بدعوة وبتنظيم من الكلية الاكاديمية العربية في حيفا،عقد مساء امس في فندق" ليوناردو كلاب" في طبريا مؤتمر حول العنف في المجتمع العربي،وشارك في المؤتمر كل من:القاضي يوسف شابيرا مراقب الدولة،النائب محمد بركة رئيس لجنة مكافحة المخدرات في الكنيست،يوني بن مناحيم مدير سلطة البث،الضابط جمال حكروش نائب قائد شرطة الساحل،د. هالة اسبانيولي نائب مدير الكلية والاب رياح ابو العسل،وتولى عرافة الحوار وأداره بشكل سلس المحامي زكي كمال رئيس الكلية الاكاديمية... 

العنف يبدأ من البيت

القاضي ومراقب الدولة يوسف شابيرا اشار في مداخلته الى ان العنف يبدأ من البيت،وبحسب كل المعطيات والاحصائيات فان العنف اساسه عدم الحوار الجدي في العائلة من جهة،وعدم الاستماع الى الاخر من جهة اخرى،ولا يمكن حصر افة العنف في مكان واحد،فالعنف المستشري في مجتمعنا له عدة اشكال ،منها العنف الكلامي والجسدي،لذلك لا يمكن معالجة هذه الظاهرة من خلال المواعظ والندوات فقط انما علينا ايجاد الحلول من خلال عدة اطر مجتمعة ومترابطة مع بعضها،البيت،الشرطة،المؤسسات التربوية والقضاء.
 
عنف الدولة تجاه المواطنين العرب

واشار النائب محمد بركة الى ظاهرة العنف وقال:من خلال عملي لسنوات طويلة في الكنيست كنائب وعضو في لجنة المعارف ورئيس لجنة مكافحة المخدرات،فقد تبين لي ان افة العنف لا يمكن حلها فقط بالحوار ،ولا من خلال المواعظ في المساجد او الكنائس،والانكى من ذلك ان الحكومات المتعاقبة تقوم بتقليص الميزانيات للمؤسسات والمراكز التي تعنى بشؤون ايجاد اطر للشبيبة بدل ضخ وزيادة الميزانيات لها،بالمقابل فقد وصلت لتوي من مسيرة ذكرى هبة اكتوبر،وهنا لا بد من توجيه اصبع الاتهام للدولة التي تمارس العنف ضد المواطنين العرب،والكل يتذكر استشهاد 13 مواطنا عربيا على خلفية تلك الاحداث،والدولة تتغنى بروح الديموقراطية والسؤال ؟عن أي ديموقراطية يتحدثون؟ وكيف يقوم جهاز الشرطة باطلاق النار على متظاهرين حاولوا التعبير بشكل سلمي عن اقتحام المسجد الاقصى،وحتى لو صحت مقولة البعض ان المتظاهرين اغلقوا شوارع،فهل يحق للشرطة اطلاق النار عليهم وقتلهم؟! فاذا كانت الدولة تستعمل العنف ضد مواطنيها فأي رسالة ترسل بذلك الى المواطنين العرب،من جهة اخرى نتهم الشرطة بحالة التسيب للسلاح غير المرخص في مجتمعنا،والسؤال لو استعمل هذا السلاح في المجتمع الاخر فهل كانت الشرطة ستتقاعس في عملها،وختم بركة: لا يمكن ايضا اعفاء انفسنا من حالة العنف في مجتمعنا وعلينا ان نعيد حساباتنا ونحاسب انفسنا عن ذلك.
 
في عام 2012 حصلت 208 جرائم قتل منها 96 في المجتمع العربي

اما الضابط جمال حكروش نائب قائد شرطة الساحل فقال:لا يمكن الحديث عن افة العنف في المجتمع العربي دون الاشارة الى المعطيات الرهيبة،ففي المجتمع العربي تصل نسبة العنف والجريمة الى 30%،اما حوادث الطرق القاتلة والمروعة فتصل نسبتها في هذا المجتمع الى 40%،ونسبة العرب من المجموع الكلي تصل فقط الى 20%،وفي عام 2012 حصلت 208 جرائم قتل منها 96 في المجتمع العربي،وهذه المعطيات تدل على مدى ظاهرة العنف في هذا المجتمع،بالمقابل تقف الشرطة احيانا عاجزة في قطع دابر العنف او الحد منه،فحين تقوم الشرطة باعتقال مشتبهين بهذه الجرائم يتم اطلاق سراحهم بعد ساعات او ايام بأمر قضائي،وأنا لا احمل مسؤولية ذلك للجهاز القضائي الذي يرزح تحت ضغط هائل من الملفات المتراكمة في اروقة المحاكم،ولا بد من التطرق الى عدم التعاون بين غالبية السلطات المحلية العربية والشرطة في قضية العنف وهذا الامر يزيد من استفحال الظاهرة.

الشرطة نجحت في حل الغاز قتل النساء في المجتمع الاخر وعجزت عندنا

اما الدكتورة هالة اسبانيولي نائب مدير الاكاديمية العربية في حيفا فقد اتهمت في بداية حديثها جهاز الشرطة الذي يكيل بمكيالين،وقالت:المجتمع العربي يشهد في السنوات الاخيرة حالة من العنف الرهيب،ومن هذا المنبر اتساءل: كيف نجحت الشرطة بحل الغاز قتل عشر نساء في المجتمع اليهودي بينما عجزت عن حل الغاز قتل سبعة نساء من اصل عشرة في المجتمع العربي؟!وهذا لا يعني ان ظاهرة العنف وعدم ايجاد الحلول تتحمله الشرطة لوحدها،بالعكس فعلينا كمجتمع محاسبة انفسنا عن ما وصلنا اليه،لذلك يزيدنا فخرا ان الكلية الاكاديمية في حيفا هي الكلية الوحيدة التي تشغل وظيفة مسؤولة عن العنف والتحرش الجنسي.
 
بعض رجال الدين يصبون الزيت على النار

أما القس رياح ابو العسل فقد قال في بداية مداخلته ان بعض رجال الدين الاسلاميين والمسيحيين يصبون النار على الزيت،وبذلك يشحنون الاجواء الطائفية العنيفة بين ابناء الشعب الواحد،وأضاف: كل الديانات السماوية تتحدث عن المحبة والسلام وهذا هو جوهر الدين،لذلك لا اعتقد ان المواعظ في المساجد والكنائس هي الحل للحد من العنف مع اهميتها،بل علينا تكثيف الجهود بين كل المؤسسات التربوية والدينية والشرطة لقاطع دابر العنف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]