قد يكون اسم غيداء ريناوي زعبي- من أكثر الأسماء التي ذكرت في الساحة السياسية بالعام الأخير، وإذا أردنا التدقيق أكثر، سنقول من أكثر الأسماء التي تعرضت لهجوم من قبل معسكر (المركز يسار) الإسرائيلي، وذلك بعدما قررت أن تتصرف في الكنيست وفقًا لمبادئها ووفقًا لمبادئ حزب ميرتس الذي كانت تتبع له في الكنيست، ضد الاحتلال وضد العنصرية.

أول من هاجم ريناوي زعبي كان قيادة حزبها، ميرتس، وعلى راسهم رئيس الحزب نيتسان هورفيتس، بالإضافة لشخصيات عديدة من الاتئلاف الحكومي، أرادوا منها أن تلتزم بالالتزام الائتلافي وتصوت مع الائتلاف على كل شيء، حتى على ما يناقض فكرها وضميرها وما يناقض فكر ميرتس أيضًا. رغم أن أعضاء آخرين من الائتلاف، من يمين الائتلاف تحديدًا، لم يحترموا لا الالتزام الائتلافي ولا غيره، وصوتوا وفقًا لفكرهم ومبادئهم في عدة مواقف، وتسببوا بتفكك الحكومة، لكنهم لم يتعرضوا للهجوم الذي تعرضت له غيداء ريناوي زعبي، أو حتى مازن غنايم، والذي يجمع بين غيداء ومازن هو هويتهما العربية، وهذا ما سهّل الهجوم عليهما.

خدعة كبيرة

تقول غيداء ريناوي زعبي في حديث لـ"بكرا": "ما يسمى اليسار المتمثل بحزب مثل ميرتس ما هو إلا خدعة كبيرة، وواحدة من اهم القضايا التي ساهمت فيها هو اني كشفت هذه الحقيقة، فايديلوجية ميرتس قائمة على موضوع النضال ضد الاحتلال والشراكة الحقيقية بين المواطنين العرب واليهود وقد سقطوا في الامتحانين خلال العام الأخير.

"إليكم هذا المثال البسيط، قبل أيام- وزير الصحة نيتسان هورفيتس صرح أنه فخور كونه تمكن من اقتطاع ميزانية كبيرة لصالح توظيف الآلاف من القادمين الجدد من روسيا بالمستشفيات بما انه هذه المستشفيات تعاني من نقص كبير في الملكات، ونحن منذ سنة ونصف نطالب الوزارة بأن تعمل تخصيص وظائف جديدة لآلاف الأطباء والطبيبات العرب والواقفين بالدور ينتظرون وموجودين بقائمة، يعني لو كان الذي صرح بهذا وزير صحة من الليكود قد أفهم، ولكن وزير صحة من ميرتس؟ هذا يوضح كل شيء. طوال العام الماضي جلبنا للوزير خططًا ومشاريع لتوظيف الأطباء العرب وطوال الوقت رفضوا كل شيء، وفي يوم وليلة يتم تخصيص ميزانية لتوظيف أطباء قادمين من شرق أوروبا".
وتابع: "وفي موضوع الاحتلال، في شهر 1 نظمت الحكومة جلسة خاصة في الجولان لتأكيد السيطرة على الهضبة السورية المحتلة، وشارك فيها وزراء ميرتس نيتسان هورفيتس وتمار زاندبرغ، وهذا ناقض مبدأ ميرتس ضد الاحتلال، ووقتها قلت أني أخجل من هذا التصرف فتعرضت لانتقاد وهجوم، ثم هاجموني لأنني صوتت ضد قانون التجنيد في المرحلة الأولى، وثم لأنني صوتت ضد قانون المستوطنات وغيرها من القوانين، ووصلت بالوزير هورفيتس أن يصفني بالحقيرة!".

 تبينت حقيقتهم
"طوال الوقت كانوا يتحدثوا معي بفوقية، وكرروا عبارة "كيف تجرؤين"، وأتحدث عن رؤساء أحزاب من المركز واليسار وعلى رأسهم ميرتس طبعًا. لم أتوقع أن نصل إلى هذا الوضع ولم أتوقع أصلًا أن ندخل الحكومة وباعتقادي في ميرتس لم يتوقعوا أن يدخلوا الحكومة أيضًا. وبعدما دخلوا تبينت حقيقتهم، يريدون من العربي أن يكون مجرد صورة لا أن يكون شريكًا 100%، وبدون شراكة 100% على نفس المستوى، لا يمكن أن نقول أن هنالك شراكة حقيقية".

وتابعت ريناوي زعبي: "ميرتس هم الذين توجهوا إلي ولست أنا من توجه، وتبين أنهم لا يفرقون عن غيرهم، ربما هم أسوأ لأنهم يطلقون شعارات يسارية وديمقراطية. ها هي رئيسة الحزب الجديدة القديمة زهافا جالئون، فورًا ذهبت إلى لبيد لتعلن عن الولاء، هل هذا هو ميرتس؟ لقد غاصوا في قضية معاداة نتنياهو لدرجة أنهم تجاهلوا مبادئهم الأساسية، وبينهم بعض العرب، فما الذي فعله الوزير العربي (تقصد عيساوي فريج) لمجتمعه خلال تواجده بالحكومة؟ ما الذي أنجزه غير الدفاع عن الحكومة في كل شيء؟".

وحول نواياها للمستقبل القريب، قالت: "حاليًا اتخذت استراحة قصيرة، ولكنني سأعود للسياسة ولدي مقولة وموقف وثبات وأفكار عديدة للعمل، كان لي حديث مع العربية للتغيير وحديث مع الموحدة لكن حاليًا قررت الاستراحة قليلًا".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]