يبدو أن الاعتداءات العنصرية على المواطنين العرب في هذه البلاد قد وصلت إلى منطقة الناصرة أيضا. وتحديدا لقرى مرج إبن عامر.

 

 

قام مجهولون بحرق سيارتين تتبعان لعائلة من قرية نين. ورغم أن الشرطة وصلت للمكان وباشرت بالتحقيق إلّا أنها لم تصدر أي بيان عن هذه الحادثة. أما أصحاب السيارتين، فلم يشكّوا ولم يتوقعوا أن ترجع عملية الحرق هذه لخلفية عنصرية متطرفة. بالإضافة للحرق، كُتبت على جدار المنزل عبارة "لعيني أفيتار"، غير أن الأهالي لم يفهموا القصد من هذه المصطلحات، وقد شكّوا بقضية العنصرية ولكهن لم يؤكدوا ذلك .

ليلة الأمس تم حرق عدة مركبات في قرية أم القطف، وقد كُتبت بجانب السيارات التي تم حرقها مصطلحات عنصرية عديدة من بينها "لعيني أفيتار" وهذا ما لفت نظر الأهالي في نين، ففحصوا الأمر وتبيّن أن المقصود بـ "أفيتار" هو أفيتار بوروبسكي المستوطن الذي تعرض للطعن من قبل شاب فلسطيني بنهاية الشهر المنصرم.

وصلنا لهناك ، رأينا السيارة المحروقة والشعارات المكتوبة على الجدار ووجدنا إستغرابا شديدا من الأهالي حيث قالوا: "لم نكن نتوقع بأن نتعرض لمثل هذه الأعمال العنصرية ، فلم تشهد منطقتنا أي احداث مشابهة من قبل".

هيثم زعبي صاحب السيارات التي حُرقت قال: "فوجئنا ليلتها عندما استيقضنا ووجدنا سياراتنا والنيران تأكلها. حاولنا مع الجيران إطفاءها، وفعلا نجحنا بذلك. وقد رأينا الشعارات على الجدار ولكن لم نعرها أي اهتمام. في البداية ظننا أن شخصا يريد أن يخرّب علينا فعل ذلك علما بأنه لا أعداء لنا، وقد عرفنا أن هذه الجملة تدل على ما هو عنصري اليوم فقط، عندما رأينا ما حصل في أم القطف. سنتوجه للشرطة ونقدم شكوى". 

هذا وانتشرت في قرية نين والمنطقة إشاعات تفيد أنه تم إرسال رسالة إلى شيخ المسجد في نين مفادها بأن هذه السيارات التي حرقت ما هي إلا البداية. نحن من جهتنا، قمنا بفحص الأمر مع الشيخ وعلمنا أن الإشاعة غير صحيحة وأن شيئاً لم يصله.

ويبدو أن المجرمين حرقوا سيارتا هذه العائلة بالذات لأن بيتها يقع أول بيت في مدخل القرية  . توجهنا لموشيه فايتسمن الناطق بلسان الشرطة في الشمال وقال أنه سيفحص الموضوع مع شرطة العفولة ويعقّب بعدها .

 
حنين زعبي :" هل يجب أن تصل الاعتداءات الهمجية والعنصرية إلى داخل بيوتنا كي نعرف أننا مستهدفون؟"

بدورها عقّبت النائب حنين زعبي على ما حدث في قرية نين وقالت :"عصابات "بطاقة ثمن"، كما العنصرية، لا تفرق بين الفلسطينيين بغض النظر عن مواقفهم السياسية، فبالنسبة لهذه العصابات الإجرامية لا فرق بين فلسطينيي الضفة وغزة والفلسطينيين داخل إسرائيل. كما لا فرق عندها بين قرى المرج وقرى المثلث وسائر بلادنا، وآن الأوان أن نعرف كل اعتداء على أي قرية من قرانا الفلسطيني داخل إسرائيل كأنه اعتداء علينا، هل يجب أن تصل الاعتداءات الهمجية والعنصرية إلى داخل بيوتنا كي نعرف أننا مستهدفون؟ وأن لنا أعداء؟ سياسات العنصرية هي عدو لنا، سياسات التمييز هي عدو لنا، وآن الأوان أن نعرف ألا ندفن رأسنا بالرمال،والأهم أننا مستهدفون ليس فقط من قبل عصابات يمينة تسمى "بطاقة ثمن"، بل من قبل شرطة إسرائيل نفسها".

الشرطة إذا تستخف بعقول الناس، وتغطي على هذه العصابات

وتابعت الزعبي:" الشرطة كانت تعرف عبر الكتابات على الحائط أن هذه العصابات العنصرية هي وراء حوادث حرق السيارات، فلماذا سكتت؟ لماذا لم تنبه السكان؟ لماذا لم تحذر قرية نين والقرى المجاورة لكي يتخذوا الحيطة؟ لماذا لم تقم فورا بالإعلان عن هذه الجريمة كجريمة عنصرية؟ الشرطة إذا تستخف بعقول الناس، وتغطي على هذه العصابات. إذا في حالات مثل هذه الشرطة أيضا شريكة في الاعتداءات علينا، عندما لا تقوم بحمايتنا، وعندما تغطي على جرائم عنصريين، فهي تحميهم وتسهل لهم الاعتداءات القادمة. والحل هو فقط برفع وعينا السياسي والوطني وباعتبار الشرطة والعصابات والدولة معادية لنا عندما تستهدفنا وتعرض حياتنا للخطر وتحمي من يستهدفنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]