"الدراسة والعيش في خارج البلاد، منحني العديد من الميزات الايجابية، بدءًا من لغة وثقافة جديدة، والاعتماد على النفس، فلم أعد ذلك الشاب المتكل على غيره، تغيرتُ كثيرًا، اكتسبت مهارات اجتماعية، وأتقنت التعامل مع الناس وتقبل الغير، تقربت إلى الله والعبادة. لقد صنعتْ مني الغربة رجلاً بحق، وأكسبتني أصدقاء خيرين، يقفون وأقف بجانبهم على السراء والضراء، دونهم لما كنت حققت جزءًا كبيرًا من حُلمي"- هذا ما منحته الدراسة في مولدوفا، للطالب معتز محمود زُعبي- حسب ما قوله لنا.

يدرُس الطالب معتز محمود زُعبي (25 عامًا) من بلدة كُفر مصر، في جمهورية مولدوفا تحديدًا في الجامعة الحكومية للطب والصيدلة في العاصمة كيشيناو، وهو في سنته الدراسية السادسة.

وعن اختياره للدراسة في مولدوفا قال: أنه مثل غيره من الطلاب، دفعته صعوبة شروط القبول للدخول إلى كليات الطب في البلاد، للدراسة في الخارج، بالإضافة إلى عائق علامة البسيخومتري، وتحديد جيل الطلاب الراغبين في دراسة الطب.

وأشار: " كان بإمكاني دراسة أي موضوع أرغبه في البلاد، لكني أصريتُ على دراسة موضوع الطب، حتى لو كلفني الأمر الدراسة خارج البلاد، دائمًا كان يراودني هاجس أن سأصبح طبيبًا في المستقبل، وحتى أحقق حلمي، اخترت الدراسة في مولدوفا، ولم يكن اختياري للبلد لسبب محدد، ربما كون قسطها الدراسة في جامعة مولدوفا أقل تكلفة مقارنة مع باقي البلدان، بالإضافة إلى أن الحياة المعيشية هنا ليست مُكلفة مقارنة مع الدول الأوروبية الثانية.

الصعوبات..

وتحدث عن الصعوبات التي واجهته بداية دراسته، مشيرًا إلى دور الوسطاء ومندوبي مكاتب التسجيل مؤكدًا على أنهم يقدمون المساعدة للطلاب منذ لحظة تسجيل الطالب، وحتى الوصول إلى الجامعة، والدخول إليها، ويستمرون بمرافقة الطالب ومساعدته في إيجاد السكن، وغيرها من الأمور.

وتطرق ضمن الحديث عن الصعوبات إلى الغة الرومانية، فقال أنه لم يجد صعوبة كبيرة بتعلمها، فقد استغرق أربعة أشهر حتى تمكن منها، وهو يتحدثها بطلاقة.

وأضاف في حديثه إلى "بكرا": واجهتني في البداية صعوبة كبيرة بالتعليم، ولكن مع الدراسة والمواظبة، استطعت التغلب على جميع هذه الصعوبات. لقد اخترت دراسة أصعب المواضيع التعليمية، التي تستغرق سنوات عدة للدراسة، فرغم تكلمي اللغة الإنجليزية بطلاقة، إلا أن المصطلحات الطبية، صعبة وتحتاج مني البحث في القواميس ومعاجم اللغة.

وتابع: كان دائمًا ينتابني شعورًا بالخوف في بداية التعليم، كنت أخشى من الفشل، كم المواد الهائل كان يوترني لكن الدراسة والمتابعة هي من ساعدني على اجتياز هذا الخوف.

بين الدراسة باللغة الرومانية واللغة الإنجليزية...

وبين الدراسة باللغة الرومانية أو الإنجليزية، اختار معتز الدراسة باللغة الإنجليزية- كونه يفضلها على أية لغة، على الرغم من أنه يتكلم اللغة الرومانية بطلاقة، لكنه أخذ بالحسبان أن امتحان الطب في الدولة سوف يجريه باللغة الإنجليزية، وهذا ما سوف يسهل عليه، بالإضافة إلى أن الإنجليزية لغة عالمية.

تسهيلات للطلاب..

وعن التسهيلات للطلاب قال: من ناحية التسهيلات، يحصل الطالب دائمًا على التسهيلات من قبل الجامعة، التي تأخذ بالحسبان غُربة الطلاب عن بلادهم وتقدم لهم الكثير. 

وردًا على سؤالنا حول الطلاب والخريجين العرب في مولدوفا قال: هذه السنة السادسة لي في مولدوفا، ومرت خمس أجيال من قبلي وتخرجت بنجاح، وبدأوا في مزاولة المهنة، وأتمنى نفس النجاح للطلاب الباقيين.

وتابع: أقول وبكل صدق، أن الطلاب والطالبات الدارسين في مولدوفا مجتهدين، ومثابرين في دراستهم، يواظبون على الدوام، ويسابقون الرياح، رغم الصعوبات التي تواجههم ورغم غربتهم وابتعادهم عن أهلهم. فنحن سافرنا إلى مولدوفا بهدف التعليم، والنجاح، ومن أجل تحقيق حلمنا في الحصول على لقب طبيب.

ونفى مُعتز أن يكونوا الطلاب العرب غير جديين، مؤكدًا إلى أن هذه المقولات عبارة عن إشاعات، مُشيرًا أن الطلاب يتحملون الغربة، والمناخ البارد وصعوبة الحياة، من أجل تحقيق ذاتهم والنجاح بدراستهم ويعودوا إلى بلادهم أطباء.

وصرّح: علينا محاربة هذه الإشاعات المغرضة بحق الطلاب، وسنثبت للجميع أننا مجتهدون".

منح دراسية ودعم للطلاب...

وعن المنح الدراسية، أشار أن الطلاب الدارسين في جامعات البلاد، يحصلون على منح دراسية، بعكس الطلاب في الخارج، الذين عددًا كبيرًا منهم يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، ويتساءل لماذا لا يحصل طلاب مولدوفا أيضًا على منح دراسية؟

ورغم ذلك، دعا الطالب
معتز زعبي، الطلاب الراغبين في الدراسة في جمهورية مولدوفا، بالتسجيل، كون الجامعة تحظى بمستوى تعليم ممتاز- حسب ما أشار.

وأكد أن الجامعة تحترم الطلاب وتقدم لهم المساعدات، وتمنحهم فرص العمل والتدرب في مستشفياتها، بهدف حصول الطلاب على خبرة بأكبر قدر مستطاع.بالإضافة إلى أنهم لم يشعروا بالغربة، وأن الطلاب يتكاتفون مع بعضهم، ويقفون يدًا واحدة مع بعضهم البعض.

كما وأسدى بنصيحة لطلاب سنة أولى في الجامعة، بالاجتهاد والمثابرة، التعليم ليس سهلاً، وخاصة بداية السنة، لكن مع الجدية في الدراسة والتعليم، سيحققون حلمهم.

التخوفات من اجتياز امتحان الحكومي للطب..

وعن رهبة امتحان الدولة، والتخوفات من الفشل فيه، قال: أنا دائمًا أخشى من الفشل، ودائمًا أصر على النجاح، وهذا ما أحققه دائمًا، لقد رسمت النجاح أمامي، وتخطيت كل العثرات.

وأكمل: ليس لدي أي تخوفات لاجتياز امتحان النقابة الإسرائيلي، فأنا أثابر واجتهد في الدراسة منذ سنتي الدراسية الأولى، وأثبت نفسي في التعليم، وسوف أنجح إن شاء الله في الامتحان الحكومي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]