قال البروفيسور عليان القريناوي وهو مختص بالعلوم الاجتماعية والنفسية ومدير كلية" احفا"(אחווה) في النقب، ان المعطيات الاخيرة المتعلقة بالطلاب الاكادميين في مدن المركز ومدن وقرى الضواحي وخاصة العربية منها في النقب تشير بوضوح الى الفوارق الجمة بين هذين القطاعين بكل ما يتعلق بالتحصيل العلمي والاكاديمي..وجاء كلام القريناوي اثر المعطيات الاخيرة الوخيمة التي تناولها "منتدى بايس للتربية والتعليم والاقتصاد" في القدس والتي كشفت عن الفوارق الكبيرة في الاستثمار بالطلاب العرب قياسا باليهود.

غبن واضح في الميزانيات للضواحي والقرى العربية في التعليم

وتابع القريناوي: لا بد من الاشارة الى الارقام والمعطيات حول الاستثمار بالطلاب في المجالس الاقليمية اليهودية ومدن المركز والضواحي، ففي المجلس الاقليمي"تمار" مثلا يبلغ الاستثمار في الطالب الابتدائي اكثر من 26000 شيكل، وفي بلدة كريات ملاخي 2000 شيكل، ويبلغ الاستثمار في مجتمعنا العربي والوسط البدوي في النقب اقل من ذلك بكثير !!،لذلك انا قلق جدا من اوضاع شريحة من الطلاب الجامعيين،ومن حجم التأهيل القليل نسبيا من قبل وزارة التربية والتعليم للتربية بشكل عام في البلاد والفوراق الكبيرة بين قطاعات مختلفة.

وتابع القريناوي: اتساءل الى أي درجة تؤهل الوزارة جيل المستقبل من اجل الاندماج في عصر الهايتك والتكنولوجيا المتطورة.ولا يراودني ادنى شك ان قلة الموارد والميزانيات تعمل على احداث الفجوة والفارق الكبير بين مدن المركز والضواحي ،لذلك هناك حاجة ماسة لضخ ميزانيات اكثر في القرى العربية والضواحي وحتى البلدات اليهودية ككريات ملاخي لتحسين الوضع كثيرا،لكن قلة الموارد في هذه الاماكن(مدخول البلديات لعدم وجود اماكن صناعية في غالبها) تشكل حاجزا امام تطوير قدرات تربوية وتعليمية مستقبلية. لذلك لا شك ان الطلاب الجامعيين من الضواحي يواجهون صعوبات كبيرة،ولذلك هم ينهون دراسة اللقب الاول في اربع سنوات بدل ثلاث سنوات،وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه ولم يبادر صاحب الشأن (الوزارات المعنية) بمد يد العون لهم فأعتقد جازما ان الوضع سيزداد تعقيدا من الناحية الاقتصادية في هذه الاماكن ولن يتمكن طلابنا الجامعيين بلوغ مراكز راقية مستقبلا.

ارتفاع نسبة التعليم تنعكس على الاوضاع الاقتصادية

وتابع القريناوي: نلاحظ ارتفاع ما للطلاب العرب الالتحاق بالمواضيع العلمية والتكنولوجيا لكن الارتفاع قليل نسبيا قياسا بالطلاب اليهود من مدن المركز،وعندما نتحدث عن طلاب البلدات في الضواحي والقرى العربية فيجب الاشارة الى هذه الشريحة من الطلاب يعانون مرتين،ف من جهة هم ولدوا لعائلات فقيرة ومن جهة اخرى فان الدولة لا تهتم كثيرا بهذه المدن في الضواحي والقرى العربية في الجليل والمثلث والنقب،فهذه الاماكن تفتقر الى مناطق صناعية وتجارية كبيرة مما يشكل عائقا امام مدخول السلطات المحلية في هذه الاماكن والنتيجة الحتمية لذلك قليل من الاستثمار في الطالب قياسا بالمدن اليهودية الكبيرة في المركز،وهنا بيت القصيد فكلما ارتفعت نسبة التعليم كلما تحسن الوضع الاقتصادي والعكس صحيح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]