حاولت إسرائيل، ومنذ إعلان قيامها على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني، العمل وبشكل ممنهج ومدروس ووفق سياسة فرّق تسد على تذويب فلسطينيي الداخل، وفصلهم عن انتمائهم الفلسطيني والعربي، وبأساليب وطرق وخطط خبيثة آخرها تجنيد المسيحيين بصورة منفصلة عن بقية الفلسطينيين. 

وقد لاقى هذا القرار تجاوبًا حكوميًا ودعمًا منقطع النظير، ولتنفيذه تم إختيار قيادة للمشروع، غير ممثلة للمسيحيين، عملت ولا زالت على الترويج له. 

وبالمقابل، لاقى القرار سخطًا جماهيرًا، على مستوى القيادة العربية الفلسطينية وعلى مستوى الشباب العربي، الذي أكد رفضة لمثل هذه المشاريع التدجينية، وترجم الرفض بإنشاء عدة حراكات شبابية رافضة للتجنيد بشكل عام، وللتجنيد المسيحي بشكل خاص، ومؤكدة على هوية شبابنا الفلسطيني، بكافة طوائفة.

ميسان حمدان: المؤسسة الاسرائيلية تخترق الطائفة المسيحية من خلال اختراق المؤسسة الدينية 

منسقة حراك "ارفض شعبك يحميك" ميسان حمدان قالت لـ"بكرا" في هذا السياق: نعمل في حراك "ارفض شعبك يحميك" على محاربة التجنيد من خلال ثلاثة مستويات، المستوى الاول عبارة عن فريق دعم للرافض مكون من حقوقيين وقانونيين واشخاص معالجين، يحاولون من خلال مهنيتهم التحدث مع الرافض او المجند وفقا للقانون وشرح كيفية رفض التجنيد والمسارات المتاحة امامه، ومن ناحية اخرى ايضا دعمه امام المجتمع المحيط به والذي يبدأ في محاربته بسبب رفضه للامر. وأما المستوى الثاني فهو عبارة عن فريق منسق مع الاعلام نحاول من خلاله ان نصل الى ابعد الحدود والى دول عالمية حيث شاركنا بمؤتمرات خارج البلاد لايصال صوتنا ورفضنا للخدمة في الجيش الاسرائيلي. اما المستوى الثالث فهو الاهم عبارة عن تواصل مجتمعي نعمل من خلاله على التوعية ونحاول ايصال فكرة رفض التجنيد من خلال فريق معين يعمل على توعية المجتمع. وكوننا ممنوعين الدخول الى المدارس نعين في كل مدرسة مندوب من الحراك يساهم في التوعية، ومؤخرا اقمنا فريق امهات كوسيلة اتصال لنا مع شريحة الاهالي لتوعيتهم ضد كافة اشكال التجنيد ومنهم التجنيد الاجباري.

وعن تجنيد المسيحيين عقبت حمدان قائلة: من الواضح بان الصوت الاعلى هو الصوت الذي ينجرف وراء التجنيد، لان الاعلام الاسرائيلي يعتم على من يرفضون التجند في الجيش الاسرائيلي، والمؤسسة الاسرائيلية تخترق الطائفة المسيحية من خلال اختراق المؤسسة الدينية كما فعلت مع الدروز في سنوات الخمسين، لذلك قمنا قبل اشهر بتنظيم مؤتمر ضد التجنيد عرضنا خلاله تجربة الدروز التي تعتبر خير نموذج امام الشبات المسيحيين لماذا عليهم رفض التجنيد والحقوق والواجبات، وبالرغم من كل الاطر الا اننا بحاجة لدعم اكثر لهذا الموضوع خاصة من رجال دين مسيحيين اخرين ضد التجنيد.

وعد غنطوس: مشروع التجنيد لن ينجح لان الجيل الجديد جيل واعي مثقف ويعلم جيدا ما هو هدف المشروع

وعد غنطوس ناشطة سياسية من قرية كفر برعم المهجرة تسكن في حيفا قالت لـ"بكرا": كوني من عائلة مسيحية هذا لا يعني بانني لست جزءا من الشعب الفلسطيني نحن شعب محتل وانا لا اخدم محتلي.

واضافت غنطوس لـ"بكرا": بشكل شخصي لم يتم التوجه لي علما انني كنت شاهدة على رسائل تجنيد تم ارسالها لشبان من قريتي والذين رفضوا ذلك بشكل قاطع.

وتابعت تقول: مشروع التجنيد لن ينجح لان الجيل الجديد جيل واعي مثقف ويعلم جيدا ما هو هدف المشروع، بالطبع هناك نسبة من المجندين المسيحيين في الجيش الاسرائيلي لكنها ليست كبيرة، وانا اؤكد باننا شعب واحد ولا نفرق ونقسم انفسنا الى طوائف كما تعمل اسرائيل.

سهيل حداد: يركز الاعلام الاسرائيلي على ان الطوائف تقتل بعضها

سهيل حداد من حراك الشباب الراماوي قال لـ"بكرا": رفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي ينبع من منطلق ان إسرائيل دولة إحتلال وتقتل شعبي، لذلك من وجهة نظر انسانية ارى بانه لزامصا علي أن لا اشارك في مثل هذه الأطر. 

وتابع يحدث: هناك نسبة من الشبان المسيحي يتجندون في الجيش بسبب "العنصرية الطائفية"- على حد تعبيرهم حيث يدعون بان اسرائيل دولتهم، والطوائف الاخرى تهدد وجودهم وتريد قتلهم علما انها مخاوف عملت إسرائيل على زرعها، كما تقوم بممارسة سياسة فرق تسد حيث يركز الاعلام الاسرائيلي على ان الطوائف تقتل بعضها لذلك فان الشبان المسيحيون يحاولون التجند بالجيش للدفاع عن انفسهم .

وعن طرق محاربة التجند بالجيش الاسرائيلي قال حداد لـ"بكرا": اقمنا في الرامة حراك شبابي راماوي، يحوي حلقات نقاش مهرجانات محاضرات توعية بمشاركة رجال دين يرفضون الامر .

جريس جريس: ضميري لا يسمح لي ان اخدم في جيش هجرني واحتل ارضي ووطني

اما الرافض للخدمة في الجيش الاسرائيلي جريس جريس ابن السبعة عشر عاما من كفر برعم المهجرة يسكن في حيفا فقال لـ"بكرا": انا شاب من قرية مهجرة تم تهجير اهلها على يد الجيش الاسرائيلي لذلك ضميري لا يسمح لي ان اخدم في جيش هجرني واحتل ارضي ووطني، وان اقتل اخي العربي مثلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]