أقيم في كلّية سخنين الأكاديمية لتأهيل المعلمين حفل افتتاح المختبر التفاعلي الحقيقي-الافتراضي ثلاثي الأبعاد، أو ما يعرف بـ "المختبر التخيلي - מעבדת הדמיון"، لتكون أول كليّة لتأهيل المعلمين في إسرائيل والعالم تنضمّ لهذا المشروع والتقنية المتطوّرة.
حضر الاحتفال نخبة من الضيوف على رأسهم ممثلين عن صندوق "اتنا" لتعزيز التطور المهني الرقمي للمعلمين في إسرائيل، تقدّمهم السيّد أوري بن آري، مؤسس ورئيس صندوق "اتنا"، ودفنا تمير، مديرة المشاريع في الصندوق، إلى جانب الهيئة الإدارية والتدريسيّة في الكلية، عل رأسهم البروفيسور فيصل عزايزة، رئيس الكلّية، والبروفيسور محمود خليل، عميد الكلّية، د. ياسر عوّاد نائب رئيس الكلية للأبحاث والتخطيط والاستراتيجيات، ود. نايف عوّاد مدير وحدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومدير مركز المحاكاة في الكلية.

من خلال افتتاح هذا المختبر، والذي يقدّم بيئة تعليميّة حديثة وفريدة، تقود كليّة سخنين الاكاديمية ثورة في مجال التربية والتعليم في البلاد عمومًا، وفي المجتمع العربي خصوصًا بحيث يقدم هذا المختبر رؤية مغايرة وطرحًا جديدًا في ظل تطوّر العلم والتغييرات الحاصلة في مجالات الحياة بشكل عام وفي طرائق، أساليب وبيئات التعليم بشكل خاص.
تخلل الاحتفال مداخلات عدّة، تحدّث فيها السيّد أوري بن آري، مؤسس ورئيس صندوق "اتنا"، الذي عبّر عن فخره الكبير بهذا الإنجاز الكبير، مشددًا على أنّ "كلية سخنين هي أول كلية في إسرائيل والعالم التي تنضم لمشروع "المختبر التخيلي" وهو دليل على مهنية طواقم وإدارة الكلية وسعيها الدائم إلى التقدّم والتألق في الصدار في الحقل التعليمي والتربوي".
وأشار بن آري إلى عمل صندوق "اتنا" الذي يتركّز على دعم وتعزيز المعلمين في إسرائيل على مختلف الأصعدة والصعيد التكنولوجيّ بشكل خاص، ايمانًا منه بأن المعلّم هو أساس المجتمع وعموده، بحيث يتمّ العمل على تجنيد كل الموارد والجهات من وزارة التربية والتعليم وكلّيات وجمعيات ومتبرعين وغيرها لصالح تطوير وتعزيز المعلّم والتعليم ودمج التكنولوجيا والتقنيات الحديثة. وأوضح بن آري أنّ "نسعى إلى تأهيل كل معلم/ محاضر في إسرائيل ليكون قادرًا على تمرير المواد التعليمية والتربوية من خلال مكان مثل "المختبر التخيلي"، نحن نقود ثورة من خلال هذا المكان المميّز ويسرّنا أن تكون كليّة سخنين الأكاديمية هي الأولى التي تتبنى هذا المشروع".
وأضاف بن آري:" كليّة سخنين رائدة في تبني ونشر موضوع التكنولوجيا الحديثة ودمجها في التّربية والتّعليم ونحن على ثقة بأنها ستحقق نجاحًا مميّزًا وانجازات كبيرة في هذا المجال ومن خلال هذا المختبر بالتحديد".
من جانبه، رحّب البروفيسور فيصل عزايزة بالضيوف، معربا عن سعادته الغامرة وفخره بافتتاح هذا المختبر الذي جاء "ثمرة لعمل مشترك وتعاون مع صندوق "اتنا" امتدّ على مدار نحو عام، لينضمّ الى الإنجازات التي تسجّلها الكليّة ضمن رؤيا أكاديمية وتربويّة جديدة ومختلفة، تسعى من خلالها الى دمج التكنولوجيا بالتّربية والتّعليم الى جانب ادخال مسارات وتخصصات أكاديميّة جديدة ومتنوّعة".
