نفى صحافيون مشاركون في سفينة "كسر الحصار 3" على غزة، في حديثٍ لـ موقع "بكرا"، اليوم السبت، أن يكون هنالك تنسيق ما بينهم وما بين السلطات في "كريت" يقضي بالوصول إلى المياه الإقليمية القريبة من غزة ومن ثم العودة إلى اليونان بعد تغطية وصول السفينة "ماريان" (السويدية) والتي على متنها 80 راكبًا من بينهم الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي والنائب العربي د. باسل غطاس وعدد من المتضامنين الأوروبيين والعرب.

وقال الصحافيون في حديثٍ خاص لـ "بكرا" على أن مشاركتهم جاءت أولا من دوافع إنسانية، حيث حان الوقت لكسر حصار استمر 9 سنوات على مليونيّ إنسان، وثانيا لإيصال رسالة مهنية وواضحة للعالم على أن هناك سجن بشريّ يتوجب اقتحامه وفتح ابوابه للعالم.

الأسطول يضم 5 سفن

وانطلق أسطول الحرية الـ 3 لكسر الحصار على غزة نهاية هذا الأسبوع على مراحل متحديًا كل العقبات، سواءً الجوية أو السلطوية في اليونان أو التقنية، حيث من المتوقع أن تلتقي جميع السفن في نقطة معينة عرض البحر والتوجه سوية إلى غزة مما يجعل توقيت وصولها إلى شواطئ غزة، أو قريب منها، غير واضح، إلا أن السلطات في إسرائيل ترجح وصول الأسطول يوم الاثنين صباحًا.

وعلم "بكرا" على أن الأسطول يشمل 5 سفن، إحداهن "ماريان" و- 4 سفن صغيرة. وقد أنطلق حتى الآن "ماريان" و- 3 سفن صغيرة تدعى إحداهن "جوليانو 2" وعلى متنها 11 راكبها، 3 طاقم و- 8 صحافيين من مختلف المناطق في العالم.

الصحافي الألماني لوجين: الأوضاع الإنسانية تستوجب تحركا والأسطول يحمل مساعدات إنسانية لغزة

وفي حديثٍ لـ "بكرا" مع الصحافي الألمانيّ المستقل مارتن لوجين أكد انطلاق السفينة "جوليانو 2" في حين فضّل عدم التطرق إلى موعد الوصول إلى شواطئ غزة.

وعن أسباب مشاركته في الأسطول قال لوجين على أنه تواجد سابقًا في غزة وعمل على التغطية الإعلامية من هناك، خاصةً ابان العدوان الأخير عليها. وأوضح أن الأوضاع في غزة تستوجب العمل على فتح المعابر إلى العالم، فلا يعقل أن قرابة الـ مليوني انسان يقبعون في سجن بشري بعد عملية تعذيب وحشية تعرضوا إليها، كما ولا يعقل أن يكون مصيرهم مرهون بمزاجات سياسية متعلقة بالتطورات الإقليمية، فمرة المعبر من الجانب المصري مفتوح ومرة مغلق وبقية الممرات يتحكم فيها الجانب الإسرائيلي.

وأضاف مارتن على أن الأسطول الحاليّ يحمل مساعدات أنسانية، وعلى متنه صحافيين ومدنيين يحملون رسالة سلام، تلك الرسالة تقول أن حصار 9 سنوات على غزة مناف للعراف الدوليّة كافة ومناف أيضًا للطبيعة البشرية وآن الآوان إلى وقفه.

وردًا على سؤال "بكرا" حول احتماليّة التعرّض للسفينة من قبل البحرية الإسرائيلية، كما حدث مع سفينة "مرمرة"، قال لوجين على أن هذا الاحتمال مطروح بقوة، فواضح على أن الجانب الإسرائيلي مرتبك، وأكثر ما يركبه هو الضبابيّة التي تحيط بهذا الأسطول، فحتى الآن لم يكشف عن مخطط الوصول كما وأن أوقات الإبحار كانت مبهمة، أضف إلى ذلك اعتبارية الركاب الذين على سفينة "ماريان" وجلهم نواب اوروبيين وأعضاء برلمان. ومع ذلك – قال لوجين، الجانب الإسرائيلي سيكون حذرًا في التعامل مع الركاب وفي أسوأ الحالات سيتم توجيه السفن إلى ميناء أسدود وعدم السماح لها بالوصول إلى موانئ غزة بالرغم من أننا نطمح في الوصول إلى هناك وتسليم المساعدات التي قمنا بتحضيرها منها أدوية قد نفذت من الأسواق والصيدليات في غزة.

الناشطة الإسرائيلية ريغف: قررت أن أشارك لأنني يهودية وأفهم مرارة الفظائع في غزة

وعلى متن "جوليان 2" ايضًا تتواجد الناشطة الإسرائيلية زوهر ريغف، هي من سكان "كفار هحورش" في الناصرة.

ريغف فضّلت ايضًا عدم التطرق لسؤال "بكرا" حول موعد الوصول إلى غزة أو المخطط القادم للسفن المشاركة في الأسطول، وعن مشاركتها أوضحت قائلة على أنها – المشاركة- مفهومة ضمنًا، فهذا واجب على كل إنسان لا زال يحمل قيمًا.

وقالت ريغف على انها قررت المشاركة في الأسطول إلى جانب عدد من المتضامنين الأسبان، حيث تسكن حاليًا، ومنذ البداية لم تتردد في المشاركة علمًا أنها تعي العواقب المترتبة عليه والخطورة الكامنة فيه.

وأضافت على أن 9 سنوات من الحصار يجب أن تنتهي، وهذا ليس بسبب نصوص القانون الدوليّ واتفاقية جنيف، إنما ولأني يهودية، ابنة شعب مر بفظائع الهولوكست، أرفض أن يمر شعب آخر بنفس الفظائع، كما وأرفض أن يكون هذا الشعب ضحية ما مر به شعبي، وهذا لا يعني فقط انهاء الحصار على غزة، بل انهاء الاحتلال كله وإحقاق الشعب الفلسطيني حقة وفق تسوية سياسية مقبولة على الأطراف.

بقي أن نشير على أن الأسطول الـ3 يحمل كميات من المواد الطبية والإغاثة واحتياجات أخرى، لكنه يحمل رسالة أهم؛ وهي حق غزة في ممر مائي ينهي عنها الحصار المفروض منذ تسع سنوات، وينقذها من تفرد الآخرين في التحكّم بحرية سكانها عبر فتح المعابر وإغلاقها وفق مزاجات أمنية وسياسية وعقوبات جماعية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]