لا بد انكم سمعتم كثيرًا عن عائلة البرغوثي وعائلات فلسطينية اخرى والتي تنتظر بفارغ الصبر ابرام صفقة  الأسرى والاعلان عن ذلك بشكل نهائي، وهذه المرة نسلط الضوء على عائلة ابو حمدي والتي على ما يبدو عزيزي القارىء بانك لن تسمع عنها كثيرًا الا انها عائلة فلسطينية مثلها مثل بقية العائلات التي تترقب بفارغ الصبر التطورات المتعلقة بالصفقة.

وقد التقينا ناجي ابو حميد والذي قبع في سجون الاحتلال لعدة سنوات ومازال ينتظر الاعلان عن اطلاق سراح واحد من اشقائه الاربعة على الاقل بعد سنوات من الانتظار والاشتياق وكانت الى جانبه الصابرة الحاجة " أم ناصر أبو حميد "، أم الأسرى الاربعة وأم الشهيد التي استفزت السجان وهي تقول : جميع الأسرى أولادي .. لهم ما ينتظرهم في هذه الحياة لأنهم شركاء البدايات والنهايات .. أحياء فيهم رائحة البخور والكرز والتين والزيتون ..

يعيشون في قلبي وقد رضعوا حليبي..!!!

الحاجة والتي عادت للتو من الحجاز والديار المقدسة قالت في حديث خاص لبكرا:" أن أبنائها الأسرى يطلون على أرضهم من عتمات الزنازين ومن سعال الموت في نفحة وشطة وجلبوع وعسقلان ، ومن وجع الأسيرات في تلموند وأفاعي الرمل في النقب" .

وتضيف الحاجة أن أولادها يربون القرار من لحمهم كي يأتي سلاماً كاملاً بلا جوع ولا ركوع وبلا شروط وبلا تمييز .. قادرون على العيش بعد المؤبد ، يحملون وطنهم وكما قالت لمراسلتنا :" يعيشون في قلبي وقد رضعوا حليبي "..!!!

من الجدير ذكره أن الحاجة والدة الأبطال الأسرى الاربعة ممنوعة من الزيارة .. ومن كلماتها: يا رب .. حتى لو أعطوني تصريح لزيارة أحد أبنائي في السجن فماذا أفعل للآخرين وهل أستطيع أن أزورهم .. وهل !! وهل ؟! .

اسير سابق متطوع في نادي الاسير

وعن هذا الموضوع قال ابنها ناجي والذي منذ انهى محكوميته في السجون الاسرائيلية يقوم بالتطوع في نادي الاسير في رام الله من اجل المساعدة باقل ما يقدر، وعن هذا الموضوع تابع ناجي وقال :"الاحتلال موجود .. الاحتلال يلاحقك طوال عمرك إنه إعلان حرب دائم على قانون الإنسانية والحياة والحرية واحاول من خلال عملي هذا ان نصل الى الحرية العادلة لجميع اسرانا ولشعبنا باكمله ". .

وخلال الحديث مع الحاجة وابنها البكر كانت هناك لحظات صمت هذه اللحظات تقول :" إن الناس وأهالي الأسرى على رأسهم ينتظرون إدارة سياسية قيادية جريئة تعيد تقييم تجربة قاسية وصعبة انتهت بتحويل الشعب الفلسطيني إلى عبيد في محميات مغلقة وهؤلاء العبيد تحولوا بفعل القمع والضغط إلى جلادين لأنفسهم حتى في ذكرى نكبتهم نكبوا ذاتهم .. إن ما يجرى هو فاشية بكل معنى الكلمة".

وتابع ناجي وقال :"إن مأساة الأسرى الفلسطينيين دائماً هو إخضاعهم فردياً كملفات حمراء وخضراء للمعايير الإسرائيلية وليس التعاطي معهم كقضية وطنية جماعية تمثلهم القيادة التاريخية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ويستهدف ذلك تجريدهم من البعد السياسي والوطني والقانوني للقضية التي ناضلوا في سبيلها ويبدو أن المعركة على الأسماء الآن فيما يتعلق بصفقة التبادل المتوقعة أبعد من ذلك ، ومن حق الجميع وخاصة ذوي الأسرى أن يشعروا بقلق إذا ما خضعت الصفقة لمساومات سياسية على حساب المعتقلين ومنها حسابات داخلية فلسطينية وحسابات خارجية تتعلق بمرونة محدودة في فك الحصار والتعاطي مع حكومة الوحدة الوطنية".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]