وتطرّق ب. عزايزة الى العمل الذي تقوم به الكلّية برئاسته، منذ استلامه المنصب، بهدف التقدّم نحو مجالات وآفاق أوسع في المجال الأكاديمي والعلمي، وقال ب. عزايزة:" نعمل منذ نحو عام على بناء وتجهيز أسس وبنى تحتيّة جديدة وقوية في كليّة سخنين الأكاديمية لتطويرها وتعزيزها علميًا وتكنولوجيًا، وبالفعل اتخذنا خطوات عدّة وهامّة على أرض الواقع ونجحنا من خلالها بتبني وافتتاح مشاريع تربويّة فريدة، إضافة مساقات أكاديميّة، الى جانب دمج تقنيات متطورة وحديثة في مجال التّربية والتّعليم نتوّجها اليوم بافتتاح هذا "المختبر التخيّلي"، والذي نعتبره بالفعل ثورة في حقل التّربية والتّعليم ونموذجًا للصفّ المستقبليّ المتطوّر".
وتابع ب. عزايزة:" نحن نسعى إلى تأهيل معلمين على مستوى عالٍ من المعرفة والتطوّر الذين سيتمكنون من دمج التّربية والتعليم بالتكنولوجيا الحديثة والتقنيات المتطوّرة ومن ضمنها المختبر التخيلي، وليكونوا قادرين على إدارة "الصف المستقبلي" بكل مهنيّة ويختبروا مع طلابهم تجربة تعليميّة وتكنولوجيّة شائقة". وأشار ب. عزايزة إلى أنّ:" كليّة سخنين ستفتح أبوابها في المستقبل القريب أمام طلابها المتدربين، وكذلك طلبة ومعلمي المدارس من المجتمع العربي ومختلف الأطياف في البلاد ليستكشفوا هذه التجربة التعليمية المهنية والغنيّة".
وشكر بروفيسور فيصل عزايزة في ختام حديثه صندوق "اتنا" على دعمه وتمويله للمشروع، كما قدّم شكره الخالص الى الطاقم الإداري والتدريسي في الكلية على جهودهم وتفانيهم من أجل إخراج هذا المشروع الى حيّز التنفيذ.
أختتم الحفل أخيرًا بقصّ شريط الافتتاح وسط أجواء مبهجة، إلى جانب عرض "تخيليّ" خاصّ داخل المختبر قدّمه الدكتور نايف عوّاد، مدير وحدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومدير مركز المحاكاة في الكليّة، حيث قدّم شرحًا عن الإمكانيات والتقنيات المتاحة في المختبر، وعرض نماذج عدّة بالصوت والصورة أمام الحضور بمشاركتهم وتفاعلهم بتجربة علمية وتكنولوجية مميّزة.
ويقول د. نايف عوّاد حول فكرة افتتاح المختبر:" لكلّية سخنين الأكاديمية باع طويل في تأهيل المعلمين وهي تعتبر صرحًا أكاديميًا مسؤولًا وذي ثقل في هذا الجانب، لذا وجب عليها أن تكون رائدة في طرح وتقديم أساليب جديدة تعتمد تقنيات وتكنولوجيا متقدمة لخدمة العملية التعليمية والتربوية. من هنا جاء العمل على افتتاح "المختبر التخيلي" الذي يقدّم بيئة تعليمية حديثة تدمج العالم الافتراضي والواقع المُعزز وتعرض تجارب تعلميّة ممتعة وغنيّة بعيدًا عن أساليب التعلم التقليدي. المختبر التخيلي يمكّن من أنسنه التفاعلات الرقمية ويمنح مستخدميه انطباع خوض تجارب وصناعة ذكريات حقيقية من خلال استخدام موارد ومنتجات رقمية، غنية بالعناصر والمؤثرات التفاعلية الصوتية، الصورية، والحركية ".
وأضاف د. عوّاد:" نعرض اليوم رؤيا جديدة للصفّ المستقبلي والذي يعتبر بديلًا متطورًا وحديثًا للصف التقليدي، نعزّز من خلالها الرغبة لدى الطالب والمعلم على حدّ سواء للتعلم والمعرفة العميقة".
واختتم د. عوّاد:" ندرك جيّدًا التحديات العديدة التي ترافق ادخال أسلوب تعليميّ حديث مُدمج مع التكنولوجيا. بطبيعة الحال يحتاج الأمر الى وقت وسيرورة جدية مع خطط مدروسة تركّز على تأهيل وتدريب الطواقم التعليميّة بشكل مختلف ومغاير، إضافة لضرورة مسح متطلبات الحقل والاستجابة لها، لكننا في الوقت ذاته نؤمن أنّ هذا المسار سيخدم الرؤى المستقبلية الواعدة لعملية تعليمية ناجحة من أجل مجتمع مزدهر".


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]