يقول الفنّان الأميركي ثيستر غيتس ،(1973) Theaster Gates الموزّعة أعماله المنتمية إلى الفنّ التركيبي، في متاحف ومعارض عدة بالعالم إن «الأمر لا يتعلّق بالمواد، بل بقدرتنا على تشكيل الأشياء». في «تفكيك» القول، يتبيّن أنّه مهما كانت خصائص أي خامة، على المشتغل بها تطويعها للغاية المرغوبة واكتشاف مزايا أخرى فيها ربما، أو حتّى الدمج بينها وبين أخرى. عن المواد أيضاً، تقول «المعماريّة الكبيرة» زها حديد: «لقد قدّرت دائماً من جرؤوا على التجربة في النسب والمواد».
من بين المتتبعين الكثيرين لجديد المواد، مصمّمو الديكور، الذين يحاولون الاطلاع على غايات كل خامة، لتحميلها بأفكارهم الجماليّة، والعمليّة، مع ملاحظة أن مواد الديكور في تطور مستمرّ، لنواحي العمليّة وسهولة التنظيف ومراعاة البيئة.
عن خصائص المواد التي ستبقى رائجة في الديكور الداخلي، في العام الجديد (2023)، يقول مهندس العمارة والمصمّم جمال زين لـ «سيدتي» إن «الشركات المصنعة للمواد تهتم أخيراً بتطويرها، لتلبّي حاجات العملاء العديدة والمنوعة»، معدّداً مميّزات شائعة في المواد، راهناً، على رأسها الصلابة ومقاومة الكسر نتيجة التطور التقني والتكنولوجي، بالإضافة إلى خفّة الوزن، وتحمّل درجات الحرارة العالية، فضلاً عن جاذبية الملمس ومقاومة الغبار والماء... مع إفساح المجال للمصمّم (أو المستهلك) في التكوين والتشكيل وفق طرق مختلفة، ما يغني عالم الديكور والتصميم الداخلي بلمسات أخّاذة.
عن المواد الصلبة، التي ستبقى منتشرة في العام المقبل (2023)، يقول زين: «لا غنى عن الخشب، الخامة الرئيسة في الديكور الداخلي، على الرغم من الحديث عن تراجعها، فمميّزات الخشب كثيرة، من صلابة وقوّة تحمّل وسهولة في التشكيل وإضفاء الراحة والدفء على الفراغ المعاري، خصوصاً مع توافر ألوان عدة من قشرة الخشب، وإمكانيّة صبغ الخامة، حسب الرغبة». ويضيف أن «الخشب، مادة كثيرة الحضور في ديكورات الجدران وصنع الأثاث وخزائن الملابس والمطابخ». ويتحدّث زين أيضاً عن الجبس، فيقول إن «المادة ستظلّ رائجة، في عالم الديكور، مهما دارت الأيّام، فهي مطواعة وتسمح بخيارات لا حصر لها لناحية التشكيل، بالإضافة إلى سمات، مثل: خفّة الوزن وسهولة التنظيف وإمكانيّة الطلاء بأي لون كان، مع الاستخدام في ديكورات الأسقف أو في إعداد العوازل بين الغرف أو البراويز الجدارية».
«الستاينلس ستيل»، بدورها، هي إحدى المواد الصلبة، التي راجت بشكل كبير في الأعوام الأخيرة، ولمّا تزل، مع خصائص جاذبة، مثل: مقاومة الصدأ، وإضفاء جوّ من الفخامة والأناقة على التصميم. تُستخدم المادة، بلون الفضّة في الديكور الداخلي، أو الذهب، مع إشارة زين إلى أن «الستيل الذهبي المعتق هو الأكثر جمالاً وانتشاراً، سواء في أعمال الجدران أو الأثاث أو إكسسوارات الحمّامات».

الزجاج: صحيح أن الخامة شائعة الاستخدام، في الديكور الداخلي، لكن تقنيات التصنيع المتعلّقة بها لا تكفّ عن التطوّر. في العام الجديد، هناك الزجاج العاكس، المتوافر بألوان منوّعة (الأزرق والأخضر والفاتح والبيج والرمادي السماوي والزمردي)، والزجاج المخدّد الذي يصنع العوازل بين غرف المنزل.
الـ «بوليرتان»: مادة خفيفة، تباع في السوق حسب أشكال جاهزة أو تقصّ حسب الطلب، وتقلّد الخامات الخشبية والجبس، وتوظّف في تكسية الجدران الداخليّة، سواء في الممرّ، أو الصالون، أو غرف النوم، أو جدار التلفاز، في المنزل، أو في المعارض والقاعات العامّة.
بديل الرخام: يكثر الاعتماد على الخامة، في تصميم الديكور، أخيراً، خصوصاً أن بديل الرخام عبارة عن مجموعة من المواد الطبيعية والمصنعة (الكوارتز وبودرة الرمل وأجزاء رخامية صغيرة والبلاستيك والأسمنت والغراء الإكليريكي والقلفونية). تخلط المواد المذكورة، بنسب معينة معاً، مع التحريك بقوّة، والخضوع لضغط بخاري مرتفع، ليصبّ المنتج النهائي، في كتل وشرائح جاهزة للاستخدام. يمتاز بديل الرخام بالقوّة والمتانة ومقاومة الرطوبة وسهولة التنظيف والتركيب، بالإضافة إلى خفّة الوزن وقلّة السماكة وتعدّد الألوان.

تتنوّع صنوف وألوان الأنسجة الرئيسة المستخدمة في صنع الأثاث، ومفارش الأسرّة والسجّاد... وعلى رأسها الكتّان، المادة التي يصفها زين بأنّها «تترأس هرم الأنسجة الطبيعيّة، لأنها واسعة الاستخدام، وتحل في الأثاث والستائر... »، ويضيف أن «الكتّان سيظلّ دارجاً. وكذا هو الجلد (الطبيعي والصناعي)، فالنوعان يشيان بالفخامة، ويناسبان ديكورات المنازل الواقعة في بيئات باردة ودافئة، ويُعرفان بالليونة وسهولة التنظيف والملمس اللطيف، ويحقّقان الراحة في الجلوس».
لناحية الأنسجة الجديدة، التي انتشرت في الأعوام الأخيرة، ولمّا تزل دارجةً، هناك «البوكليه»، الصوف الذي يتميز ببروز خيوطه وخفّة الوزن، كما مقاومة التجعّد.
عن نسيج الجلد السويدي شائع الانتشار، يقول زين إنّه «عمليّ وناعم وأنيق في آن واحد، وسهل التنظيف ومتعدد الألوان، كما يعمّر طويلاً».


للخروج عن المألوف يلجأ مصمّمو الديكور، في بعض الأعمال، إلى دمج أكثر من مادة ببعضها البعض، لا سيّما في إطار تصميم الجدران وقطع الأثاث. يؤيّد جمال زين هذا الميل، ويرى أن «المواد الأكثر تجانساً معاً، هي: الخشب المغطى بالقماش و«الستاينلس ستيل»، فهذه التوليفة تحقّق النعومة في الملمس وفخامة المظهر، ومناسبة خصوصاً للديكور الذي يعدّ خلف سرير غرفة النوم. وهناك الخشب المدمج بـ«الستاينلس ستيل»، ما يعبّر عن خليط جميل، خصوصاً عند التوظيف في المجلس وغرفة الجلوس وجدار التلفاز». ويعدّد زين مواد أخرى، قابلة للاقتران ببعضها البعض، مثل: الخشب والرخام والجبس والمرايا والرخام و«الستاينلس ستيل».

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]