رغم مطالبات المسؤولين الفلسطينيين المتكررة للإدارة الامريكية بضرورة إعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس الا ان واشنطن لم تقدم حتى الآن جدولا زمنيا للوقت الذي تخطط فيه لاستكمال الخطوة.

وقال المحامي معين عودة المختص بالقانون الدولي وقانون حقوق الانسان، يتابع دراسته حاليا لدرجة الدكتوراة في حل النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسون في العاصمة واشنطن في شرحه للأسباب التي أدت لعدم فتح القنصلية بقوله "ان زيارات الوفود الامريكية الاخيرة للسلطة الفلسطينية لا تتعدى زيارات علاقات عامة، لا يمكن البناء عليها لاحداث اختراق حقيقي بالموقف الامريكي لاعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس، مضيفا على العكس، في كثير من الاحيان السلطة الفلسطينية هي التي تسعى الى تلك الزيارات للحصول على شرعية دولية في غياب شرعية صندوق الاقتراع".

وعد بايدن


وأشار عودة لموقع بكرا انه مر على وعد بايدن ووزير خارجيته باعادة فتح القنصلية بالقدس تقريبا سنة كاملة دون اي تقدم موضحا ان وعود بايدن وادارته باعادة فتح القنصلية تواجه صعوبات سياسية وقانونية ليست بالبسيطة، بداية من قانون نقل السفارة الى القدس الصادر بالكونجرس عام 1996 والذي يصعب تخطيه بعد نقلها فعليا، مرورا بميثاق فيينا للعلاقات القنصلية للعام 1963.

تحديات

واكد ان الرئيس بايدن نفسه اوضح ايضا انه لا ينوي اعادة السفارة الى تل ابيب حتى لو قام باعادة فتح القنصلية مشيرا الى ان الادارة الامريكية الحالية تواجه العديد من التحديات الكبيرة داخليا (الوباء، والوضع الاقتصادي الصعب، اضافة الى الخلاف السياسي الدائم بين الجمهوريين والديمقراطيين) وخارجيا (المتمثل بالاساس بالملف الايراني والملف الاوكراني والصراع مع الصين وروسيا) وهي لا تريد ولا تسعى لاضافة اي تحديات جديدة بمحاولة اعادة فتح قنصليتها بالقدس وعلى ما يبدو فهمت السلطة هذا الكلام وفصلت الملف الاقتصادي عن الملف السياسي واعادت العلاقات الاقتصادية مع امريكا .

حدث سياسي

ولفت المحامي عودة الى ان اعادة فتح القنصلية هي حدث سياسي مهم يجب ان يستمر الفلسطينيون بالمطالبة به حتى يتحقق، فهو حتى او لم يغير شيئا على ارض الواقع فهي ذات ثقل سياسي كبير لموضوع القدس خصوصا وموضوع حل الدولتين عموما.

يذكر ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت كان قد قال في تصريحات له مؤخرا إنه "لا مكان لقنصلية أمريكية تخدم الفلسطينيين في القدس"، مضيفا: "نحن نعبر عن موقفنا بوضوح وبدون دراما، القدس هي عاصمة دولة إسرائيل".

وأدانت الخارجية الفلسطينية تلك التصريحات، وقالت إن "مواقف الإدارة الامريكية، والمجتمع الدولي على محك الاختبار النهائي لمصداقية هذه المواقف".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]