على ضوء ما يحمله شهر آذار من معانٍ ومناسبات تخص المرأة وتدعم مكانها ومكانتها ، فقد تدعو الضرورة للكتابة حول ما يخصها ويخصص ما يدعمه آذار.

عندما نتحدث عن مكانة المرأة في المجتمع وعن دورها الريادي والأساسي في بناء النهضة والعلم والمعرفة فإننا بذلك نتحدث عن الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات وبدون أدنى شك فان المرأة هي الحاضن الكبير لتطور الأمم والحضارات ، فقد كانت المرأة ومازالت تقدم الكثير من الانجازات على مختلف الأصعدة والمجالات .

الدور المهم الذي تلعبه المرأة في الحياة لا يقتصر بالضرورة على التربية والتعليم والعمل فحسب بل أنه يتعدى ذلك بكثير من خلال الوعي والثقافة والفكر وكل ما ينجب أجيالا متسلحة بالعلم والمعرفة الأمر الذي يجعلنا نكرس الجهد في تسليط الضوء على هذه الثروة البشرية الهائلة المتمثلة في المرأة، الأم ،المعلمة ،العاملة ،الباحثة ،المفكرة والمثقفة ، وقد لا نستثني هنا المرأة الأمية التي فقدت حقها في التعلم بسبب إهمال المجتمع وبسبب التخلف المستشري لدى بعض المجتمعات التي ترى في المرأة مجرد أداة للإنجاب والأعمال المنزلية ، ولعل هذا النموذج مازال سائدا في معظم الدول التي تحكمها النزعة القبلية المقيتة .

قد لا ننسى بأن المرأة العربية على وجه الخصوص تعيش وسط مجتمع ذكوري متسلط يبخس حق المرأة ويضع التبريرات الواهية لاستبداده الفج ، لكن في السنوات الأخيرة استطاعت المرأة أن تستعيد مكانتها نسبيا ونجحت في الوصول لأعلى المراكز الاجتماعية .

دور المرأة العربية كان مرتبطا بعقود الظلم والاستبداد التي مر بها العالم العربي عموما غير إننا يجب أن نلتفت إلى تجربة النساء اللواتي صنعن لأنفسهن مجدا لا يستهان به ولنا في ذلك أمثلة عديدة.

كنا ولا زلنا أمام نماذج مشرفة من نساء باستطاعتهن قيادة مجتمع بأسره، فالمرأة اليوم أصبحت أكثر فعالية من الرجل الذي تنصل عن مسؤولياته تجاه المجتمع وبذلك ليس من الضروري إسداء المهمة للرجل كونه الرجل بل من الضروري إسداء المهمة لذوي الكفاءات والمصداقية والجدية .
المرأة كانت ومازالت تمارس دورها الفعال بكل ما لديها من قدرات وإمكانيات وان اختفى دور الدولة الغائبة تماما من مساعدة المرأة في أمورها الحياتية والاجتماعية فذلك يزيد المرأة إصرارا على مواجهة العوائق والاستمرار نحو بلوغ الهدف الأساسي ألا وهو المستقبل المضيء لجيل قد يغير هذا الواقع البشع ويرفع عن المرأة الظلم الذي لحق بها على مدى عقود من الزمن .

بما أننا قد تطرقنا لدور الدولة وواجباتها تجاه هذه الركيزة الأساسية من المجتمع فإننا بكل تأكيد نقدم مقارنة بين ما يقدمه الغرب للمرأة من مساعدات واهتمام ورفاهية وضمان صحي واجتماعي ورعاية للأطفال لبين ما تقدمه الدول العربية للمرأة من تنكيل وأهانه وازدراء وإهمال وجهل وتخلف وفقر ، لكن على الرغم من هذه السلبيات التي من شانها تدمير كيان المرأة والمجتمع وقفت المرأة العربية على قدميها لتقدّم نتاجها البشري المميز ولتعطي مثالا للأمم بأن مازال هناك نساء قادرات على قهر المستحيل وبناء مجتمع متوازن .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]