توجّه السيدة "أميّة" (اسم مستعار) صلواتها لله آملة أن يحلّ الرجاء عليها وتفرج حالها، في أعقاب كثرة الصعوبات التي تواجهها في الحياة داخل الخط الأخضر. فمعاناة "أمية" التي كنا قد أحضرنا قصتها في رمضان المنصرم، لا زالت على حالها. والكفاح لأجل لقمة العيش لا زال مستمرا.

"أمية" كما كنا قد نشرنا في السابق، من مواليد منطقة جنين في الضفة الغربية، وقد تزوجت من الجليل في العام 1995، الا أن العنف داخل العائلة دفع بها للطلاق من زوجها بعد بضعة اعوام وبعد أن رزقا بطفلين، لتستمر مسيرة المعاناة، هذه المرة بالنضال لأجل الحق في احتضان أولادها وإعالتهم بكرامة.

فالسلطات الاسرائيلية تمنع عنها الجنسية الاسرائيلية – بسبب قانون المواطنة العنصري – وتهددها باستمرار بإنتزاع أولادها منها، وتمنعها من الحصول على العلاج الطبي المناسب، والعمل في البلاد، لتعيش في ظروف قاهرة وتناضل لأجل العيش الكريم.

حقنة تبلغ كلفتها 1500 شاقل

لم يتغيّر الكثير بالنسبة لـ"أميّة"، فأربع عمليات بالركبة لم يساعدوا على استعادة نشاطها وصحتها الكاملة. فتقول لمراسلنا: "المعاناة التي أعانيها من السلطات الاسرائيلية لا زالت مستمرة، وضعي الصحي في تراجع، والسلطات لا تتعاطف معي ولا تساعدني. في السنة الماضية أجريت أربع عمليات جراحية ولكنها جميعها لم تنجح، والسبب في ذلك هو عدم نجاحي بتوفير المبالغ الطائلة المطلوبة مقابل شراء الأدوية والحقن التي وصفها الاطباء لي. والآن بت بحاجة لعملية زراعة ركبة"...

وتضيف في رد على سؤال: "لا أقدر على تغطية تكاليف الادوية والحقن المطلوبة، فإحدة الحقن تكلف حوالي 1500 شاقل، وبالكاد أستطيع توفير ثمن حقنة تكلف 15 شاقلا. ولهذا السبب لم أنجح بمواصلة تلقي العلاج، وحالتي تسوء".

ورغم المساعدات التي حصلت عليها من لجنة الزكاة المحلية والمساعدات التي حصلت عليها من مؤسسة "بيت النعمة"، والمساعدات من الأصدقاء، الا أن ذلك لم يكن كافيا...

قانون المواطنة، خطر بإنتزاع الأطفال ومنع زيارة العائلة

ولا تنتهي معاناة "امية" عند هذا الحد، فالخطر الدائم من قبل السلطات الاسرائيلية بانتزاع أولادها منها، داهم ودائم، فتقول: "حتى الآن لم نحصل على رد على استئنافنا على قرار المحكمة بخصوص حصولي على حضانة الأولاد وان يبقوا معي"...

وحول قانون المواطنة تقول: "هذا القانون عنصري، ويصعّب عليّ وليس فقط عليّ بل على العديد من العائلات. فهو يمنع العديد من الحقوق عني وعن امثالي، ولا نتحدث عن قضية العلاج الطبي فقط، بل حتى الحق في ممارسة العمل يمنعوه عنا".

تشير "أميّة" الى أن السلطات الاسرائيلية منعتها من دخول الضفة الغربية للمشاركة في جنازة شقيقها الذي توفيّ قبل بضعة أشهر، وتقول "لم يسمحوا لي بتوديع شقيقي"!

وتطلب "أميّة" مساعدة قرّاء موقع بكرا، وتؤكد أنه كل من يرغب بالمساعدة فليتوجه لموقع "بكرا" الذي يقف الى جانب السيدة "أمية" ويساندها في هذه الظروف الحلكة. ولكل من يرغب بالتبرع أو المساعدة فليتصل الى ...

تختتم "أميّة" حديثها قائلة: "أوجه كلمتي لكل شخص يملكا ضميرا أن ينظر اليّ كامرأة وينظر الى الأولاد ليسندني بأن أستطيع مساعدتهم وتربيتهم كما يجب، فلا أرغب بشيثء الا تربية أولادي كما يجب وأن أقدر أن أعيلهم. وهذا ما أطلبه"..

حيفاوية: نصوم كل العام مُكرَهيّن وليس فقط برمضان

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]