انتشار الفايروس وتباهى بان الكثير من الدول الأجنبية والأوروبية تواصلت معه للتعلم من التجربة الإسرائيلية وها هو بعينه يطل علينا من جديد معلناً ان الوضع خطيراً للغاية وعلى حدِ تعبيره سنرى الكثير من جنازات الشباب بالفترة القادمة.

وتابعت: هذا التخبط خلق أزمة ثقة خاصةً بالمجتمع العربي، أيضاً بسبب ضعف جهاز التوعية باللغة العربية أضافةً لقلة الموارد لمواجهة هذه الجائحة مما لا شك به أن أزمة الكورونا ستعمق الفوارق والفجوات بين العرب واليهود وستزيدنا فقراً وضعفاً، جهلاً، عنفاً وتهميشاً.

ونوهت ل "بكرا": الأطفال والأولاد هم الفئة الأكثر تضرراً لانقطاعهم المستمر عن مدارسهم وفقدانهم للإطار التعليمي والاجتماعي وحالة العزلة التي فرضت عليهم ستترك ندوباً نفسية وتعليمية بعيدة الأمد ،الفجوات ستتعمق بجميع المجالات وخاصةً عند الأطفال منهم الذين ما زالوا في طور تنمية وبلورة قدراتهم التعليمية ،الإدراكية والعاطفية الأساسية ،بالإضافة لافتقار الكثير من العائلات للجاهزية والقدرة والتأهيل المناسب للتعلم عن بعد، أطفالنا وأولادنا هم من سيدفعون ضريبةً باهضه الثمن لكل هذه الضبابية وعدم الاستقرار والاستخفاف بمشاعرهم الغصة .

وقالت انه مما لا شك بهِ أن المستقبل سيحمل لنا بين طياته الكثير من التغييرات حتى من معالمنا البشرية ونقص كبير بالمحتوى التعليمي والمنسوب العاطفي والوجداني رسالتي للأهل كونوا عوناً وسنداً لأطفالكم بكل ما أوتيتم من قوة لا تدعوهم يعبرون المرحلة بصمت أغمروهم بالحب والاحتواء شاركوهم حاوروهم وامنحوهم الطمأنينة والأمان رغم كل العقبات.

اخفاق وفشل

احمد عبد الرؤوف جبارين رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب القطرية قال ل "بكرا" في هذا الصدد: كان من المفروض البدء بفتح جهاز التعليم بشكل تدريجي بعد الإغلاق الأخير الذى فرضته الحكومة بناء على توصية وزارة الصحة، وللأسف منذ بداية أزمة انتشار الوباء يدار جهاز التعليم بشكل عام والجهاز بالمجتمع العربي بشكل خاص بإخفاق وفشل شديدين، وهذه المرة من المرات السابقة، تطرح الحكومة ووزارة التعليم خطة لعودة الطلاب بشكل لا يمت بالواقع بصلة، بحيث أن جهاز التعليم بالمجتمع العربي لا زال يعاني من كل النواقص التي لم تعالج والتي تشكل عقبة وعدم القدرة على إخراجها الى حيز التنفيذ، فعندما تقترح الوزارة وفقا للخطة التي نشرت عبر وسائل الإعلام لتعلم بمجموعات حتى عشرين طالب، فإن الوضع القائم من ناحية غرف تدريس لا زال كما هو، والفجوات التي تراكمت عبر عشرات السنين وتعاقب الحكومات، وكذلك الامر مع سائر الامور المتعلقة بالبنية التحتية من بناء غرف تدريس وتوفير اجهزة تقنية لتعلم عن بعد والنقص بالأنترنت، وخاصة في القرى مسلوبة الاعتراف في النقب.

وتابع: تقوم وزارة التربية والتعليم بطرح خطتها بدون التنسيق مع أي طرف من الاطراف ذوي الشأن بالموضوع، ولا مع ذوي الخبرة حتى من مدراء، مما يجعل الخطة غير قابلة لتنفيذ على ارض الواقع. ان هذا الوضع للأسف لا زال قائم من بداية ازمة انتشار الوباء، مما يجعل بالتالي الغالبية العظمى من أبنائنا الطلاب العرب خارج جهاز التربية والتعليم مما يقارب سنة.

