أكد مختصون في العلوم السياسية والدراسات الأوروبية الأربعاء أن الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية يشهد تحولات إيجابية كبيرة في الفترة الأخيرة؛ ولاسيما بعد اعتراف العديد من الدول والبرلمانات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، ذات سيادة وقانون.

واعتبر هؤلاء خلال ندوة سياسية عقدها مركز الدراسات السياسية والتنموية بعنوان "تحولات الموقف الغربي تجاه القضية الفلسطينية" أن قرار رفع حركة حماس من قائمة "الإرهاب" الأوروبية "استراتيجي ومهم جدا".

اقتراب من حماس

وقال رئيس معهد "بيت الحكمة" أحمد يوسف إن الفترة الأخيرة- وخصوصًا بعد العدوان على قطاع غزة- شهدت المواقف الأوروبية تغيرات كبيرة تجاه القضية الفلسطينية.

ولفت يوسف- خلال مداخلته بالندوة- إلى أن قرار رفع حماس من قائمة الإرهاب "استراتيجي ومهم جدا في الفترة الحالية"، خصوصا أن الحركات الإسلامية ملاحقة في جميع الدول، إلا أنه أكد على ضرورة تغيير الموقف الأمريكي.

وأضاف "الأوروبيون يتجهون مؤخرًا للاقتراب من حركة حماس، لأنها محطة مهمة لا يمكن تجاوزها في القضية الفلسطينية، كما أن وجود أكثر من 23 مليون عربي في أوروبا يؤثر بشكل قوي على سياساتها الخارجية".

وعلى عكس أوروبا، أوضح يوسف أن الكونغرس الأمريكي هو المحطة الرئيسية التي يراهن على وجودها الاحتلال في كل خطواته وقراراته، وهي آخر من تستجيب للقرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مبينًا أنه لا يستبعد أن تستخدم الولايات الأمريكية الفيتو ضد قرار الدولة الفلسطينية.

فجوة كبيرة

بدوره، قال رئيس مركز "ميمو" للدراسات في لندن داوود عبد الله إن هناك فجوة كبيرة في العلاقة بين "إسرائيل" وبريطانيا نتيجة التراكمات الكبيرة خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح عبدالله في كلمة له عبر "سكايب" أن عدم مصداقية الخطاب الإسرائيلي وتناقضه مع الواقع على الأرض جعل الشعب البريطاني لم يعد يقبل "إسرائيل".

وأكد أن الأوروبيين أدركوا أن "إسرائيل" دولة مارقة وستنتهي قريبًا، وستقام دولة فلسطينية كاملة السيادة، لذلك بدؤوا يغيرون من سياساتهم تجاه القضية الفلسطينية.

جاءت متأخرة

من جهته، أكد الباحث الأكاديمي حسام شاكر أن ما يجري في المنطقة يتيح فرصة كبيرة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في كل المحافل الدولية.

وقال شاكر: "إن النظرة الأولية للاعترافات الأوروبية أعطت انطباعا أنها انجازات كبيرة، ولكنها في الحقيقة جاءت في وقت متأخر، وبررت ذلك أن هناك عملية تفاوضية نستطيع من خلالها الاعتراف بفلسطين".

وأضاف "الاحتلال يواجه معضلة كبيرة في عدم وضع تصورات استراتيجية كاملة لما يدور في أروقة صناع القرار، والبرلمانات الأوروبية هي من تندفع وتطرح قرارات تتعلق بفلسطين، ولها تأثيرها على صناع القرار في اوروبا". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]