ونوه الى ان تأثير ما يحصل على أبنائنا هو مباشر، والضرر أصبح مضاعف، الأمر الذي يزيد من حدة الفجوات في جهاز التربية والتعليم، والذي يتراكم منذ عدة عقود، وان جهاز التربية والتعليم العربي يمر بنكبة، والتي سنرى نتائجها في السنوات القادمة.

وكرر مجددا وقال: علينا نحن كمجتمع عربي في الداخل الفلسطيني بكافة مركباته من لجنة متابعة قضايا التعليم ولجنة الرؤساء القطرية ولجنة اولياء الامور القطرية والنواب العرب في لجنة التعليم البرلمانية، العمل على وضع خطة للنهوض بجهاز التعليم العربي وعدم الانتظار المؤسسة، لأننا لا نتوقع ان تتغير السياسات اتجاهنا بين ليلة وضحاها.

الأزمة تدار بشكل كارثي

شرف حسان مدير لجنة المتابعة لقضايا التعليم العربي قال بدوره ل "بكرا": الخطط التي تقترحها الحكومة لعودة الطلاب للمدارس وبالذات في البلدات المعرفة كحمراء أو برتقالية إشكالية واغير واقعية بمعظمها. علما أن أكثر من 60 بلدة عربية تقع ضمن هذه التعريفات. أي الغالبية الساحقة لطلابنا.

وأضاف حسان قائلا: الأزمة تدار بشكل كارثي ومجرد اتخاذ قرارات باللحظة الأخيرة ودون اشراك المسؤولين في الحقل والسلطات المحلية وممثلي المجتمع العربي هو دليل على ذلك. الحكومة تتخذ قرارات إشكالية وتلقي بالمسؤولية على مديري المدارس والمعلمين وعلى السلطات المحلية دون اعطائهم الأدوات والصلاحيات والموارد لإدارة الازمة. التعليم عن بعد أثبت فشله فمعظم الطلبة منقطعين عن التعليم. على الوزارة بلورة خطط تلائم مجتمعنا العربي تقلل من الضرر ويجب ان تشرك مجتمعنا العربي في بناء هذه الخطط.

ونوه: وزارة التعليم تجاهل حقيقة ان قسم كبير من الطلاب هم بانقطاع كامل عن التعليم من أشهر وسيصعب ارجاع هذه الفئة من الطلاب الى المدارس فقسم من أبناء الشبيبة منغمس في "حياة" أخرى كالعمل وربما قسم قد انخرط في عالم العنف. الوزارة لم تقترح خطة للتعامل مع هذا الموضوع.

وتابع: أثر الأزمة على التعليم بشكل عام وعلى التعليم العربي هو هائل. الازمة لم تنته بعد ولكن علينا ان نستعد أيضا للمرحلة التي تلي الازمة ونقوم بتحضر الخطط لعرضها على الوزارات المختلفة للمطالبة بحقوق طلابنا ومجتمعنا. الازمة أدت الى تعميق الفجوات بين العرب واليهود والى خسارة تعليمية هائلة. كذلك هناك ضرر نفسي واجتماعي واقتصادي على الطلاب واهاليهم ويجب اعطاء حلول لكل هذه الازمات.

وقال ل "بكرا": الأزمة ستعمق الفجوات داخل مجتمعنا وسيدفع الطلاب أبناء الطبقات المسحوقة ثمنا باهظا اذا لم توضع الخطط الملائمة لتعويض الطلاب ومواجهة أثر الأزمة وحول هذا الموضوع نركز جل جهودنا. المؤسف ان الطلاب الذين سيدفعون الى الهامش قد يجدون أنفسهم في عالم العنف والجريمة وعلينا صب كل جهود المؤسسات التعليمية والسلطات المحلية والمجتمع المدني وسائر الأطراف لمنع حدوث ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]